في الشان الحرب الاقليميه القادمه :ايران تبعث بفيلق مكه الي السعوديه

[boulos]

البنتاغون يعرض أسلحة ومتفجرات إيرانية وهويات لمتورطين بالعنف في العراق
قال إن عبوات ناسفة تم ضبطها جربت أولا وطورت في جنوب لبنان

بغداد: نعمان الهيمص
عرض مسؤولون عسكريون أميركيون في بغداد، أمس، نماذج من أسلحه مختلفة شملت عبوات ناسفة ومفخخات وقذائف هاون من مختلف العيارات وأجهزة تفجير عن بعد قالوا ان مصدرها ايران ووثائق تشمل هويات شخصية لإيرانيين متورطين بأعمال العنف وأنشطة وهجمات في العراق.
وقال مسؤول أميركي عسكري رفيع في مؤتمر صحافي ببغداد، امس، منعت فيه وسائل الاعلام من استخدام اي اجهزة تصوير واجهزة تسجيل إن بحوزة قوات التحالف أدلة على ان ايران سرعت شحنات الأسلحة وضمنها متفجرات تخترق الدروع الى مجموعات شيعية عراقية مسلحة. وقال «تقديراتنا تؤكد أن هذه النشاطات مصدرها مسؤولون كبار في ايران»، مشيرا الى ان «فيلق القدس مرتبط مباشرة بالمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي».

واظهر خبير رفيع المستوى في المتفجرات للصحافيين عبوة ناسفة مكونة من أنبوب فولاذي بغلاف معدني محشو بمتفجرات، قائلا «عندما ينفجر الصاعق يذوب الغلاف المعدني وينطلق بقوة شديدة خارقا دروع العربة العسكرية وموزعا شظاياه على من بداخلها». وأوضح أن المجموعة التي استخدمت العبوات الايرانية الصنع تضم «عناصر مارقة» من ميليشيا جيش المهدي كانت قد انشقت عن زعيمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر. وتابع ان «مجموعة أخرى يديرها مسؤول سابق في منظمة بدر انشق عنها وهرب الى ايران تلقت أسلحة مماثلة». وأكد «قمنا بإبلاغ هذه المعلومات الى ارفع المستويات في الحكومة العراقية».

وقال المسؤول، ان هناك دعما واضحا ومتزايدا تقدمه ايران لأعمال القتل والهجمات التي تتعرض لها القوات الاميركية في العراق، وان قوات التحالف لديها تفويض بحماية نفسها والشعب العراقي، وهي على هذا الأساس تتحرك، مضيفا «أن لدينا أدلة تشير الى تجهيز إيران للمتطرفين بالعبوات الناسفة وتدريبهم على الاسلحة، وان هذه الأسلحة من إنتاج عام 2004 وحتى مارس (آذار) 2006». وقال الضابط مشترطا عدم الافصاح عن هويته، إن العبوات الناسفة الايرانية الصنع قتلت 170 جنديا اميركيا ومن قوات التحالف منذ يونيو (حزيران) 2004، وأصابت 620 آخرين بجروح. وأوضح ان المتهمين الايرانيين الذين تم اعتقالهم في اربيل أكدوا الدور الايراني «اذ عثرنا على آثار متفجرات وخرائط، وحاولوا التخلص من الوثائق في دورات المياه، وان الحكومة العراقية اخبرتنا انهم ليس دبلوماسيين ولم يحملوا أي جوازات». وأضاف ان الاسلحة تم تجريبها في جنوب لبنان اولا ثم طوروها، وان هذه العبوات التي ضبطت تستخدم من قبل عملاء ايران وتحتاج لعملية خاصة في التصنيع لا توجد الا في ايران فقط، وان الجهاز الالكتروني المستخدم في تفجيرها يستخدم الاشعة تحت الحمراء السالبة. وقال ان ايران لم تجهز المقاومة العراقية خلال حكم صدام حسين بهذه الاسلحة، وانه تم العثور على العديد من هذه الاسلحة في منطقة بغداد الجديدة في بغداد، مشيرا الى ان ايران «لديها عملاء ومجموعات كثيرة في العراق وعلى رأسهم (جيش المهدي) وجماعة ابو مصطفى الشيباني، اضافة الى مجموعات متفرقة لا استطيع التحدث عنها». الى ذلك، رفض المسؤول العسكري الرفيع الربط بين اسقاط الطائرات الاميركية المتكرر في الاخيرة وبين نظام (ميساك1) المحمول للدفاع الجوي، وقال «اننا الآن في المراحل الاولية في التحقيق ولا نستطيع القول بوجود علاقة بين سقوط الهليكوبترات وهذا النظام». وعن دواعي التحرك الاميركي ضد ايران بدعوى دعمها للعنف، قال «اننا نتحرك الآن بسبب زيادة الخسائر التي تسببها العبوات الناسفة قي صفوف قواتنا والتي لم تكن موجودة في العراق». وحسب وكالة اسوشييتد برس، فان ما أعلن في بغداد امس هو ملخص لملف يقع في 200 صفحة. وراجعت عدة وكالات استخباراتية الملف للتوثق من أنه واضح وأنه «لن نعرض مصادرنا وطرائقنا للخطر أثناء التقديم»، حسبما قال شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الجمعة الماضي. وكان ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي قد قال في الفترة الاخيرة، إن بعض المواد حول إيران مبالغ فيها. وفي الجلسات الخاصة يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يريدون تجنب الوقوع في خطأ مماثل لذلك الذي وقع فيه وزير الخارجية السابق كولن باول، حينما قدم الأدلة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق أمام الأمم المتحدة عام 2003. وكان باول قد ردد في خطابه الشهير ذاك: «ما نقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات تستند إلى معلومات استخباراتية قاطعة»، لكن اتضح لاحقا أن العراق لا يمتلك أسلحة من هذا النوع.

وبعض الأدلة تم الحصول عليها أثناء مداهمات جرت لمخابئ أسلحة داخل العراق، حسبما قال مسؤولون عسكريون. أما الأدلة الأخرى فتشمل وثائق تم الحصول عليها بعد مداهمة مكتب إيراني يوم 11 يناير(كانون الثاني) في أربيل. وفي الغارة قبض الأميركيون على خمسة إيرانيين، ومن بينهم مسؤول العمليات وبعض المسؤولين الإيرانيين في قوة القدس التي تتهم بأنها تسلح وتدرب الناشطين العراقيين. وقالت طهران إنه مكتب اتصال حكومي، وطالبت بإطلاق سراح الخمسة مع تقديم تعويضات مادية للأضرار الناجمة.

كما يقدم الملف تفاصيل عن دور ايران في تزويد المقاتلين العراقيين بذخائر مضادة للدروع، يمكن أن تخترق دبابات ابرامز بشحنات تؤدي الى ما يقرب من الانصهار. وقال مسؤول استخباراتي ان الولايات المتحدة تشعر بالارتياح لأنها تعرف بشيء من الدقة أصل أجهزة التفجير الايرانية الصنع هذه. وأثناء جولته في أوروبا يوم الجمعة الماضي، قال وزير الدفاع روبرت غيتس إن الأرقام والعلامات الموجودة على المتفجرات المستخدمة في العراق توفر دليلا «جيدا الى حد ما» على ان ايران تزود المتطرفين هناك بالأسلحة او التكنولوجيا. ولم يذكر غيتس كيف أن الأميركيين عرفوا ذلك، ورفض المسؤولون في واشنطن التعليق على الموضوع. وقال مسؤول أميركي كبير يوم أول من امس، ان أعضاء في الكونغرس اطلعوا على دليل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال السناتور المستقل جو ليبرمان «أنا مقتنع مما رأيته بأن الايرانيين يقدمون المساعدة لأولئك الأشخاص في العراق ممن يقتلون الجنود الأميركيين».

http://www.asharqalawsat.com/details...article=405994