نستطيع ان نقول بإطمئنان أن ما حدث هو سقوط من على حافة الهاوية
او بتعبير اوضح الحكومة المصرية منذ تحسن الحالة الاقتصادية فى مصر بعد الرعاية الامريكية العبيطة التى تلقتها بعد حرب الخليج أصبحت مصر تجهر اكثر و اكثر بميولها المحمدية (حسنى مبارك نفسه صرح فى وجود نيكلولاه ساركوزيه فى مصر اخيرا بأن مصر دولة محمدية و هذه الفكرة هى التى تحكم سياستها )
و اصبح لدى القيادة المصرية نوع من الجرأة على الوصول بنزاعاتها الى حافة الهاوية و حتى ان رضخت فهى ترضخ دائما على حافة الهاوية و قبيل ان يتفجر الصراع مباشرة و من مخاطر هذا الاسلوب انك قد تسقط من حافة الهاوية اذا فقدت لثانية واحدة التحكم الكامل فى كل عناصر اللعبة
هذا هو ما حدث بالضبط عندما جندت الحكومة المصرية جنود حرس الحدود المصريين على اسس محمدية متطرفة جعلتهم يتصورون ان مهمتهم الحقيقية هى قتل المتنصرين الذين يحاولون الرار من البلاد ! و تهريب السلاح لقوى الارهاب المحمدى فى قطاع غزة! و من رخاوة قبضة القيادة على قطاعات الجيش المصرى نتيجة عامل السن الذى طعن فيه محمد حسنى مبارك تماما و اصبحت قبضته رخوة تماما
أصبحت تلك القيادة كمن أمتطى نمرا مفترسا و هو يتصور انه يمتطى يعفور صغيرا و يظل الوهم بأنه ممتطى يعفورا يتمكن منه يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة طالما ان ارادة الاتجاه لدى ممتطى النمر هى ذاتها ارادة الاتجاه لدى النمر المفترس و لكن فى لحظة و انت على حافة الهاوية تختلف التوجهات بين النمر و ممتطى النمر فى تلك اللحظة يسقط ممتطى النمر من فوق ليفترسه النمر و يمزقه اربا ربما لن يبقى ممتطى النمر حيا للحظات حتى يفهم انه يمتطى نمرا
و ليس يعفور
و تلك هى خطورة حافة الهاوية
و هذا درس قاسى للقيادة المصرية من الصعب علاج آثاره بعد ان عادت الامور فى المنطقة بفعل هذه الغلطة الاستراتيجية لحسنى مبارك الى الاوضاع التى كانت قائمة قبل 5 يونيو 1967 اى ان اسرائيل خارج قطاع غزة تماما و حدودها مغلقة تماما مع فطاع غزة و هى عبارة عن سور خرسانى ارتفاعه خمسة امتار تغطيه معدات حراسة الكترونية بينما لا توجد حدود بالمرة تفصل الاراضى المصرية عن قطاع غزة و مصر فى حكم دولة الانتداب على القطاع و كل المسئوليات عن ما يحدث فى القطاع على عاتقها
قد تتمكن القيادة المصرية على اى حال من النجاه بصعوبة بالغة من هذا البئر الذى سقطت فيه و لكن هذا سيتطلب مساعدات كبيرة من امريكا و اسرائيل و بدون مساعدة امريكا و اسرائيل مصر غير قادرة على الخروج من هذا البئر الغبى
|