تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

لعبة الإخوان والأقباط!

البراء أشرف


23/11/2005


"نحن البلد الوحيد الذي يقضي على المرض قبل ظهوره"..

جملة من فيلم النوم في العسل، نطقها وزير الصحة ردا على إشاعات (هي في الأصل حقائق) بشأن مرض العجز الـ(....) الذي أصاب رجال هذا الوطن.

بالطريقة نفسها تتعامل الحكومة المصرية (وربما نحن جميعا) مع حالة عجز يعيشها الشارع السياسي على المستوى "الديني".

يعجز الشارع السياسي بأقطابه المتشعبة وأبرزها الحزب الوطني والإخوان والأقباط على التعايش سويا وعلى إيجاد حل "سلمي" معقول لأزمة العجز التي للأسف لم تستطع الحكومة القضاء عليها قبل ظهورها.

البداية كانت مع ترشيحات الوطني لمجلس الشعب والتي لم تحتوي إلا 4 أعضاء أقباط من 444 مرشح هم مجمل ترشيحات الوطني، وبعدها جاءت أحداث كنيسة الإسكندرية التي أوشك الجميع على تصديق أن الأمن المصري هو الواقف خلفها، وأخيرا مؤتمر أقباط المهجر والذي هاجم إخوان مصر باعتبارهم سبب أزمتهم!

هذا الهجوم وإن كان قد تم الإعداد له من قبل، إلا أن ما أثاره أكثر هو تحقيق الإخوان لفوز غير متوقع في الانتخابات الجارية، وهو ما جعل الهجوم يتحول إلى مخاوف نتج عنها تصريحات تؤكد قلق الأقباط من وصول الإخوان للسلطة خوفا على أنفسهم، وعلى برامجهم السياسية التي قد لا تروق للإخوان.

الحديث عن البرنامج السياسي للأقباط يطول شرحه، فللأسف الشديد يعاني الداخل القبطي (في الآونة الأخيرة خصوصا) من اختلافات عديدة، فالتحرك السياسي القبطي يشهد "فردية وذاتية" شديدة، فلا برنامج واضح ولا مطالب محددة، والأصعب من هذا كله عدم وجود منبر سياسي قبطي يتفق عليه الأقباط ويأتمرون بأمره، فالبابا في النهاية سلطته دينية يمنع نفسه "رسميا" من الخوض في تفاصيل الحياة السياسية، أما ساسة الأقباط فهم مقسمون بين الأحزاب والتيارات، رافضين أن يتم تصنيفهم كأقباط، فهم في النهاية ساسة مصريون يعبرون عن المجتمع المصري بغض النظر عن الديانة.

لكن الغريب أن البابا حين "ينزل" إلى الساحة السياسية بتصريح أو رأي، فإنه في هذه الحالة يكون معبرا عن الأقباط ككل ويختفي أي اعتراض على رأيه من أي أقباط آخرون!

بدون برنامج مفصل!

هذه التهمة هي الموجهة للإخوان، وهي التي تصف حالة الأقباط السياسي، باعتبار الاثنين قوى دينية تسعى لدخول الحياة السياسية ولها مطالبها وبرنامجها.

مطالب الأقباط بسيطة وسهلة مقارنة بمطالب باقي قوى المعارضة الأخرى، فلا هم يتحدثون عن نظام سياسي بديل ولا عن تعديل دستوري أو حزب خاص بهم.

تنقسم مطالب الأقباط إلى شقين أساسيين، الأول يعني بالمؤسسة الدينية، وهو يتعلق بحرية الاعتقاد وتسهيلات لبناء الكنائس ودور العبادة.

أما الشق الثاني، فهو الذي يشهد دائما جدلا وخلافا "غير نهائي"، وهو ما يتعلق بالمواطنة وحقوق المواطن.

فمن وجهة نظر الأقباط، فإنهم يسعون دائما إلى الوصول لحالة المجتمع المدني لأنها الوحيدة التي تحميهم وتعطيهم فرصتهم الحقيقية في التمثيل النيابي وغيره.

إذا فمطالب الأقباط الحقيقية بعيدة كل البعد عن حصة ثابتة في البرلمان أو عدد معين من الوزراء والمحافظين، هم يسعون لوجود عدالة بينهم وبين المسلمين، ولأن تكون الفرصة في التعيين والصعود للأكفأ وألا تقسم على أساس ديني.

لكن هل سيكون صعود الإخوان السياسي عائقا أمام أهداف ومطالب الأقباط، بمعنى آخر هل يشكل صعود الإخوان خطرا حقيقا على الأقباط سياسيا؟

الحقيقة أن هناك رؤية مختلفة قد تكون الحل لمعضلة (الإخوان-الأقباط).

فنظريا لدى الطرفين قابلية للشراكة مع الآخر خاصة في ظل الرؤية الجديدة التي يقدمها الأقباط، وفي ظل الحالة المختلفة التي يعيشها الإخوان.

الدين لله.. والمجتمع مدني أيضا!

في الفترة السابقة كثرت تصريحات بعض القيادات الإخوانية بشان "المجتمع المدني" وحقوق المواطنة، فعلى سبيل المثال صرح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بأن الإخوان لا يعارضون وجود رئيس مصري قبطي يحكمهم، طالما أنه كفء وأنه أتى للحكم بشكل شرعي.

أزمة هذا التصريح وغيره أنه لم يحظي بتأكيد إخواني رسمي، فهو في النهاية مجرد تصريحات أو مداخلة في ندوات، وهو ما لا يرضي الأقباط ولا يطمئنهم.

فرغم ترحيب مفكرين أقباط لمثل هذه التصريحات يبقى التشكيك فيها هو سيد الموقف، ويبقى السكوت الرسمي من الإخوان هو حالهم "المريح لهم فقط".

الرؤية المختلفة التي أعنيها هي عن قدرة الإخوان على الوقوف بجوار الأقباط، وعلى قدرة الأقباط بالمقابل للوقوف بجوار الإخوان وإعطائهم اطمئنان الأقليات الذي يشكل قلقا لدى الإخوان نفسهم ولدى المجتمع الدولي كذلك.

وهناك دلائل عدة توحي بأن هناك قابلية لدى الطرفين للقيام بهذا الدور:

* الحرية الدينية هي المطلب المشترك للإخوان والأقباط، وكلاهما لا يرى أي مشاكل في علاقة الدين بالسياسة، فالجماعة الأولى ترى في الدين الإسلامي نموذج جيد لحقوق المواطنة والتعايش بين أكثر من دين، كذلك فإن هناك أطروحات جديدة قدمها مفكرون أمثال الدكتور القرضاوي أو سليم العوا في قضايا كثر فيها الخلاف وأثارت الأقباط مثل الجزية والضرائب.

* سياسيا ينظر للإخوان والأقباط باعتبارهم أقليات، أو بمعنى أدق باعتبارهم في حاجة للتصنيف ومن مصلحة الطرفين أن تختفي هذه النظرة وهو ما يطرحه أيضا المجتمع المدني.

* على المستوى السياسي أيضا فإن تدخل الإخوان لصالح الأقباط يخدمها في هذه المرحلة خاصة مع الهواجس الغربية في الخارج واليسارية في الداخل من قدرة الإخوان على احتواء الآخر والتعامل معه، كذلك فإن قيام الإخوان بذلك يطمئن الأقباط من ناحيتهم ويستبدل صورة العدو بصورة الشريك، ولو استجاب الأقباط فعلا لفكرة الشراكة، فإن عقبة الإخوان الأولى أمام إقامة نظامهم تصبح زائلة، فحجة الحكومة في التضييق على الإخوان هي الأقباط، وفي التضييق على الأقباط هي الجماعات الإسلامية الغيورة على الإسلام، وهي فعليا الإخوان، رغم وجود جماعات أخرى ذات توجهات مختلفة، خاصة حزب الوسط الذي يطرح نفسه بديلا عن الإخوان.

بعيدا عن التنظير!

لكن تبقى هذه الرؤية "نظرية" لا تقبل التطبيق بدون خطوات "جريئة للطرفين.

يحتاج الأقباط من الإخوان أن يعلنوا عن موقفهم النهائي والواضح من الأقباط، فكما يقول الأستاذ سمير مرقص المفكر المعروف: في مبادرة إصلاح الإخوان الأخيرة، والتي قدمها مرشدهم منذ عامين، لم يحدد موقفهم الواضح من الأقباط ولم يقول لنا ما ذا سيفعل معنا في قضايا مثل الجزية أو الولاية.

ويحتاج الأقباط أيضا أن تختفي التصريحات الوردية لقيادات الجماعة لتصبح "معتمدة إخوانيا"، وقابلة للتطبيق في الحال.

وفي المقابل يحتاج الإخوان من الأقباط للكف عن التصريحات "غير المعتمدة" أيضا للرموز القبطية التي تزيد من مخاوف الأقباط (وغيرهم) من تزايد قوة الإخوان في الشارع وفي البرلمان.

...........

مطالب للجبهتين، لكن أيهما يسبق الآخر، وأيهما لديه الجرأة لأن يبدأ في "التنازل"، هذا هو الرهان الباقي بين الإخوان والأقباط، وما يزيده صعوبة هو مخاوف الأقباط المتزايدة، ومع نشوة الفوز التي تغمر الإخوان بمكاسبهم "غير المتوقعة".

على كل فإن عدم التوقع لا يتعلق بعلاقة الفريقين فقط، لكنها ربما تتسع لتشمل الحياة السياسية المصرية التي يعجز الجميع عن التوقع بحالها، خاصة بعد أن عجزت الحكومة عن علاج المرض.. قبل أن يظهر!
-------------------------
نقلا عن موقع "عشرينات"

آخر تعديل بواسطة morco ، 21-01-2009 الساعة 02:37 PM
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 21-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

الأمن المصري يمنـع أهـل الذمـة مـن وضـع الامتحـانـات

كشف المستور من السياسة المصرية ضد الأقباط

فرانسوا باسيلى

18 نوفمبر 2005



كان * وما يزال * رد الرئيس حسني مبارك على كل صوت يعلو بالشكوى من إضطهاد الأقباط في مصر وما يتعرضون له

من تمييز وتفرقة في كثير من الأمور وخاصة في شأن التعيين في الوظائف العليا بمختلف وزارات الدولة وأجهزتها القيادية،

كان رده على ذلك يتلخص في قوله أنه لا يفرق بتاتاً بين قبطي ومسلم في أي شيء في مصر. وسمعنا هذا التصريح مثلا

عقب الأحداث الملتهبة بشأن قضية زوجة القسيس القبطي وما صاحبها من مظاهرات دامية من قبل الأقباط ومن اعتكاف بابا

الأقباط في الدي.ر كما كان هذا هو تصريحه خلال او عقب زياراته السنوية لواشنطن حين كان يواجه في بعضها بمظاهرات من أقباط المهجر أمام البيت الأبيض، كما حدث بعد مذبحة الكشح التي تم فيها قتل وذبح عشرين من الأقباط الرجال والنساء

والأطفال والشيوخ على أيدي جيرانهم من المسلمين في قرية الكشح وفي القرى المجاورة لها، والتي اصدر بعدها القضاء

المصري الحكم بالبراءة على معظم المتهمين فيما عدا الحكم ببضع سنوات على شخصين بسبب حيازة أسلحة نارية غير

مرخصة، وليس بسبب القتل وكان التصريح الرئاسي بعد هذا هو نفسه تلك العبارة العجيبة انه لا توجد في مصر تفرقة بين الأقباط والمسلمين بأي شكل من الأشكال. وقد فرغت لتوي من قراءة كتاب هام صدر عن سلسلة ˜كتاب الهلال في ديسمبر بالعام الماضي 2004 ينكشف به المستور في السياسة المصرية الأمنية السرية الخاصة بالتفرقة المنهجية الواضحة ضد الأقباط في عهد الرئيس

مبارك، وايضا في عهد الرئيس السادات من قبله. وليس هدف الكتاب هو هذه النقطة بالذات، وإنما جاء هذا الأمر بشكل

طبيعي في سياق سرد المؤلف د. رؤوف عباس لذكريات مشوار حياته في كتابه الذي وضع له عنوان "مشيناها خطى".

ويكشف الكتاب ايضا الكثير من غرائب ومآسي الأوضاع والسياسات الداخلية في مصر طيلة مشوار حياته وخاصة عبر

الثلاثين عاما الماضية في عهدي السادات ومبارك، ومنها مدى تغلغل جهاز الأمن المصري في كافة مناحي الحياة من تعيين

أساتذة الجامعات إلى اختيار اسئلة الإمتحانات! كما يكشف المؤلف في كتابه الهام الممتع مدى انتشار الفساد الإداري بالجامعات على أعلى مستوياتها، إلى حد تفصيل

القوانين وتغييرها بجرة قلم لكي تلاءم مصلحة أقارب الرئيس السادات أو الوزراء ومدى إنحطاط المستوى الأخلاقي والإنساني والمهني لبعض اساتذة الجامعات وسقوطهم بشكل مهين في مستنقع النفاق والمداهنة المفضوحة للسلطة من أجل الحصول على مركز أو بعثة هنا أو هناك. ولأنني سأنقل للقراء بالحرف الواحد ما كشفه هذا الكتاب الهام من المستور من السياسة المصرية الداخلية وموقفها من أقباط

مصر ومن القضية الفلسطينية، فسأبدأ بالتعريف بالكاتب والكتاب قبل الاقتباس والتعليق.

تقول سلسلة "كتاب الهلال" العريقة "صدر العدد الأول منها في يونيه 1951 أي قبل الثورة بعام" عن الكتاب ومؤلفه ما يلي: "هذا كتاب ثري بموضوعاته الساخنة والتي تستحق ان يقف عندها كل من يهتم بوطنه ليتدارسها ويبحث ويتأمل في مواقفها

وشخوصها ويحصد نتائج لها أهميتها في تاريخ مصر الحديث. أحداث متلاحقة عاشها وسجلها عاشق التاريخ والمؤرخ والكاتب اليقظ المحب لوطنه الدكتور رؤوف عباس.. فقد سجل تجربته الذاتية بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات وراء كل أثر منها قصة تروى.. شهدها بعيني عابر السبيل تارة وعيني رفيق

الطريق تارة أخرى. وكان بطل القصة تارة ثالثة.. وهو إذ يروي حكايته لا يتقيد إلا بما رآه وسمعه وعاشه وكان شاهد عيان، دون مبالغة في الوصف او تزيين او تزييف... التزاما منه بأمانة الكلمة مهما كانت دلالتها ومهما كان وقعها". والحقيقة أنك حين تقرأ الكتاب تدرك مدى صدق هذا التقديم، فلهجة الصدق الشديد التي التزمها الكاتب تتجلى بوضوح في

الكتاب كله، فهو شديد الصرامة في التزامه بالصدق وهو يصف نشأته في عائلة فقيرة، وفي علاقة أبيه القاسية به، وهو بهذا

يختلف عن معظم الكتاب المصريين الذين حتى إذا التزموا الصدق بشكل عام نجدهم يميلون الى التغاضي عن أوجه الضعف

الإنساني في والديهم، فهناك في الوجدان المصري نوع من التأليه للأب والارتباط العاطفي بجيل رحم الأم مما يجعل الحديث عنهما بدرجة عالية من الصدق أمراً بالغ الصعوبة، ومع ذلك فإننا نجد هذا الصدق الصارم المدهش في مذكرات الدكتور

رؤوف عباس. أقول هذا لكي أؤكد على مصداقية الرجل بشهادة الجميع بمن فيهم المشرفين على سلسة كتاب الهلال الذين اختاروا هذا الكتاب ليكون احد إصداراتهم ورأوا فيه هذا القدر النبيل الجميل من الصدق الفني والإنساني. ولهذا أهميته حينما نأتي الى موقفين * أو مشهدين * من مشاهد الكتاب، يكشف فيهما الكاتب عن المستور من السياسة الأمنية المصرية تجاه الأقباط وقضية فلسطين. الأقباط في عهد السادات

يبدأ الدكتور رؤوف عباس في صفحة 221 من كتابه فصلا بعنوان "موعد مع الرئيس" يصف فيه مشهدا بالغ الغرابة حدث في عهد الرئيس السادات، إذ تلقى الكاتب

مكالمة هاتفية صباح أحد أيام نوفمبر 1978 في مكتبه بقسم التاريخ بكلية آداب القاهرة قدم له المتحدث نفسه على انه من رئاسة الجمهورية وأخبره بأنه مكلف بحضور

اجتماع بعد غد له صفة السرية، وأن عليه ان يحضر ما يكفيه من الملابس لمدة ليلتين او ثلاث ليال، وعندما قال لمحدثه أنه قد لا يتمكن من الحضور لارتباطات سابقة، قال له محدثه إن التعليمات التي لديه هي عدم قبول أي اعتذار، وانتهت المكالمة. لاحظ هنا * وهذا كلامي انا وليس بالكتاب * مدى استهتار السلطة المصرية بأساتذة الجامعات، فقد أعطوهم أمرا بحضور

اجتماع في مدينة الاسماعيلية قبل يومين فقط من موعد الاجتماع الذي سيتغيبون فيه عن أعمالهم وعائلاتهم لثلاثة ليال، دون

مراعاة لأية ارتباطات أو أعمال لعدد كبير من أساتذة الجامعات. فيكفي ان هذه هي رغبة طارئة للسيد الرئيس، والسؤال هو:

لماذا لم يمنح اساتذة الجامعات مدة إنسانية مناسبة مثل أسبوعين او ثلاثة أسابيع لجدولة وترتيب أعمالهم وشئونهم؟ الإجابة هي ان النظام في مصر بشكل عام يتصرف على أساس أنه لا يوجد في مصر كلها إنسان له أهمية أو قيمة سوى السيد الرئيس.

أما كل الباقين في مصر فهم أتباع أو عبيد أو خدام له، لا يملكون أوقاتهم ولا أعمالهم ولا حياتهم، وعليه.. فمن الطبيعي إذا

خطر للسيد الرئيس فجأة ان يجتمع بعدد كبير من أساتذة جامعات مصر في مؤتمر في مدينة خارج القاهرة لثلاثة ليال فليس

عليه سوى إخطارهم بهذا قبلها بيوم او إثنين * دون الاهتمام باطلاعهم على سبب الاجتماع، ولا إعطائهم حرية قبول الاشتراك في الاجتماع من عدمه، وهي حرية يملكها الإنسان في أي موقع في أي وطن حر. وهذه النظرة للرئيس المصري باعتباره

الإنسان الوحيد في مصر الذي له قيمة والآخرون كلهم لا شيء هذ النظرة السائدة حتى هذه اللحظة، وتجدها مثلا في الذين

يتساءلون في حيرة: وإذا لم يرشح الرئيس مبارك نفسه للرئاسة مرة أخرى فمن في مصر يمكنه ان يفعل ذلك؟! وهكذا يتم

اختزال مصر كلها في شخص رئيس الجمهورية، وهكذا يتهم من يختلف مع رئيس الجمهورية ويهاجم سياساته بأنه يهاجم

مصر! ولكن هذا هو المفهوم المشوه الذي يروج له كل نظام مصري وحاشيته والمنتفعون به، ولكن في مصر اليوم الكثيرين

من الذين يرفضون هذا التشويه البشع لمصر وللمصريين ويعلنون أصواتهم مطالبين بالتغيير، وهو ما سأعود إليه في نهاية هذا المقال. نعود إلى "مشيناها خطى" لنقرأ كيف وصل أساتذة الجامعات المختارين لهذا الاجتماع إلى مكان التجمع صباحاً لكي يشحنوا بعدها في ست سيارات ميكروباس تتبع إحدى شركات السياحة "تبين أنها تابعة للمخابرات" حيث سافروا إلى مدينة الاسماعيلية،

حيث وجدوا في استقبالهم عثمان احمد عثمان ومنصور حسن، في قاعة اجتماعات تسع حوالي 80 شخصا، على أساس ان يجلس الأساتذة الذين اندس بينهم عدد كبير من رجال المخابرات دون تقديم أنفسهم على هذا الأساس

وإنما تظاهروا بأنهم من بين الأساتذة على ان يجلس في كل صف ستة من أعضاء هيئة التدريس بينهم اربعة من رجال

المخابرات، واحد منهم على كل طرف واثنان بين الجلوس، ودخل السادات القاعة يتبعه نائبه "حسني مبارك" ثم جلس على

المنصة وعن يمينه نائب الرئيس وعن يساره عثمان احمد عثمان. وبعد تقديم من منصور حسن تكلم السادات وقال من بين ما قال ان الكتاب ورجال الصحافة لم يهتموا بالشباب، ولذلك أصبح الشباب في مصر سلبيا لا يريد المشاركة في العمل العام.

ولذلك لم يبق للعمل العام سوى جيله هو وجيل الوسط، وهما جيلان أصابهما العفن ولا أمل فيهم في إعادة بناء مصر.

"وضرب مثلا بمصطفى أمين، فقال أنه يعلم تماما أنه "وسخ" وأنه أخرجه من السجن وأعاده الى العمل بالصحافة ليتصدى "للأوساخ" الذين يسمون أنفسهم "الناصريين" وعبدالناصر برئ

منهم، فهم ينسبون إليه أفكارا لم تدر بخلده، ولكنه صدم عندما كتب ذلك "الوسخ" مقالا بعنوان "أهلا بالوفد". تحشرج صوت

الرئيس عند هذا الحد وقال: "ماشفتوش وساخة أكثر من كده؟!" فضجت القاعة بالتصفيق! صمت الرئيس برهة، ثم قال بنبرة حازمة وهو يلوح بسبابته إلى الحضور: علشان كده جمعتكم لأنكم نجوتم من "الوساخات"

ولأنكم فخر مصر، علشان تربوا لمصر جيل نظيف قوي يعيد لها مجدها الذي أضاعه أصحاب الشعارات،.. والآن نريد ان

نعلمهم حب مصر، وأنه اختارهم ليكونوا هيئة التدريس بمعهد جديد يسمى معهد الدراسات الوطنية، وأنه سوف يلتقي بهم بعد ظهر الغد ليطلعوه على برنامج الدراسة الذي عليهم إعداده الليلة ليعرض في الصباح قبل حضور الاجتماع. لاحظ هنا * وهذا تعليقي انا وليس من الكتاب * كيف يشتم رئيس مصر صحافياً مرموقاً كبيراً بكلمة "وسخ" فيضج أساتذة

جامعات مصر بالتصفيق، وهم بالطبع مضطرون إلى ذلك حيث جلس رجال المخابرات بجوارهم في رقابة مهينة حقا. ولو

كان السادات لم يشتم مصطفى أمين * رحمه الله * ولكن أعلن تقليده وسام الجمهورية لضج نفس الحضور بنفس التصفيق

الشديد. فالنفاق للأسف الشديد هو آفة وعاهة الكثيرين في مصر ممن تسري في عقولهم ووجدانهم ثقافة وسلوكيات العبيد

المماليك. لاحظ ايضا مدى الارتجالية في المشروعات الرئاسية، فالمطلوب من اساتذة الجامعات إعداد برامج الدراسة في ليلة

او ليلتين! وبعد انصراف الرئيس وبطانته، استبقى منصور حسن الحضور ليعلن ضرورة تسليم جداول الدراسة وأسماء هيئة التدريس له شخصياً بمكتب وزير الثقافة بالزمالك في تمام السابعة مساء السبت (أي بعد 48 ساعة). وعندما ذهب الكاتب د. رؤوف عباس إلى الموعد كان من بين الأسماء التي اقترحها للتدريس في قسم التاريخ يونان

لبيب رزق، واسحق عبيد تاوضروس، وكل منهما حجة في الموضوع الذي اختير من أجله". ويصف الكاتب هذا المشهد هكذا: ما كاد يصل الى ذكر الأسمين حتى قاطعه الرجل الجالس بجوار الوزير قائلا: "مش لازم

دول شوف حد تاني.. الأساتذة كتير"، فرد د. عباس بقوله: "لا شأن لك بهذا" فأنا لا أوجه الحديث إليك وإنما إلى سيادة الوزير" فتدخل منصور حسن قائلا: "الله.. هو انت ما تعرفش الدكتور مصطفى السعيد، ده زميلك في جامعة القاهرة، ثم لماذا

الإصرار على هؤلاء؟ وكان من بين رد د. عباس على ذلك قوله: "ما معنى الإعتراض على اثنين من الأساتذة الأكفاء

الوطنيين المصريين بدون سبب سوى ديانتهما؟ إننا نتمسك بما قدمناه من أسماء". وهنا قال الأستاذ الفاضل د. عبدالملك عودة: "وأنا أنضم الى قسم التاريخ في هذا الموقف فلدي زميلان من الأقباط اخترتهما

للتدريس ولست على استعداد لاستبدال أي منهما بآخر" لأنهما حجة في مجالهما. فقال الوزير: "على العموم يأخذ الدكتور

مصطفى السعيد الجداول منكم للنظر فيها وسوف يتم الاتصال بكم فيما بعد" ولم يتلق د. عباس ولا عبدالملك عودة إتصالا من أحد!! الأقباط ونظام مبارك

ويصف الكاتب مشهدا آخر * هذه المرة في عهد الرئيس مبارك * حين اتصل به عام 1992 مستشار المواد الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم يطلب منه وضع امتحان الثانوية العامة ذلك العام، ولما اعتذر د. عباس عن تلك المهمة، سأله مستشار المواد الإجتماعية أن يرشح له أحد الأساتذة لوضع الامتحان، فاقترح على الفور اسم يونان لبيب

رزق، فضحك الرجل على الطرف الآخر من الخط وقال: "هوه سيادتكم مش عارف ان الأمن مانع أهل الذمة من وضع

الامتحانات؟" فاستنكر صاحبنا ذلك، وأرجع ذلك الى موقف شخصي من محدثه فأقسم "بتربة أبوه" أن تلك تعليمات معروفة

للجميع، ولا يملك أحد الخروج عنها. وطلب اسما آخر، فرشح له صاحبنا عاصم الدسوقي، فقال: "لأ.. لأ ما هو ده اللي عمل مشكلة للوزارة السنة اللي فاتت لأنه وضع امتحان التاريخ وجاب فيه سؤال عن فلسطين". وعندما استغرب صاحبنا ان يكون

الجزء الخاص عن فلسطين في المقرر قد حُذف، فرد عليه بأنه موجود، ولكن اتفاقيات التطبيع تمنع ذلك، وان وجود سؤال عن فلسطين في العام الماضي "وضع الوزارة في موقع بالغ الحرج". هنا لم يملك صاحبنا سوى ان يلعن آباء وأجداد محدثه،

ويتهمه بالعمالة، ويتوعده بان يبلغ ذلك للوزير. الغريب ان الرجل تلقى الإهانة برحابة صدر ولم يقل اكثر من ˜الله يسامحك يابك.. وزير إيه؟ أنت فاهم الوزير يقدر يكسر كلام الأمن؟". ولما أراد د. عباس ان يفضح هذا العفن بكتابة مقال ينشر بالأهرام، اعتذر المسئول عن صفحة الرأي بالأهرام لأن ˜تقاليد

الأهرام تمنعه من ذلك"!! وكان أن قام عبدالله الباقوري الذي كان رئيسا لتحرير جريدة الأهالي بنشر المقال الذي يفضح كل

هذا بالصحفة الأولى. والغريب انه بمجرد ظهور المقال في الأهالي طلب حسين كامل بهاء الدين اجتماع لجنة التعليم بمجلس الشعب، فاجتمعت

اللجنة على عجل، ووقفت منى مكرم عبيد تهاجم د. رؤوف عباس وتتهمه بالعبث بالوحدة الوطنية، بدلا من ان تثور لهذا

الإقصاء التعسفي المخجل للأقباط وتطالب بمعاقبة المسئولين عنه. وهكذا نجد دائماً من بين الأقباط من يتنكرون للحق

والحقيقة ومن بين المسلمين من يدافعون عن حقوق الأقباط من باب إيمانهم بحقوق المواطنة والمساواة الكاملة في وطن حر

عادل منير. هذا إذن هو الموقف السري للنظام المصري من أقباط مصر، يعاملهم بشكل واضح جداً باعتبارهم مواطنين ذميين من الدرجة الثانية، ليس من حقهم الاشتراك في إدارة المناهج التعليمية بوطنهم، وليس من حقهم الحصول عى أحكام عادلة ضد من يرتكب ضدهم جرائم القتل والذبح والعدوان والحرق كما حدث مع ضحايا الكشح منذ خمس سنوات. ولهذا فقد آن الأوان لانخراط

أقباط مصر في صفوف حركات التغيير الحالية بشكل واضح وجاد. فلا أمل لهم ولا للمصريين عموما من نظام يفرق بين

المواطنين بهذا الشكل البشع
fbasili@gamil.com
--------------------------------
نقلا عن موقع"شفاف الشرق الأوسط"
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 21-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

أُمُّ الجرائم (1-2)


محمد خالد

(13/7/2008)

ممنوع على الاقباط ان يحجوا الى القدس المحتلة

لن ندخل القدس الا مع اخوتنا العرب المسلمين (البابا شنودة)



عام 1492 سقطت مدينة غرناطة اخر معقل للعرب في اسبانيا.. شَهَرَ الغالب المسيحي على المغلوبين المسلم واليهودي سكينا من ثلاث شفرات:

الرحيل - التنصير - السيف

الان وبعد خمسة قرون من الخروج من الاندلس يشهر المغلوبان السابقان (اليهودي الاصولي والمسلم الاصولي) في وجه العربي المسيحي سكينا من شفرة واحدة: التهجير

انها أُمُّ الجرائم: تهجير المسيحيين من الوطن العربي

حاليا: الغالب (اليهودية الصهيونية) والمغلوب (الاسلام المتطرف) يعملان جاهدين في كل من فلسطين والعراق ومصر ولبنان على تهجير العربي المسيحي بوسائل الضغط والترهيب والقتل.. والحبل على الجرار..

.. في فلسطين تقلص عدد المسيحيين الى اقل من 15% خلال ثلاثة عقود.

.. في العراق جرى خطف وقتل رؤساء الكنائس كي يرحل الاتباع.

.. في لبنان عرضت امريكا على المسيحيين نقلهم بالبواخر خارج لبنان اثناء الحرب الاهلية.

.. في مصر تخرج الفتنة رأسها يوميا بين الاقباط والمسلمين بشكل خطر للغاية.

.. في السودان يلوح شبح تقسيم البلد بين شمال مسلم وجنوب مسيحي تعمل الصهيونية والولايات المتحدة على تنفيذه خلال ثلاث سنوات من الان عبر استفتاء شعبي محتقن يؤدي الى الانفصال.

ابناء الارض والتاريخ

من هم هؤلاء المسيحيون الذين يجري تهجيرهم من ارض آبائهم واجدادهم عن طريق مخططين اجراميين: الاول مخطط صهيوني واع ومبرمج على مراحل.. والثاني مخطط اسلام سلفي جاهل يحاول ان يقص الجناح الثاني للحضارة العربية الاسلامية .. انها القبائل المسيحية التي سكنت الجزيرة العربية في مكة المكرمة وبلاد الحجاز وكذلك قطنت بلاد الشام.. انها قبائل اياد - تميم - تغلب - قضاعة - طيء - مذحج - غسان - ربيعة - حنيفة - كندة - عبس.

.. انهم شعراء العربية العظام اصحاب المعلقات السبع: امرؤ القيس - عنترة بن شداد - عمرو بن كلثوم - طرفة بن العبد - الحارث بن حلّزة - زهير بن ابي سلمى - النابغة الذبياني..

.. انهم احفاد المناذرة والغساسنة الذين ساهموا بشكل اساسي في فتح بلاد الشام بقيادة خالد بن الوليد.

.. انهم النساك الاتقياء الذين نهى الخليفة الاول ابو بكر الصديق عن التعرض لهم فهم سكان الاديرة وعبدة الرحمان هم الذين صاغ عمر بن الخطاب وثيقة تاريخية (العهدة العمرية) عند فتح القدس لحمايتهم والحفاظ على اموالهم وممتلكاتهم وكرامتهم..

وللحديث بقية..

------------------------------
نقلا عن موقع "العرب اليوم"
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 21-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

هل الصحفي أو الكاتب القبطي له الحق في حرية التعبير



جورج المصري

الحوار المتمدن - العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31

في التحقيق المقدم من الأستاذ ماجد سمير بعنوان وطن تحت الحصار المنشور في صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 29-10-2006 .تطرق التحقيق إلي موضوع حرية التعبير وحرية الصحفي في نشر أفكاره أو تحقيقاته .

قرأت التحقيق من أوله إلي آخرة وعدت الي أوله فوجدت أن أول جملة في التحقيق هي التي أتت بالمفيد. ولكن هذه الجملة أوجعتني جدا وأنا متأكد أن الأستاذ ماجد لم يقصدني بها بالطبع ولكن المثل يقول اللي علي رأسه بطحة يحسس عليها. والجملة تقول " فالقيود المفروضة على الحرية تبدأ بسلب حقوق التعبير عن الرأي سواء بالترهيب أو حجب النقالات أو الحبس مقابل النشر." و أود أن أضيف أو بسبب الإرهاب العقائدي .

هل الصحفي او الكاتب يعد حرا بدون قوانين تقيد حريته، من خبرتي خلال السنوات القليلة الماضية و التي قررت أن أخوض في فكرة الكتابة بما يدور في فكري تجاه أمور تهمني كمواطن مصري وتهمني كمواطن عالمي وتهمني كإنسان يتبع عقيدة تنادي بحب الظالم بل تطلب من المظلوم أن يصلي من اجل من يبغضوه ويظلموه. وجدت أن القيود الاخلاقيه التي تضعها عقيدتي علي قلمي اكبر بكثير من أي قوانين ممكن ان يضعها إنسان. وهذه القيود جعلتني أضع ميثاق شرف أمامي عيني مفصل لي شخصيا. وكل كلمة اكتبها أو أفكر فيها تمر من خلال فلتر العقيدة المسيحية و الذي يعتبر أضيق فلتر إذا ما اتبع بحذافيره. وهنا انا لا أريد أن أقول أن كل ما أكتب مر من خلال هذا الفلتر الضيق بل إنني تخطيت حدود هذا الفلتر ليس لأنه ضيق أو لأنني أردت تفاديه.

ولكن هناك أسئلة كثيرة محيرة تدور في ذهني كقبطي عندما أتصدي لموضوع اضطهاد الأقباط في مصر أو اضطهاد الأقليات الاخري في كل مكان في مصر و العالم.

وفي نفس الوقت هناك الكثير من الأسئلة الاخري ومن نوع أخر تدور في ذهني عندما أتصدي للمواضيع العامة التي تمس الإنسان المصري بغض النظر عن خلفيته العقائدية.

بدون شك هناك من الصحفيين المسلمين في الحبس أو ممنوعين من الكتابة في مصر عن عدد الصحفيين المسيحيين. و ليس السبب أن الصحفيين الأقباط أكثر حرصا عن الصحفيين المسلمين، أنما الفرق هو وسائل الأعلام التي يكتب فيها المسلمين و الأقباط.

بالطبع القبطي يرغب في المشاركة كمصري ويكتب بحرية عن كل ما يراه من فساد ومشاكل اجتماعية تضر بمصلحة المواطن و الوطن. وكيف يستطيع أن يكتب بدون أن يصبغ بصبغة انه مسيحي أولا قبل أن يكون مواطن مصري وبالتالي يعتقد أن ليس من حقه أن يتكلم عن مواضيع تخص الوطن لأنها ستعبر عن رأي الأقباط لمجرد أن الكاتب قبطي ويلصق راية وهو في أغلب الأحيان رأي شخصي بالكنيسة لان الكنيسة في الدولة المصرية تلعب دور سياسي مرغمة عليه لعدم وجود علمانيين يتهمون بشؤون الأقباط السياسية. وان فرض انه تحرر من هذا القيد أين يكتب راية الحر هذا ؟ معظم الصحف القومية و الحزبية صحف أما تتحكم فيها الحكومة أو صحف يتحكم فيها أحزاب. و الصحيفة القبطية السياسية الوحيدة صحيفة محكوم عليها هي الاخري بان تظل صحيفة بعيدة عن المشاركة السياسية الحقيقية و السبب مرة أخري هو نفس السبب الذي يواجه الصحفي المسيحي.

حتى المواقع الصحفية علي الانترنيت تجدها متخوفة من الانزلاق بين مواجهة الحكومة أو مواجهة أمور تتعلق بالمواطن القبطي، وفي معظم الأحوال أن كتبت تلك الواقع عن مواضيع تهم المواطن القبطي وتعبر بحرية عن راية في قضية ما تجد الصحافة الإسلامية تهاجمها علي أنها مواقع مسيحية معادية للإسلام. كما رأينا في احد الأحاديث التي دارت العام الماضي في احدي الفضائيات بعد مؤتمر الأقباط بواشنطن والذي اتهم فيه احد المتحدثين بان موقعه يعادي الإسلام في حين أن هذا الموقع لم يتحدث ألا عن وقائع حقيقية وعبر عن رأيه فيها من وجه نظر المواطن المصري القبطي الذي ترك وطنه واضطر للهجرة للبعد عن الأسباب التي يتحدث عنها هذا الموقع. فهجوم الصحافة أو الأعلام العربي ضد الصحافة أو ألأعلام القبطي تدل علي أن كلمة الحق أن قالها قبطي فهي تعد خيانة. و تحريض علي الفتنة و إلي آخرة من الاتهامات العنصرية و التي يتمتع بها الأعلام العربي ضد كل ما هو غير إسلامي. في حين أن الأعلام العربي مملوء بما يكفي أن يضع معظم الصحفيين و القائمين علي هذه الفضائيات أو الصحف خلف القضبان لتعديهم السافر علي حقوق الأقليات و العقائد الاخري.

وفي النهاية حتى أمور تهم القبطي في حياته اليومية تتعلق بقضايا تهمه من الناحية الاجتماعية لا يستطيع الكاتب القبطي أن يناقشها بحرية و ألا اعتبر خارج علي حدود البنوة ويصبح أبن عاق، وقد يحرم من الأسرار المقدسة أو يشهر به. هناك العديد من القضايا القبطية التي تستدعي الخوض فيها بصراحة وشجاعة ولا ينقصنا فيها مفكرين علمانيين ذوي خلفية علمية وخبرة ولكنهم ليسوا مدعوين لا رسميا ولا غير رسميا للخوض فيها وكأنها من المحرمات.

وحتى المواقع القبطية التي يعتقد البعض منكم أنها تتمتع بحرية النشر و الرأي هي الاخري عليها من القيود الداخلية ما يمنعها من ممارسة حرية الرأي و حرية التعبير، علي الرغم من أنها لا تقع تحت طائلة القوانين المصرية سيئة ألسمعه ألا أنها تعاني مما يعانيه الكاتب القبطي الحر.
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 21-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

كيف عرف الأقباط التزوير الحكومى للتعداد أيام السادات ؟



كيف عرف الأقباط التزوير الحكومى للتعداد أيام السادات ؟

زيارة أول بابا قبطى للولايات المتحدة الأمريكية

ما هو عدد الأقباط الحقيقى فى مصر ؟

كانت حكومة مصر قد أحصت المصريين حتى تقوم بفرض الشريعة الإسلامية على الأقباط وأظهرت نتائج الإحصاء أن عدد المسيحين إثنين مليوناً وثلث المليون وعرض البابا زيارة الكنائس القبطية بالولايات المتحدة الأمريكية فسمح السادات بذلك ولكن طبقاً لمصادر هيكل فقد قال : " أن البابا شنودة دُعى لزيارة الولايات المتحدة فى شهر أبريل 1977(1)" أى أن أمركا دعته

وفى يوم 14 أبريل 1977وصل البابا إلى نيويورك وإستقبل فيها إستقبالا حافلا فى مظاهرة كبيرة ترحب به فهو أول بابا مصرى يصل إلى أمريكا .

وغطت مجلة الكرازة أخبار زيارة البابا إلى واشنطن . وكانت عناوين العدد رقم 17 الصادر بتاريخ 29 أبريل 1977 إستقبال حافل لقداسة البابا فى نيويورك – أول بابا للإسكندرية يزور الولايات المتحدة الأمريكية – الصحف الأمريكية تنشر أخبار الزيارة فى صفحاتها الأولى – قداسة البابا يلتقى بالرئيس كارتر فى البيت الأبيض بواشنطن – الرئيس كارتر يتحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر .

" توجه قداسة البابا إلى البيت الأبيض وبرفقته الدكتور أشرف غربال سفير مصر فى واشنطن حيث إستقبلهما الرئيس جيمى كارتر فى المكتب البيضاوى , وإستغرقت المقابلة نصف الساعة إستفسر الرئيس خلالها عن أوجه نشاط الكنيسة القبطية التى كان مهتماً بها وبتاريخها وآثارها القديمة , كما تحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر, وقد قدم قداسة البابا للرئيس كارتر أيقونة ذات ثلاثة جوانب , على أحداها تظهر القديسة مريم وعلى الجانب الثانى تعميد المسيح , والجانب الثالث قيامة المسيح , وفى بدايه لقاء الرئيس كارتر بقداسة البابا شنودة الثالث قال أنه سمع عنه كثيراً من الرئيس أنورالسادات فقد مدحه

كثيراً وتحدث عنه بكل تقدير , وعلق الرئيس كارتر على أيقونه تعميد المسيح وقال أنه سيقنع الآخرين بشهادة التقليد القبطى بأن المعمودية تتم بالتغطيس فى الماء , وفتح كارتر بعد ذلك الباب للصحافة والتلفزيون , وقال للمندوبين (مندوبى الصحافة والتلفزيون ) أنه يعرف أن عدد أقباط مصر سبعة مليون نسمة , ثم انصرف الوفد وبقى قداسة البابا والأنبا صمؤيل ودكتور أشرف غربال- وذكر قداسة البابا بعد المقابلة أن الرئيس سأله عده أسئلة عن الكنيسة القبطية , وعن رأية فى موضوع القدس لأنه يعرف أن الكنيسة القبطية لها رأى فى المشاكل السياسية , وكان رد قداسة البابا أن اليهود ليسوا شعب الله المختار فى الوقت الحاضر , وإلا ماذا نسمى الكنيسة المسيحية ؟ فإذا كنا نعتقد أنهم شعب الله المختار فى الوقت الحاضر فمعنى ذلك أننا – المسيحين – لسنا مختارين من الله بالمرة , أما عن المشاكل السياسية فنحن نتحدث عن المبادئ العامة الأساسية الخاصة بالمشكلة , أما التفاصيل فهى متروكه لرجال السياسة "

وطلب السادات من سفير مصر فى واشنطن أن يكون مرافقاً للبابا فى اللقاءات الهامة طلب السفير موعداً للبابا شنودة للقاء الرئيس الأمريكى كارتر وحضر سفير مصر فى واشنطن الدكتورأشرف غربال اللقاء , كما حضر اللقاء مع الرئيس الأمريكى الأنبا صمؤيل أسقف الخدمات العامة ومسؤل الكنيسة القبطية عن العلاقات العامة الدولية وقال كارتر للبابا شنودة : " إن الرئيس السادات قال له أنه معجب بالبابا شنودة " .... وقال رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية كارتر : " أنه سمع أن عدد الأقباط سبعة ملايين " وتطابقت وجهه نظر الكنيسة مع ما قاله كارتر التى تعتقد أن عدد الأقباط فعلا 7 مليون وليس 2 مليون وثلث كما سجلت إحصائيات الحكومة .

ويقول نبيل عبد الفتاح وهو كاتب مسلم (2): " وتتشكل الخريطة المذهبية للكنائس المصرية , ومن ثم لانتمائات الأقباط المصريين – بين المذهب الأرثوذكسى الوطنى ذى الغالبية ( يطلق عليهم ألأقباط ) – حيث 90% من المسيحين ينتمون إليه – ( والمذهب الكاثوليكى نصف مليون مواطن , المذهب البروتستانتى 000 , 750 مواطن )

وكلها مؤشرات ونسب رقمية لاتزال موضع جدال , ولكنها سائدة وغالباً ما يختار النظام الوزراء والنواب الأقباط من الأرثوذكس على وجه العموم وهذه الكتله التى تتراوح تقدير نسبتها إلى السكان ما بين 4% إلى 6% أو 8% أو 10% وفقاً لتقديرات متباينة لا يستند أكثرها إلى معلومات محددة تسوغ ترجيح أى من هذه الأرقام أكثر دقة ودلاله .

قالت جيهان السادات (3) فى مذكراتها : إتخذ أنور موقفاً عادلا من مشكلة الفتنة الطائفية من أجل إعادة الثقة لستة ملايين مسيحى !!! ؟

وقال البابا شنودة معلقاً : " هل عادت الثقة إلى هؤلاء المسيحين؟ أم إزدادوا حزناً وضيقاً على ضيق ... هل يعقل أن تعاد الثقة إلى ملايين من المسيحين بإجراءات ضد باباهم وضد أساقفتهم لم تحدث خلال كل عصور التاريخ الحديث ... وكانت شاذة فى تصرفها وسبباً فى إنتقاد كل كنائس العالم وسخط من الناس فى الداخل والخارج كيف أعادت ثقة ؟ !! إننى أريد أن أفهم هذه العبارة .

وأضيف إلى تعليق البابا شنودة لا شك أن جيهان السادات كانت على علم تام بالتزوير الذى حدث فى إحصاء عدد المسيحين الأقباط لأنها أوضحت رقماً آخر غير رقم الإحصاء الرسمى للدوله وذكر3 ,2 مليون مسيحى أو الرقم الذى ذكره كارتر 7 مليون وكان الرقم التى ذكرته جيهان هو 6 مليون وبما أنها كانت أقرب شخص إلى رئيس الجمهوريه فقد كانت تعرف أن سبب التزوير فى الأرقام هو فرض الشريعة الإسلامية على الأقباط فهل الرقم الذى ذكرته هو عدد المسيحين نتيجه لأحصاء الدولة ؟ وهل زوجها السادات أعاد الثقة لهؤلاء المسيحين بإرجاعهم قرون إلى الوراء وسحب منهم التساوى فى الوطنية مع المسلمين بقوانين الشريعة ؟ ثم أنه نفذ الخط الهمايونى ولم ينفذ وعده ولم يعطى تصاريح لبناء 50 كنيسة سنوياً التى وعد بها هذا الكاذب فأين هى إعادة الثقة؟ . جيهان السادات زوجة الرئيس

وفى 11 / 10 / 1995 قال الدكتور غالى شكرى فى حديث صحفى لصحيفة الأهالى الدكتور (4) " أن الأقباط ليسوا أقلية بالمعنى الأثنولوجى– وهم أقلية عددية ولكن علم الإجتماع لا يضع إعتباراً للقلة العددية, فلكى يشعر المواطن بأنه ينتمى إلى " الأقلية" لا بد أن يكون هناك " جيتو" ( لغة خاصة وبعض السمات الثقافية ) ولكن هذا كله غير موجود فى مصر فالأقباط والمسلمون ينتمون إلى ثقافة واحدة بالرغم من تعدد الخصوصيات – لسنا أقلية بالمعنى العلمى " وعندما سئل عن مستقبل الأقباط فى مصر فأجاب : " هو نفسة مستقبل المسلمين , كأنك تسألنى عن مستقبل المصريين فى مصر "

ونحن نرد السؤال الذى يفرض نفسه هل درست التاريخ يا سيد غالى شكرى حتى تعرف أن لغة الأقباط قد تلاشت تحت ضربات الإضطهاد الإسلامى بقطع لسان أى من يتكلم هذه اللغة أما ثقافتهم فلا تزال مختلفة لإختلاف مفهوم الإسلام عن مفهوم الأقباط الدينى عن قيمه الإنسان مهما كانت عقيدته ويتمثل هذا الإختلاف فى الشريعة الإسلاميةومعاملة الإسلام كجنس الغير آدمية لباقى الأجناس والأقليات التى تعيش فى وسطهم .



================================================== ====================

(1) كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1988

(2) كتاب النص والرصاص – الإسلام السياسى والأقباط وأزمات الدولة الحديثة فى مصر- تأليف نبيل عبد الفتاح –دار النهار للطباعة ص 117

(3) زوجة الرئيس محمد أنور السادات

(4) غالى شكرى - صحيفة الأهالى - 11 / 10 / 1995
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 21-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

خلافات الأقباط والمسلمين في مصر:
طائفية في ظلال خلافات مالية وعلاقات غرامية



الخلافات والاشتباكات التي تقع بين الفينة والأخرى بين بعض من الأقباط والمسلمين في مصر حدثت على نحو يتناقض مع ما يدعو إليه فيلم "حسن ومرقص" بشأن تعايش الأديان والطوائف. هذه الخلافات في معظمها تنشأ لأسباب اجتماعية وعلاقات غرامية ومعاملات مالية ثم لا تلبث أن تلبس لباسا دينيا. يورغن شتريياك من القاهرة يلقي الضوء على الأوضاع هناك.


أعمال العنف الأخيرة التي حدثت بين بعض من المسلمين والمسيحيين في مصر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر في منطقة عين شمس في القاهرة تشبه أحداثًا وقعت في السابق، حيث كان هناك المئات معظمهم من الشباب الذين انهالوا على بعضهم بعضا ضربًا وتراشقوا بالحجارة، كما أضرمت النار في سيَّارتين. وتم إلقاء القبض على ثمانية رجال - خمسة مسلمين وثلاثة أقباط.

ولكن الغريب في هذه الاشتباكات التي وقعت هذه المرَّة هو أنَّ سبب وقوعها كان في جوهره مثلما يبدو لدوافع دينية. فقد كان من المفترض أن يتم تحويل مبنى منشأة صناعية اشترتها الطائفة القبطية بشكل قانوني وتقع مباشرة مقابل المسجد الكبير الخاص بهذه المنطقة إلى كنيسة؛ الأمر الذي أثار على ما يبدو غضب الجيران المسلمين.

تنامي موجة العنف

وكذلك يعدّ العنف الذي استخدمه المحتجّون غير عادي. فقد ذكرت الصحيفة اليومية المصرية المستقلة، "المصري اليوم" أنَّهم كانوا يسكبون ماءً مغلي من المباني المجاورة على قوَّات الشرطة التي حضرت إلى المكان.

وطبقًا لرأي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فقد ازداد عدد هذه التوتّرات مؤخرًا بشكل واضح؛ إذ سجَّلت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فقط في الفترة الممتدة من شهر تمّوز/يوليو حتى شهر أيلول/سبتمبر من العام الجاري ثمانية اشتباكات عنيفة وقعت بين بعض الأقباط والمسلمين في مصر. ومعظم هذه الاشتباكات تقع بسبب نزاعات تدور على سبيل المثال حول قطع أراضي أو شرف الأسرة، ثم تأخذ مع مرور الزمن طابعًا دينيًا.

فهكذا على سبيل المثال اقتحم في بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر في القاهرة الشاب رامي خلة مع أحد أقربائه منزل المدعو أحمد صالح وزوجته. وثم فتح كلا الرجلين القبطيين النار على المسلم أحمد، حيث أردوه قتيلاً وجرحا زوجته وكذلك ابنة أحمد وزوجته.

وهذه الجريمة هي في الأساس "جريمة شرف"؛ إذ إنَّ مريم هي شقيقة الجاني رامي، كما أنَّها كانت قبطية قبل أن تعتنق الإسلام بسبب حبِّها للشاب أحمد المسلم. ولهذا السبب نبذتها أسرتها القبطية. وكان الغرض من هذه الجريمة هو إنقاذ "شرف الأسرة".

تحوّل ديني

تتسم العلاقات بين الطوائف الدينية في مصر بالتوتر، وكثيرًا ما تؤدِّي الأزمات إلى أعمال عنف. وعلى وجه التحديد يتحدَّث عن هذه التوتّرات المذهبية الفيلم المصري "حسن ومرقص" الذي يتم عرضه منذ الصيف الماضي في دور السينما المصرية. ويكمن سرّ نجاحه في الربط بمهارة ما بين موضوع يهدِّد بالانفجار وأداء أدوار يؤديها أبرز الممثِّلين في هذا الشريط.

وفي هذا الفيلم يقوم الممثِّل الكوميدي المصري الشهير، عادل إمام بتمثيل دور رجل قبطي؛ بينما يؤدِّي في هذا الفيلم ممثِّل هوليوود البارز، عمر الشريف دور تاجر بهارات مسلم. ويتعرَّض كلاهما للتهديد من قبل المتطرِّفين. وتقرِّر السلطات من أجل حمايتهما اتِّخاذ إجراءات غير معهودة. ويحصلا مع أسرتيهما على هوية جديدة؛ إذ يتحوّل الرجل القبطي إلى حسن المسلم، كما يتحوّل تاجر البهارات المسلم إلى مرقص المسيحي القبطي.

ويتم في هذا الفيلم وفي أسلوب الأعمال الكوميدية الكلاسيكية مثلما هي الحال في فيلم "البعض يحبونه ساخنًا" Some Like It Hot استغلال حتى الجزئيات من كلِّ ما يتاح من الأمور المختلطة التي يُساء فهمها والتي يتم تقديمها في أداء مثل هذه الأدوار. ولم يتم من قبل في أي من الأفلام المصرية استخدام مثل هذا الهزل والمزاح الخلاّب بأمور الدين - أو بصيغة أفضل بما يفعله الناس مع أمور الدين في حياتهم اليومية.

مشاهد دينية يومية مضحكة

وفي أحد المشاهد الهزلية يأتي ممثِّلون عن المسلمين وكذلك ممثِّلون آخرون عن الطائفة القبطية إلى منزلي أخوانهما في الدين. وقد انتقل الرجلان مع أسرتيهما للسكن في المبنى نفسه والطابق نفسه من دون أن يعلم أحدهما شيئًا عن إخفاء هوية الآخر.

ويقوم الشيوخ المسلمون والقساوسة الأقباط في الوقت نفسه بزيارة كلّ منهما، من أجل الترحيب بهما. ويرتدي الأقباط ثيابهم السوداء، بينما يرتدي المسلمون ثيابًا بيضاء اللون وفضفاضة. ويلوِّح الأقباط بمباخرهم ويتلون عليهم كالمجانين آيات من كتابهم المقدَّس، بينما يؤدِّي المسلمون الصلاة. وفي هذا المشهد أحضر الأقباط معهم دفوفهم، بينما كان صوت الشيوخ المسلمين يزمجر كالرعد أثناء تلاوتهم لآيات من القرآن.

التسابق في الصلاة

ويصل هذا "التسابق في الصلاة" إلى الشارع، حيث يبقى المارة مندهشين ويعتقدون أنَّ هذا المبنى يحترق وذلك لأنَّ أدخنة البخور الكثيفة تتسرَّب بكثافة من النوافذ المفتوحة. ويصوِّر هذا الفيلم مرارًا وتكرارًا مشاهد دينية يومية بشكل هزلي مضحك. وهذا الجنون أصبح في هذه الأثناء أمرًا عاديًا في مصر وهو ينشأ عندما تتم دائمًا ممارسة الدين بشكل "قسري".

غير أنَّ الفيلم لا يذكر أسباب التوتّرات بين المسيحيين والمسلمين في مصر - هبة النيل. وحسب رأي الكاتب الصحفي السياسي، سامح فوزي فإنَّ هذه الأزمات بين المسيحيين الأقباط والمسلمين لا تعتبر ذات طبيعة دينية على الإطلاق.

ضرورة سقوط القناع الديني

"لكلِّ حادث من هذه الحوادث أسبابه الخاصة"، حسب قول سامح فوزي: "والتوتّر الديني الموجود يحوِّل جميع الجدالات العادية إلى أزمات مشحونة بأبعاد دينية عندما يكون المشاركون من الأقباط والمسلمين. ولا بدّ لهذا القناع الديني من السقوط. فنحن نعرف الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونرى أنَّ هذه الأزمات ليس لها أي علاقة بالدين".

وهذه هي أيضًا وجهة نظر عالم الاجتماع الهولندي، كورنيليس هولسمانّ Cornelis Hulsmann من مركز التفاهم العربي الغربي Center for Arab-West Understanding في القاهرة والذي يقيم منذ عام 1994 في مصر.

ويقول كورنيلس هولسمانّ إنَّه تابع مئات من حالات التمييز ووصل إلى نتيجة مفادها أنَّ دوافع الأزمات كانت في الغالب معقَّدة أكثر مما يتم عرضه في وسائل الإعلام؛ وأنَّ العامل الديني كثيرًا ما كان يُضاف إلى ذلك في فترة لاحقة.

ويعتقد الكاتب الصحفي سامح فوزي أنَّ الناس في البلاد يعانون من كونهم يحرمون من حقوق المواطنة الأساسية، ولكنَّهم لا يعانون من انتمائهم الديني. ويقول سامح فوزي إنَّ "المسيحيين في مصر لن يستطيعوا الحياة بسلام ووئام طالما بقي كلّ الناس يتعرَّضون للقمع في البلاد". ويبيِّن ملصق فيلم "حسن ومرقص" هذه الأفكار بشكل رمزي؛ فهو يعرض الرجل المسلم حسن والرجل المسيحي مرقص وهما مقيَّدين بسلسلة تقيِّدهما ببعضهما بعضًا.

صور محرّكة لجمهور واسع

وهذا الفيلم بالذات لا يغور إلى حدّ بعيد في الأعماق. ولكنَّه يدعو بدلاً عن ذلك وبشكل يشبه لغة الملصقات إلى التعايش السلمي. ويذكِّرنا الفيلم هنا بمسرح الفن التعبوي التعليمي الذي يصيغ بيانات بسيطة وواضحة.

وفي هذا الفيلم لا يتعلَّق الأمر بعرض هذا الموضوع ومعالجته على نحو عقلاني خاص بأوساط المثقَّفين - بيد أنَّ هذا العيب لا قيمة له، لا سيما وأنَّ الفيلم يتوجَّه إلى جمهور واسع، أي إلى المصريين العاديين وأيضًا إلى الذين يشكِّلون مجموعات عديدة يقصدها الفيلم بالذات وقبل كلِّ شيء الخطباء المسلمين الذين يحرِّضون المجموعات الدينية ضدّ بعضها بعضًا.

وفي النهاية يعرض فيلم "حسن ومرقص" كيف يشتبك المسلمون والمسيحيون في معارك تدور في الشوارع. وفي ذلك يشتعل منزلا حسن ومرقص. ويقوم الرجل المسيحي بإنقاذ زوجة الرجل المسلم وابنته من النار - مشهد قابله الجمهور في دور السينما المصرية بموجة من التصفيق. وتمامًا هكذا كانت الحال في ذلك الموقف الذي يتكاتف فيه أفراد كلا الأسرتين ويمضون يدًا بيد "بثبات وبتعايش ديني" عبر موجة العنف الجارفة أثناء عرض أسماء المشاركين في الفيلم. وفي هذا المشهد يقوم الجمهور بالتصفيق.



يورغن شتريياك
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: قنطرة 2008
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 21-01-2009
morco morco غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 443
morco is on a distinguished road
مشاركة: الاقبــــاط في مصر يختارون العُـــزله......(مدموج)

لمحة عن كتاب: "المسيحيون في العالم الإسلامي"
بين التعايش والاضطهاد



كان للدور المسيحي في العالم الإسلامي بعدًا سياسيًا على الدوام، ولطالما استخدم الغرب إخوانه في الإيمان الشرقيين لبلوغ أهدافه. الكاتب الألماني مارتين تامكه يترفع عن استغلالٍ كهذا بأسلوبٍ شافٍ من بداية كتابه ذي الراهنية الفائقة. كلاوديا منده تقدم لنا هذا الكتاب.

يقضي أحد المطالب الموجهة للجمعيات الإسلامية في هذه البلاد بضرورة أن يوفر المسلمون الحقوق ذاتها للمسيحيين في البلدان الإسلامية أولاً، قبل أن يطالبوا بحقوقهم هنا في ألمانيا.

بروفسور اللاهوت المسكوني في جامعة غوتينغن، مارتين تامكه يرفض توظيف هذا الأمر، ويقدم لمحةً عامةً عن المذاهب المسيحية الشرقية المتنوعة بشكلٍ يكاد لا يحصر: الأرمن في تركيا، الموارنة في لبنان، الأقباط في مصر، الكلدانيون في العراق، والأرثوذكس في كافة أنحاء الشرق الأوسط.

ليس اختلافهم عن العرب من الناحية الدينية وحده ما يمثل العامل المشترك بينهم، بل اختلافهم العرقي أيضًا. هكذا نرى أن الأقباط يشيرون إلى تحدرهم من العصر الفرعوني، فيما يشدد المسيحيون في سورية على لغتهم الخاصة، اللغة الآرامية التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في الطقوس الدينية.

الشرق موطن المسيحية

تُذكِّر المسيحية الشرقية بأن الشرق وليس الغرب هو موطن المسيحية بحسب مارتين تامكه. ولا توجد أرقامٌ موثوقةٌ ودقيقةٌ عن أعداد المسيحيين في كل بلدٍ على حدة، لكن يفترض أن يكون عددهم الإجمالي حوالي عشرة ملايين.

هناك موجة هجرةٍ واسعةٍ من مجمل الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب العراق. وتعود الأسباب الرئيسية للهجرة إلى بروز ميلٍ إلى التطرف علاوةً على المستقبل الاقتصادي المجهول.

يعتبر عالم اللاهوت مارتين تامكه وضع المسيحية بوصفها أقلية في البيئة الإسلامية بمثابة "ميزان الحرارة المعبِّر عن حال المجتمعات الإسلامية".

كما يعتقد أن التعامل مع المسيحيين سيظهر ما إذا كان بمقدور العالم الإسلامي أن يتطور نحو تعدديةٍ دينيةٍ حقيقيةٍ أو أنه سيستمر بالانحراف باتجاه الإسلاموية. فبعد أن غادر معظم اليهود الشرق الأوسط بعد عام 1948 وبعد أن لوحق البهائيون في إيران أصبح المسيحيون اليوم الطائفة غير مسلمة الوحيدة الكبيرة.

مساهمة تسعى للتمييز

يعرف مارتين تامكه الشرق من خلال عمله محاضرًا جامعيًا في دمشق وحلب وطهران والقاهرة وبيروت. ولا يمثِّل كتابه لائحة اتهامٍ لأنه يسعى بهذه المساهمة للتمييز، حيث يشير بوضوح إلى أنه لا يتعيّن على العالم الإسلامي فقط أن يتعلّم، بل لا بد للمسيحية الأوروبية من أن تشق الدرب الوعر نحو التفكير النقدي بالذات أيضًا، وهي ليست آمنة من الخوض في خضم تطورات كهذه. وكما هو حال الإسلام لم تخض أيضًا كنائس الشرق في لهيب التنوير بعد.

ينجح المؤلف من خلال كمٍّ وافرٍ من الأمثلة في توضيح أوجه التعايش الكثيرة القائمة بين المسيحيين والمسلمين في الشرق منذ عدة قرون، من التعايش المسالم إلى التمييز المستتر وحتى الملاحقة العلنية والمجازر المنظمة. منوهًا إلى أن خلفاء المسلمين عرضوا على الأقليات الدينية إبرام عقود الذمة التي مثلت الإطار القانوني لبقاء هؤلاء، وذلك بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع بفترة قصيرة.

كانت عقود الذمة تعمل على مبدأ دفع الجزية لقاء ضمان حماية حياة أهل الذمة. إلا أن تأويل عقود الذمة هذه لا يزال حتى يومنا هذا موضع خلافٍ كبير، فالمسلمين يروا فيها التعبير عن تسامحٍ لم يكن معروفًا آنذاك في أوروبا، بينما يرى المسيحيون الشرقيون فيها تعبيرًا عن المذلة، لأنها كرّست وضعهم بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية.

يعتبر مارتين تامكه عقود الذمة هامة بلا ريب في موضعها الأصلي وفي السياق التاريخي، لكنها استخدمت لاحقًا بشكل قمعي فقط، إذ استمر تراجع عدد المسيحيين على كل الأحوال على مر القرون باطراد.

تمثل المواضع التي تصف أنماط سير الحوار العابر للديانات بين المسيحيين والمسلمين أقوى أجزاء الكتاب، حيث يتجلّى في هذه المواضع جوهرية الجدل مع الآخر في كل ثقافة.

نقل المسيحيون الشرقيون للعرب كنوز المعرفة اليونانية القديمة، حيث ترجموا هذه النصوص من اللغة السريانية القديمة إلى اللغة العربية الفصحى، وتزامن مع هذا تتلمذ فلاسفة مسلمون أفذاذ مثل ابن سينا (980-1037) وعالم الرياضيات الفارابي (873-950) على أيدي أساتذةٍ مسيحيين.

المحصلة النهائية للحرية الدينية محزنة

أما الجزء الذي يتناول المرحلة الراهنة فهو أقل إقناعًا، حيث يعرِّج مارتين تامكه بعد رحلته عبر التاريخ على وضع المسيحيين الراهن في تركيا والعراق وإيران ولبنان وإثيوبيا ومصر. ويبقى اختياره لهذه البلاد أحادي الجانب على نحوٍ مفرط. لا توجد حرية دينية حقيقية في أيٍّ من الدول العربية، هذه هي المحصلة النهائية المحزنة التي يشير إليها مارتين تامكه بحق.

يمارَس الضغط على وجه الخصوص على الأقباط في مصر من خلال التأصيل الإسلامي ذي الوتيرة السريعة، وعلى المسيحيين في تركيا العلمانية بالذات. بالرغم من كل ذلك كان حريًا به أن يتناول دولاً مثل الأردن وسورية، الأمر الذي كان من شأنه أن يجعل الصورة أكثر كمالاً، فالإسلام في سوريا لا يمثل دين الدولة وفي دولة بشار الأسد يفخر المرء بتقليد التعايش الديني المديد ذي الطابع المسالم في أغلب الأحيان.

مقابل ذلك يتهدد الكنيسة العراقية خطر الزوال إذا لم تستقر الأوضاع في العراق، وقد هرب أكثر من نصف المسيحيين العراقيين الذين يقدر عددهم بالمليون. جاءت هذه الهجرة الجماعية الواسعة نتيجةً مباشرةً للغزو الأمريكي. حيث يعاقَب المسيحيون العرب بسبب السياسة الأمريكية التي يرفضونها تمامًا كما يرفضها جيرانهم المسلمون.

كلاوديا منده
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع: قنطرة 2008
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 06:17 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط