تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-09-2010
the way of truth the way of truth غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 355
the way of truth is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

المهندس العالمى يواصل حديثه : كرّمونى بأرفع الأوسمة عقب افتتاح المحطة وقالت لى «ميركل»: «قرأت عنك أكثر مما تعرف»



■ كم تبلغ مساحة محطة برلين؟

- 250 ألف متر مربع، وهى محطة مركزية بين محطات القطارات فى أوروبا تلتقى بها قطارات الشمال والجنوب مع قطارات الشرق والغرب، ويزورها يوميا نحو 700 ألف راكب.

■ وكيف يتم تأمين محطة بهذه المساحة الكبيرة؟

- راعينا الجانب الأمنى من خلال وحدة كاميرات للمراقبة تتنوع أشكالها ومهامها، فهناك كاميرات 360 درجة تتابع المحطة على مدار 24 ساعة ومن كل الزوايا عبر متخصصين لهذا الغرض فقط، وهناك كاميرات أحادية الجانب لإطلاق صافرات الإنذار فى حالة انبعاث أى دخان يمر أمامها حتى ولو دخان سيجارة، لأن التدخين ممنوع داخل المحطة، ويتم التصدى لأى سلوك ممنوع أو إرهابى بسرعة عبر وحدة شرطة متخصصة داخل المحطة. حتى الناحية الجمالية تمت مراعاتها من خلال تصميم رائع للمحطة ونوع الإضاءة بها ولون الطلاء المتماشى مع ألوان القطارات والأرضيات التى تم استيرادها من الصين.

■ هل يوجد فى طوابق المحطة الخمسة خطوط قطارات؟

- لا، فى الطابق الأسفل، وتسير به القطارات المتجهة من الشمال للجنوب وتصل لروسيا وإيطاليا، وخطوط الطابق الأعلى وتسير بها قطارات من الشرق للغرب وتصل بين هولندا وبولندا. وفى المنتصف الأدوار التى تقودك إلى مترو الأنفاق داخل برلين والشوارع وموقف انتظار السيارات والميناء. هذا غير المحال التجارية التى يبلغ عددها نحو 70 محلاً تتنوع بين المطاعم المختلفة التى تقدم أطعمة من شتى بقاع العالم ومحال الهدايا والكتب وتأجير السيارات والملابس، بحيث لا يحتاج الراكب للخروج لبرلين العاصمة للشراء وفقد الوقت.. يمكنه فى المحطة أن يجد كل شىء حتى الدواء.

■ كيف ومتى تتم صيانة المحطة وتنظيفها؟

- المحطة مفتوحة على مدار 24 ساعة وتتواصل حركة مرور القطارات بها على مدار اليوم ما عدا قطارات شديدة السرعة التى تعمل حتى الواحدة صباحاً وتبدأ عملها فى الرابعة صباحاً، وخلال تلك الـ 3 ساعات يتم تنظيف المحطة وصيانة أى جزء بها. وراعينا فى تصميم المحطة أن يتم ذلك بهدوء، ودون أى إضرار بالشكل الجمالى لها. هناك على سبيل المثال بلاطات مربعة مثبتة بمسامير فى حال لو احتجنا تغيير سلك كهرباء أو ماسورة مياه فلا نقوم بهدم الأرض ولكن نفك البلاطات فى الجزء المعنى ونغير ما نشاء ثم يعود الحال لسابق عهده، فالهدم وتشويه الشكل العام ممنوعان، مسموح بالبناء فقط.

■ لاحظنا فى المحطة أعمدة تمتد من الأرض إلى الطابق الأعلى.. ما هى تلك الأعمدة؟

- تلك الأعمدة حديدية بداخلها خرسانة وتشبه نبات اللوتس، تحمل الكوبرى الذى تسير عليه قطارات الشرق والغرب ووزنه 8000 طن. وراعيت فى تصميمها إمكانية صيانتها من خلال إحاطتها بدوائر وضعنا تحتها حديداً يتم رفعه مثل كوريك السيارة فى حالة حدوث أى هبوط أرضى.

■ كيف تتم حركة سير القطارات؟

- هناك أرصفة لقطارات فائقة السرعة وأخرى لقطارات متوسطة السرعة، ولكل منها قضبان ومسارات لا تتعارض مع الأخرى ولدينا 14 شريط قطار تتجه لكل أوروبا. وتلاحظين فى بعض الأرصفة انحناءات يفرضها شكل المحطة وطول القطار الذى قد يصل إلى 300 متر، ولذا زودنا كل رصيف بشاشات كمبيوتر توضح لرئيس المحطة كل أبواب القطار والعربات وحركة الركاب صعوداً وهبوطاً، فلا يعطى شارة انطلاق القطار إلا بعد ملاحظة جيدة لهذه الشاشات، كما أن تسيير القطارات فى المحطة يتم عبر شبكة كمبيوتر لأن أى تأخير فى موعد أى قطار يؤثر على ألمانيا كلها. ولذا فدقة مواعيد القطارات هنا 99% وتتحرك فى مواعيد بالدقيقة والثانية. حتى قيادة القطار تتم بالكمبيوتر ويتم ضبط سرعة القطار ويسير بعدها بمفرده، وعلى السائق منح غرفة التحكم المركزية تقريراً عن الرحلة بصوته كل 10 دقائق حتى لا ينام، وإذا تعرض السائق لأى أزمة قلبية فإن غرفة التحكم المركزية تستطيع وقف القطار فوراً.. ليس هذا فحسب فلو لاحظت الغرفة أن القطار يسير بسرعة أكبر من المقررة له تقلل السرعة لمعدلها.

■ ألم يحدث يوما هنا حادث قطار نتيجة مرور بقرة أو جـاموسـة أو أى حيوان أمام القطار؟

- لم يحدث، لأن مسارات القطارات محددة ومعروفة ومغلقة سواء فوق سطح الأرض أو من خلال الأنفاق، ولو حدث ما تتكلمين عنه يقف القطار فوراً ويسارع للمكان مدير الأمن العام للتحقيق فى الحادث ومعرفة المتسبب فى موت الحيوان ومحاسبته!

■ عرفنا أنه تم استخدام 9117 لوحاً زجاجياً لتغطية سقف محطة برلين وأرصفة القطارات بها. ولكن لماذا توجد فى بعض الألواح نقاط مستديرة؟

- تلك خلايا ضوئية تم وضعها فى بعض ألواح الزجاج المعرض لضوء الشمس، وهو يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية التى تستخدم فى إنارة المحطة ليلاً، وتعطينا 750 كيلو وات فى الساعة، وقد صممها المهندس المصرى العبقرى إبراهيم سمك. أما بقية ألواح الزجاج التى تغطى المحطة فهى كما تلاحظين مثبتة فى إطارات من المعدن ويحملها قضيبان من الحديد على شكل حرف X بالإنجليزية خوفاً من تمدد أطر الحديد واتساعها على الزجاج فيسقط مكسوراً أو يصيب أحداً، وهناك بعض ألواح الزجاج التى تفتح «أتوماتيك» فى حال تصاعد أى دخان لتنقية الهواء داخل المحطة.

■ ولماذا لا نرى الزلط فى الأرض بين قضبان الحديد وهناك حديد كأنه سجادة أسفل القضبان؟

- هذا الحديد عبارة عن مادة خام تشبه الأسمنت تمت معالجتها بطريقة ومواد خاصة لتمتص أصوات القطارات العالية وتمنحها درجة أعلى من الثبات، ولم نعد نستخدم الزلط بين القضبان فى المحطات الآن.

■ لماذا لا توجد مكاتب لبيع التذاكر للجمهور؟

- لأنه يمكنك شراء التذاكر عبر ماكينات آلية تحددين فيها نوع التذكرة وفئتها، ومدتها الزمنية إذا كانت أسبوعاً أو شهراً أو سنة أو يوماً أو مجرد رحلة واحدة، وتدفعين قيمتها وتحصلين عليها، ولو واجه أى مسافر مشكلة هناك الموظفون المنتشرون داخل المحطة فى مكاتب مخصصة.

■ خبرنى بماذا تشعر الآن وأنت تسير معى فى محطة برلين؟

- أشعر بالتعب الذى مر علىّ وكم الضغط الذى عانيته للانتهاء منها فى الوقت المحدد الذى أعلنته الحكومة الألمانية وهو يوم 26 مايو عام 2006 قبل استضافة ألمانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم وقتها، انظرى خارج بوابة أوروبا، هناك تجدين مبانى من خلف الزجاج، تلك هى مبانى مكتب المستشارة الألمانية والبوندستاج «البرلمان الألمانى» ومعظم مكاتب الحكومة، وهى كما ترين فى مواجهة المحطة، وعندما كان العمل يتوقف هنا لحل أى مشكلة أو لتعديل شىء فى مساره، كانت المستشارة «أنجيلا ميركل» تحدث رئيسى المسؤول عن سكك حديد ألمانيا كلها لتعرف سبب التوقف، فيكلمنى فى الهاتف ويعرف ويبلغها. كنت أعمل تحت ضغط الوقت وضغط أننى مراقب وضغط المشاكل الطارئة التى تبرز هنا فجأة فى موقع العمل، وضغط الخوف من حدوث أى خطأ قد يضيع سمعتى. كل تلك الأمور تمر على بالى عندما أحضر هنا لمحطة برلين، ولكنها فى النهاية صفحة طويت وانتهت ووضعت عليها علامة «صح». تفكيرى الآن منصب على مشروع شتوتجارت لأنه هو المستقبل وبرلين هى الماضى، يجب علينا ألا نقف كثيرا أمام ما تم إنجازه مهما كان حجمه لأنه بات ملكاً للتاريخ، علينا دوما النظر للجديد. وكثيرا ما أضرب مثلاً للعاملين معى بالقول إن سائق القطار لا يمتلك مرايا جانبية ينظر فيها على الخلف، وذلك لأن انطلاقته دوماً للأمام وعلينا أن نكون مثله.

■ رائع ولكن ألم يكن ينتابك الشعور بالفخر وأنت حديث الصحف والمجلات والمسؤولين الألمان؟

- كلا، صدقينى كان شعورى مختلفاً، شعوراً بالخوف والخطر لأن أى خطأ معناه ضياع ما سبق أن بنيته على مدار تاريخى هنا فى ألمانيا. وبخاصة أنهم ظلوا يعملون فى هذا المشروع منذ نحو عام 1994 وصادفهم الكثير من المشكلات التى لم يستطيعوا حلها وتأخروا فى التنفيذ فقررت الحكومة الألمانية عام 2001 شرائى من الشركة التى أعمل بها لأنهم سمعوا عنى، وأوكلت لى سرعة انجاز مهمة تطوير محطة برلين وأربع محطات أخرى معها لا تقل عن روعتها شيئا، خلال 5 سنوات فقط وتسليم المشروع وافتتاحه يوم 26 مايو 2006. وكان هذا تحدياً صعباً ولذا كنت أشعر بالخطر والمغامرة كل يوم، خاصة مع ما صادفنى من مشكلات فى التنفيذ، كنت أتنفس الصعداء كلما تجاوزت إحداها.

■ كان افتتاح محطة سكك حديد برلين حدثاً أسطورياً فى ألمانيا تناقلته وكالات الأنباء، ولكن ماذا عنك أنت؟ وكيف تم تكريمك؟

- نعم كان يوماً تاريخياً بمعنى الكلمة، وكان الألمان مبهورين بحجم الإنجاز وسرعة الانتهاء منه فى الوقت المحدد، وأذكر كلمات حاكم ألمانيا يومها فى الحفل، حين قال فى كلمته إنه ليس لديه المال الذى يوازى ما قام به العبقرى المصرى حفيد بناة الأهرام ولكنه سيقدم لى ما لا يمكن شراؤه بالمال، وأرفع ما لديه، وأعلن يومها - رغم مخالفة ذلك للتقاليد الألمانية - عن منحى فى الأول من أكتوبر، الذى يوافق ذكرى الاحتفال بوضع الدستور الألمانى عام 1950، وسام الدولة وهو أرفع وسام فى ألمانيا ويسلمه رئيس الدولة لمن يمنح لهم. كما منحونى يومها وسام الجمهورية وهو أيضاً من أرفع الأوسمة الألمانية وأهمها، ولا يمنح إلا لعدد معين من الأحياء، وإذا تقرر حصول شخص آخر عليه ونفدت الأوسمة الموجودة فعليه الانتظار لحين وفاة أحد الحاصلين عليه. وكرمتنى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأشادت بى، وقالت فى كلمتها التى ألقتها يومها إنها سمعت عنى الكثير وقرأت عنى أكثر منى.

■ لا تقل لى إنك يومها لم تشعر بالفخر والعظمة؟

- أكيد كان هناك إحساس بالسعادة والرضا، ولكن، وبطريقة تلقائية، وجدتنى أنظر للسماء وأتحدث لوالدى وأقول له: «كنت تتصور يا بابا إن هانى ابنك يعمل كل ده؟» كان الشعور المسيطر علىّ هو افتقادى وجود والدى بجوارى فى تلك اللحظة التى كان هو السبب فيها منذ سنوات بعيدة، بعطائه وصبره وتفانيه وتعاليمه التى ربانا عليها.

__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 21-09-2010
the way of truth the way of truth غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 355
the way of truth is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

عبقرى الأنفاق والتشييد يواصل حواره : عندما أفكر فى العودة أسال نفسى: كيف يمكننى الحياة فى كل هذه الفوضى بالقاهرة؟




■ كيف ترى نفسك اليوم: مصرياً بعقل ألمانى، أم ألمانياً بروح مصرية؟

- بل مصرى ابن مصرى وحفيد مصريين عقلاً وروحاً. منحتنى ألمانيا علمها والفرصة للعيش والنجاح بها، ولكننى ولدت وتربيت وعشت فى مصر وأكلت وشربت وتعلمت فى مدارسها وجامعاتها، وأغلى ذكرياتى لا تزال هناك بأماكنها وأشخاصها.

أذكر الجيران والزملاء وأتساءل: أين هم الآن؟، وأرانى أُنزل «السَبت الخوص» من شرفة منزلنا كى تضع لى بائعة الخبز الجالسة أمام العمارة الخبز الأسمر الذى أحتفظ بمذاقه فى فمى، وجلستنا مع أبى نأكل الجبن والبطيخ فى أيام الصيف الحارة، ووقت قيلولته الذى كان أمراً مقدساً يفيق منه على فنجان قهوة مع أمى. كل هذا والكثير لا يزال فى نفسى أتذكره بين الحين والآخر، أنا أحيا على منجم ذكرياتى فى مصر.

■ لماذا لم تعد إذن بعد كل هذا العمر لمصر؟

- كثيرا ما أفكر أن أتقاعد وأقضى بقية حياتى فى مصر وسط إخوتى وأصدقائى القدامى وأفتتح مشروعاً هندسياً هناك، ولكن من عاش حياة الغربة مثلى، يدرك أنه بات مقسما بين مكانين لا يعلم لأيهما ينتمى أكثر، فعندما أزور مصر وأرى ازدحامها وسلوكيات الفوضى من بعض الناس فى الطريق والحياة أتساءل: كيف يمكننى التكيف الآن مع ذلك، وأعود لألمانيا.

وعندما يتواصل بى المقام هنا يشدنى الحنين لرائحة الشيشة والشاى المغلى على مقاهى الحسين وتمشية وسط البلد وأنت تتأبط ذراع صديق، أضيفى لهذا أننى مهما فعلت فى ألمانيا، ومهما كان حجم إنجازاتى سأظل مصريا عربيا أسمر اللون بالنسبة لهم، ولذلك.. المعادلة صعبة.

■ معادلة صعبة أم أنك أدمنت النجاح والتنقل من تحد لآخر؟

- هذه طبيعتى طيلة عمرى التى غرسها أبى بداخلى، وكل ما حققناه أنا وإخوتى فى حياتنا العملية السبب الأساسى فيه هو ذلك الرجل الطيب المحب للحياة والعلم عمك حلمى عازر رحمه الله.

نعم، العلم كان قيمة لا يعادلها أى شىء فى حياة أبى وكان طموحه لنا بلا حدود، رغم بساطة حياتنا كأسرة تنتمى للطبقة الوسطى. ومازال معى هو وكلماته ومواقفه إلى يومنا هذا، فمثلاً عندما تواجهنى مشكلة فى العمل لا أجد لها حلاً رغم مواصلة التفكير فى مخرج لها، أتركها وأخرج للشرفة وأشرب كوب شاى وأدندن بلحن لعبدالحليم حافظ أو أفكر فى أى شىء آخر، وللعجب يقتحم الحل خلوتى، فأعود مسرعا للعمل.

وهذه الطريقة هو من علمها لى، فعندما كانت تواجهنى مسألة حساب أو هندسة يستعصى على حلها، كان يأتى بجوارى ويقول لى قم واجلس بعض الوقت فى البلكونة وسوف تتوصل للحل. وللعجب فتلك هى طريقة الألمان فى التفكير التى يطلقون عليها «تجديد الفكر» بمعنى تغيير المناخ المحيط بك لكى تستطيع مواصلة العمل والإبداع به.

هل تعلمين شيئاً، عندما أرى أخبارى تملأ الصحف والبرامج التليفزيونية هنا، سواء عن مشروع محطة برلين أو مشروع شتوتجارت الجديد، أسرح فى أبى وأتساءل: هل أنا ذلك الشخص الذى يتحدثون عنه؟ وهل يشعر أبى الموظف البسيط بما حققته هنا من نجاح كان يحلم به؟

■ ألمح فى حديثك علاقة صداقة قوية كانت تربطك بأبيك؟

- ليس مع أبى وحده ولكن مع أمى وإخوتى أيضاً، لقد كنت صديقاً للجميع ومحل أسرارهم وثقتهم، كانوا يعلمون أنهم إذا حكوا لى شيئاً فلن يعرفه أحد على الإطلاق مهما حدث، وكانوا يتوقعون لى أن أكون شيئا فى المستقبل.

أما أبى فكانت هناك علاقة خاصة جداً بينى وبينه رغم أن ترتيبى بين إخوتى الخامس، أى أننى لست الولد الأول فى الأسرة، ولكنه كان يدللنى بتعقل. كان شديد الطيبة، ولا أذكر أنه كان على خصومة مع أحد طيلة حياته، كما لا أذكر أنه عاقبنى بالضرب يوما ما، وكان عقابه لى يقتصر على حرمانى من النزول للشارع ولعب كرة القدم التى كنت أعشقها.

■ يسود الاعتقاد أن المتفوقين دراسياً ليس لهم فى اللعب؟

- على العكس، لقد كنت محترف لعب كرة قدم ومشجعاً قوياً للأهلى وكثيراً ما تشاركت وأصحابى فى صناعة الكرة الشراب من القماش والكلة، وكانت تلك اللعبة تعنى بالنسبة لأسرتى شيئاً واحدا هو إهلاك الأحذية بسرعة. ورغم ذلك لم يؤنبنى أبى وأمى يوماً على ذلك، بل على العكس كان أبى يذهب معى لشراء حذاء جديد بدلاً من إصلاح القديم، رغم أن ذلك كان يمثل إرهاقاً مادياً على ميزانية الأسرة. كما أحببت لعبة الشطرنج وشجعنى عليها مدرس التربية الرياضية فى المدرسة الابتدائى ولكننى للأسف لا أتذكر اسمه.

■ ما زلت تذكر الكثير من تفاصيل الحياة فى مصر رغم سنوات الابتعاد عنها؟

- بالطبع لقد ولدت فى طنطا، حيث كان يعمل أبى فى السكة الحديد عام 1949، وبعدها بسنوات انتقلنا للعيش فى القاهرة فى حى كوبرى القبة بشارع مصر والسودان، والتحقت بمدرسة أحمد ماهر الابتدائية، وأكملت الدراسة فى مدرسة النقراشى الثانوية بنين بكوبرى القبة، وبعد حصولى على الثانوية العامة عام 1967 التحقت بكلية الهندسة جامعة عين شمس قسم مدنى.

■ عبقرى الأنفاق والتشييد فى ألمانيا هل حصل على مجموع كبير فى الثانوية العامة؟

- ليس بمقاييس تلك الأيام التى يتجاوز فيها المجموع حاجز 100%، ولكننى حصلت بصفتى أحد المتفوقين على مجموع 78.5%، وكنت سعيداً به للغاية لأنه فى أيامنا كان شىء تمام جداً. وأتذكر واقعة حدثت يوم نتيجة الثانوية العامة لا أنساها حتى الآن، وأضحك عليها كلما مرت على بالى، فقد ذهبت لمدرسة النقراشى لرؤية النتيجة وشاهدت مجموعى وعدت للمنزل فى المترو وأنا فى قمة السعادة، ولكن أثناء عودتى التقيت بزميلى فى الفصل وصديقى هانى عبدالحكم جمال الدين، وكنا الوحيدين فى الفصل اللذين يحملان اسم هانى، سلمت عليه وسألته عن مجموعه فأخبرنى أنه 78.5%، فقلت له إننى لم أر اسمه فى كشوف الناجحين وأن هذا مجموعى، فقال لى الكلام نفسه وأنه لم ير اسمى فى كشوف الناجحين وأن هذا المجموع يخصه.

وقفنا وقد تبدلت فرحتنا بالخوف والحزن ولم نجد بداً من العودة للمدرسة التى وصلناها وقد أغلقت أبوابها ورفض البواب السماح لنا بالدخول للتأكد من النتيجة، ولكن مع إلحاحنا عليه ومعرفته تفوقنا، ذهب وأحضر لنا الكشوف خارج المدرسة فوجدنا أن كلينا قد نجح بذات المجموع، فتنفسنا الصعداء وعدنا لنخبر أسرنا.

ودخل هانى عبدالحكم كلية طب جامعة عين شمس، ودخلت أنا كلية هندسة جامعة عين شمس.

■ بمناسبة الحديث عن العلمى والأدبى. ما تعليقك على التحاق نحو 75% من طلاب الثانوية العامة فى مصر الآن بالقسم الأدبى هروباً من العلوم وقلة المجموع؟

- أتعجب من ذلك لأنه على أيامنا كنا نفخر بانتمائنا للقسم العلمى، البالطو الأبيض لطلبة الطب، والمسطرة حرف T لطلبة هندسة كانت جزءاً من تباهينا بدراستنا ونحن صغار، وأعتقد أن هناك مشكلة ما فى التعليم فى مصر يجب إعادة النظر فى طريقة حلها وبسرعة لنخرج كماً وكيفاً.

هنا فى ألمانيا على سبيل المثال الطلاب فى الثانوية العامة لديهم حالة من عدم وضوح الرؤية، وبالتالى لا يعرفون ماذا سيفعلون بعد حصولهم على تلك الشهادة ويفكر أغلبهم فى العمل بدلاً من الالتحاق بالجامعة، وهناك تخصصات فى العمل مثل المهندسين نطلبهم من الخارج لهذا السبب، والدولة تحاول حل تلك المشكلة بإرسال الناجحين والمتخصصين للتحدث لطلاب المدارس وتوضيح الرؤية لهم.

■ حصلت على الثانوية العامة والتحقت بالجامعة فى عام النكسة.. كيف كان الحال وقتها لكم كطلبة؟

- كان الطلبة جزءاً من الحياة السياسية وقتها، وأذكر أننا كنا نتناقش ونتكلم فى حال البلد الذى سيطر عليه الحزن، وبعد دخولى الجامعة كنت فى اتحاد الطلبة بالجامعة، وشاركت فى العديد من مظاهرات الطلبة التى كانت تطالب بمنح الجامعة المزيد من الحريات والصلاحيات، لم يكن لدى جيلنا الإحساس بأنه قادر على التغيير وحسب، بل بضرورة مشاركتنا فيه أيضاً ودورنا فى تحقيقه كحال الكثير من الشباب فى كل عصر وأوان.

■ لم تمارس السياسة بعد التخرج فى الجامعة؟

- لقد طلقت السياسة بعد التخرج لأسباب كثيرة أهمها حرب أكتوبر التى أعادت الكرامة لمصر والعرب، كما أن مجيئى لألمانيا علمنى أن لعبة السياسة كثيراً ما يندس فيها أصحاب المصالح التى لا يشترط أن تكون عامة من أجل الوطن.

■ نعود لمرحلة الجامعة كيف كنتم ترسمون المستقبل بعد التخرج أنت وزملاؤك؟

- لم يكن السفر بين أولوياتنا وكانت طموحاتنا تدور حول تكوين شركة صغيرة بعد التخرج ثم تكبر، وأحيانا نستشعر ضآلة موقفنا فنتمنى العمل فى شركة المقاولون العرب أو شركة حسن علام أو شركة الدكتور أحمد محرم أستاذ الإنشاءات.

■ وكيف تغير تفكيرك وقررت السفر لألمانيا عقب التخرج؟

- جاء هذا مصادفة بعد سفر أكثر من زميل للخارج لتجربة الحياة هناك، منهم من عاد وحكى عن تجربته بشكل مبهر، ومنهم من أكمل حياته فى البلد الذى سافر له، فقلت: لماذا لا أجرب أنا الآخر السفر. فى البداية فكرت بالسفر لإنجلترا لأننى أجيد الإنجليزية، ولكن عدلت رأيى وقررت السفر لألمانيا بعد أن سبقنى لها أحد أصدقائى وحكى لى عن تطور دراسة الهندسة المدنية بها.

فجئت والتحقت بالدراسة فى جامعة «الروهر بوخوم» فى «دورتموند» وتعلمت فيها الكثير وتخرجت عام 1978 بتفوق، وكان من عادة الشركات الكبرى فى ألمانيا وقتها تعيين المتفوقين فيها فاختارتنى شركة «بولنسكى سولنا» للعمل بها فى بناء الكبارى والأنفاق، فاكتسبت خبرة وأثبت كفاءة فاستمرت رحلة الحياة هنا.

__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 22-09-2010
the way of truth the way of truth غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 355
the way of truth is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

المهندس العالمى يواصل حواره : لم نعرف التفرقة بين المسيحى والمسلم قبل أن أترك مصر.. و99% من أصدقاء عمرى مسلمون




■ هل عانيت عند مجيئك لألمانيا فى العام 1974؟

- بالطبع ومن ذا الذى يغترب ولا يعانى فى بلد لا يتقن لغته، ومعروف عنه تفضيله لكل ما هو ألمانى، والتحفظ مع الأجناس الأخرى بعض الشيء، وفى تلك الفترة بالتحديد، كان علىّ أن أدرس الألمانية وأجيدها، وأواصل دراستى فى الجامعة، وكثيرا ما فكرت فى العودة لمصر فى السنوات الأولى، وبخاصة أنه كان لى زملاء هاجروا لأستراليا أو النمسا ثم عادوا ولم يحتملوا الغربة.

وكان أكثر ما يحزننى أن أفتح صندوق البريد فلا أجد خطاباً من أسرتى، كانت الخطابات تتأخر والتليفونات بطيئة وغالية والجو شديد البرودة، ودخلى يكفى احتياجاتى الأساسية بالكاد، وكانت خطابات بابا وماما تحمل لى عروضا بالعودة فى أى وقت أشعر فيه بعدم القدرة على استكمال حياتى فى ألمانيا مؤكدين أن بيتنا مفتوح لى فى أى وقت. وكثيرا ما غالبتنى دموعى فى تلك الأيام، ولكننى كنت أقف وأسأل نفسى هل يمكن أن أعود فى منتصف الطريق؟ أم أكمل حياتى التى اخترتها وأقبل التحدى؟ وكان الطموح هو الحاسم فى تلك الفترة ورغبتى فى رد النجاح لأبى وأمى لأننى كنت أعلم مدى سعادتهما بتحقيق ذلك.

■ بماذا تشعر الآن بعد مرور كل تلك السنوات وما حققته فيها من نجاحات؟

- أشعر أولاً بالحنين لوالدىّ لأن العمر لم يمنحنى فرصة تعويضهما عما تحملاه فى سبيل تربيتنا، وأتمنى أن يكونا على علم بنجاحى هنا لأن هذا هو عزائى الوحيد. وعندما أستعرض مسيرة حياتى لا أصدق أن كل هذا العمر بات ورائى بكل ما فيه من آلام ونجاحات وتحديات. ولا أشعر بجسدى إلا يوم الراحة وما عدا ذلك فبداخلى طاقة تحثنى على التفوق والإبداع وإثبات الذات وهذا هو الطموح.

■ والحب فى حياة هانى عازر الشاب والمهندس فى ألمانيا..أين كان موقعه؟

- الحب هو مفتاح حياتى كلها حتى فيما يتعلق بأمور العمل، فأنا من المؤمنين بأن الحب هو السبيل للنجاح فى أى علاقة أو مشروع. وكأى شاب مصرى مررت بتجربة الحب مع ابنة الجيران، لم تكن تسكن أمامنا مباشرة، ولكن فى ذات الحى. ها أنت تعيديننى لذكريات بريئة أتذكرها كما لو كانت بالأمس. كنت أتعمد السير أمام عمارتهم والنظر لشرفتها ولكننى كنت أخشى معرفة أحد من أسرتها أو أى أحد لذلك، لأننا كنا نحترم أنفسنا ونخشى أن نتسبب فى أى مشكلة لأسرنا. أتذكر كيف أرسلت لها فى ورقة كلمة أحبك. ولكن للأسف لم تكتمل تلك العلاقة بالزواج لأننى كنت مؤمناً بأنه ليس من حقى الزواج إلا إذا امتلكت القدرة على الإنفاق على من سأتزوج بها بحيث لا تحتاج لغيرى.

■ وماذا عن زوجتك الألمانية. هل تزوجتها عن حب أيضاً؟

- نعم كانت تدرس الآداب فى الجامعة وكنت أدرس الهندسة وساعدتنى على تخطى حاجز اللغة الألمانية التى لم أكن أجيدها، لقد أحبتنى بصدق ولو كانت امرأة ألمانية غيرها لتركتنى من زمن لأننى مشغول بعملى 24 ساعة فى اليوم والألمان لا يحبون ذلك، يقدسون العمل ولا يتنازلون عن أيام راحتهم مهما حدث. ولكنها تحملت طموحى وساندتنى فيه، ليس هذا فحسب بل أتقنت طهى بعض الأصناف التى اعتدت عليها فى بيتنا من أمى مثل الملوخية والأرز بشعرية، وتعاملنى بنفس طريقة الزوجة المصرية مع زوجها. وأنجبت منها ابنين رائعين أحدهما درس هندسة الميكانيكا والآخر درس هندسة الكهرباء.

■ هل اصطحبت أسرتك لزيارة مصر؟

- نعم وكان أولادى يشعرون بالسعادة والمغامرة ونحن نعبر الشارع وسط السيارات وهى تسير، ويفرحون لدى رؤيتهم المصريين يبتسمون فى وجوههم وهم لا يعرفونهم، ويتعجبون من ذلك. والحقيقة أننى ربيت أولادى بنفس الطريقة التى ربانى بها أبى، كنت صديقاً لهم ومعلماً فى ذات الوقت. ولكنهم ليسوا مثلى فى استغراقى فى عملى، و يشفقون على منه ويسألوننى دوماً لماذا تفعل هذا فى نفسك؟. فأرد عليهم بأن الطموح والعمل وتحقيق النجاح والعبور من عائق لآخر جزء من شخصيتى وشخصية مصريين كثيرين.

■ بصراحة ألم تشعر يوماً بأن مسيحيتك كانت عائقاً أمام نجاحك فى مصر؟

- على الإطلاق لأننا ببساطة ننتمى لزمن آخر، كان 99% من أصدقائى المقربين مسلمين وواحد فقط مسيحيا. ما زلت أذكر صلاح عبد الحميد وطارق النبراوى ونصر عبيد وماجد عبد الحكم، وكلهم فى مراكز مرموقة الآن. كانت ضحكاتنا تملأ الدنيا، ولو عرفوا أننى فى مصر الدنيا تنقلب ويقيمون الولائم على شرفى. أتعجب مما أسمع عنه الآن ولا أعرف له سبباً. وأسمع كلمة أقباط المهجر فيزيد عجبى وأتساءل ألا يوجد مسلمون أيضاً فى المهجر؟ أم أن المهجر لا يوجد به غير الأقباط فقط؟ ولا أعرف لمصلحة من تسود تلك الأفكار بين المصريين. طيلة حياتنا عشنا مسلمين ومسيحيين ويهودا لا يفرق بيننا كما قلت غير مكان العبادة، فلماذا التفرقة الآن؟ كنا نحب أغنيات عبد الحليم ونشعر بأنه يعبر عنا كشباب مصريين، وننتظر حفل الخميس الأول من كل شهر للست أم كلثوم، وننام فى الظهيرة حتى نستطيع السهر معها. كل هذا كان يجمعنا كمصريين دون تفرقة ولذا كنا واحداً دوماً.

■ فى اعتقادك ماذا حدث لمصر؟

- غاب عنها النظام الذى يطبق على الجميع دون تفرقة، القانون الذى لا يعرف فرقا بين كبير وصغير أو غنى وفقير، الذى يجعل الناس سواسية ملتزمين بتنفيذ ما تراه الدولة وتضعه من أسس. ولذا هناك إحساس التفرقة الذى تتحدثون عنه اليوم ليس بين المسيحيين والمسلمين وحسب ولكن بين طبقات المجتمع ككل، فهناك فئات تشعر بأن القانون لا يطبق إلا عليها، وفئات أخرى تشعر بأنها فوق القانون. وإذا طبق النظام فى مصر كما يجب، فسوف تسير بمفردها بعد ذلك وتحقق نهضتها.

■ هل سمعت عن عودة الدكتور محمد البرادعى لمصر ودعوته للتغيير السياسى؟

- دكتور محمد البرادعى مدير وكالة الطاقة السابق؟ لا لم أسمع عن عودته لمصر أو ممارسته السياسة فلست متابعاً جيداً للمجريات اليومية فى العالم لانشغالى بعملى، ولكن التغيير بات ضروريا فى مصر ليس على المستوى السياسى فحسب، ولكن على مستوى الاقتصاد والمجتمع وطريقة التفكير، عندما أنظر لحالنا الآن أحزن، فمصر بلد يستند إلى حضارة عظيمة والمصريون طيبون ويملكون صفات لا تجدها فى شعوب أخرى فى العبقرية والعمل الشاق والقدرة على الإنجاز.

■ هل يصلح العالم أو المنشغل بالعمل طيلة حياته لممارسة السياسة؟

- بالطبع يصلح ولكن بشروط أهمها أن يمتلك الرؤية والإرادة على تنفيذ رؤيته تلك وأن يمتلك قاعدة تؤيده، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عالمة فيزياء.

■ بعد نجاحك هنا فى ألمانيا ألم يطلب أحد منك فى مصر العودة والمساهمة فى التطوير فيها؟

- لا لم يحدث ولا أدعى ذلك، ما حدث أن الرئيس المصرى حسنى مبارك حادثنى فى التليفون عقب افتتاح محطة برلين للسكك الحديدية عام 2006 وهنأنى على ما حققته من إنجاز وما حصلت عليه من تكريم هنا فى ألمانيا، وكان ذلك شرفا كبيرا لى وقتها ومفاجأة غير متوقعة. ولكن لم يطلب منى أحد العودة حتى لإبداء الرأى فى أى مشروع.

■ ألم تتابع أياً من مشاريع الأنفاق الحديثة فى مصر سواء نفق الأزهر أو مترو الأنفاق مثلاً؟

- لا على الرغم من أن ماكينة الحفر التى حفرت نفق الأزهر كانت ألمانية والشركة المنفذة للمشروع فرنسية وكلتاهما تتبع لى فى العمل هنا فى ألمانيا. وأذكر واقعة حدثت أثناء حفر نفق الأزهر وكان ذلك فى نهاية التسعينيات، حيث كنت فى زيارة لمصر وأحببت أن أرى طريقة سير العمل فى نفق الأزهر فذهبت وحاولت لقاء المسؤول عن الأنفاق للحصول على إذن بدخول الموقع بعد تعريفه بنفسى، ولكننى لم أتمكن من مقابلته، فطلبت المقر الرئيسى للشركة الفرنسية ودخلت النفق عن طريقهم. وفسرت ذلك بأنه لا يعرفنى، لأننى غير معروف فى مصر.

■ ألا يندهش الألمان من عدم مساهمتك فى حفر الأنفاق وتشييد المبانى فى مصر بينما تتم الاستعانة بهم للمشاركة بخبرتهم فى ذلك؟

- يندهشون بالطبع ويحارون، وعندما يعودون من مصر يقولون لى كيف لا تذهب أنت إلى هناك وأنت مصرى ويستعينون بنا نحن بينما نحن نستعين بك؟ فأجيبهم بأن الفكر فى مصر يفضل الخبرة الأجنبية ولذا يستعينون بالألمان والفرنسيين والأمريكان ولكن لا يستعان بى، لأننى مصرى مثلى مثل آلاف غيرى من المهندسين المصريين.

■ هل يمكن تنفيذ مشروع تطوير سكك حديد مصر كما حدث فى ألمانيا وبالتحديد برلين؟

- بالطبع يمكن إذا توافرت الإرادة الحقيقية الراغبة فى ذلك، بحيث تُمنح جميع الصلاحيات للقائم على التطوير بإزالة كل العقبات التى يمكنها الوقوف فى وجه هذا المشروع، وتوفير الإمكانيات اللازمة له. كما أردد دائماً لا شىء مستحيل كل شىء ممكن.

■ ما قصة اختيارك فى قائمة أكثر 50 شخصية مشهورة فى ألمانيا؟

- نظمت إحدى المجلات الألمانية استفتاء بين قرائها، لاختيار أكثر 50 شخصية ألمانية تتمتع بالشهرة بين الألمان، وضمت القائمة نجوماً فى الفن والسياسة، واختارنى الألمان ضمن تلك الشخصيات الخمسين، وجاء ترتيبى رقم 13. يومها قلت لنفسى نعم أنا مصرى فى ألمانيا. ليس هذا فحسب بل أطلقت الصحافة الألمانية على لقب أبوالهول وصورنى كاريكاتير نشرته إحدى الصحف على هيئة أبوالهول وأنا أعطى تعليماتى لألمانى بالعمل وماذا عليه أن يفعل.

■ ما الشىء الذى يثير بداخلك الإحساس بالندم فى بعض الأحيان؟

- أحياناً أشعر بالندم، لأننى قبلت تنفيذ مشروع شتوتجارت، الذى يوازى 3 أضعاف مشروع تطوير محطات برلين، ويتكلف 10 مليارات يورو، وهو الأضخم حتى الآن من حيث الحجم والتنفيذ ومدة الانتهاء منه فى العام 2019. فمساحته تقترب من 100 هكتار أى ما يعادل مليون متر مربع، وطول الأنفاق به 240 كيلو متراً فى الاتجاهين، وسوف تكون شتوتجارت وقت تنفيذ المشروع مركزاً للقطارات فى ألمانيا وأوروبا. وقبل قبولى تنفيذ المشروع قلت لأحد رؤسائى إن المشروع كبير، وأفكر فى الاعتذار عنه، فقال لى لو فعلت هذا فلن تكون «هانى» الذى عرفناه.. الذى يبحث دائماً عن الأصعب والأكبر.

__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 22-09-2010
أبرهة العصبي أبرهة العصبي غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 713
أبرهة العصبي is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

شكرا ذا واي للمقالات الجميلة، هو فعلا انسان محترم جدا

بس انا ليا تعليق
مع كل الاحترام ليه ورفعه لراس المصريين، بس للاسف مش عارف كلامه يمكن تحول من غير ما يقصد للدعاية الناصرية وجزء من بروباجندة عم شكشك و"التغيير"

بس اني واي اللي اعرفه ان قبل اربعة وسبعين مكنش الوضع كده


هديــــــــــــة العيــــــــــــد
بقلم نظير جيد

إستمعنا فى ألم بالغ إلى حادث السويس , هدية العيد ( الكريمة) وقد قدمها لنا مواطنونا المسلمون الذين ينادون بوحدة عنصرى الأمة !! وعناق الهلال والصليب !!
وتتلخص القصة (وقد رواها أخوة لنا من السويس ) فى حـــــــــــرق بعض المسيحيين والطواف بهم محترقين فى الطرقات ثم إلقائهم فى الكنيسة وإشعال النار فيها .
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى
أين كانت الحكومة ؟؟
شئ يمكن أن يحدث فى بعض البلاد المتبربرة أو فى العصور الوثنية والرق والوحشية , أما أن يحدث فى القرن العشرين وفى السويس فى بلد فيها محافظ ونيابة وبوليس وإدارة للأمن العام فأمر يدعو للدهشة والعجب إنها ليست قرية نائية بعيدة عن إشراف رجال الإدارة وإنما هى محافظة .. فأين المحافظ حين وقع هذا الإعتداء الوحشى؟ وما الدور الذى قام به رجالــــه (الساهرون) على الأمن وحماية الشعب؟ !!
إننا نطالب الحكومة .. لو كانت جادة فعلاً فى الأمر لو كانت حريصة على إحترام شعور ما لا يقل عن 3 ملايين من رعاياها .. نطالبها بمحاكمة المحافظ ومعرفة مدى قيامة بواجبة كشخص مسئول وإن توقع عليه وعلى غيره من رجال الإدارة العقوبة التى يفرضها القانون .
خجلة وزير الداخليــــة
بالأمس القريب حرقت كنيسة الزقازيق وحرقت الكتب المقدسة أيضاً فإرتجت مصر للحادث وإرتجت معها البلاد المتحضرة التى تقدر الحرية الدينية وكرامة الكنائس والكتب الإلهية واليوم يضاف إلى حرق الكنيسة إعتداء أبشع وهو حرق الآدمييــــن .. وأمام هذا التدرج نقف متسائلين .. وماذا بعـــد؟!!
منذ أيام طلعت علينا الجرائد وهى تقول : أن وزير الداخلية توجه إلى قداسة البابا البطريرك وسلمه كتاباً نشر فى الخارج عن الإضطهادات التى يلاقيها المسيحيون فى مصر وتسائل الكثيرون : ترى ماذا سيكون رد الحكومة على المستفهمين فى الخارج !! ولكن قبل أن يجهز وزير الخارجية الرد الذى ترسله وزارة الخارجية المصرية .. وصل رد ( الفــــدائيين) من السويس !! ترى هل وافق تصرفهم ما كان يجول بخيال الوزير من ردود؟
إننا نسأل أو نتسائل لعل العالم قد عرف الآن أن المسيحيين فى مصر لا يمنعون من بناء المساكن فحسب بل تحرق كنائسهم الموجودة أيضاً , ولا يعرقل نظام معيشتهم من حيث التعيينات والتنقلات والترقيات والبعثات , وإنما أكثر من ذلك يحرقون فى الشوارع أحيـــاء ..
عنــــــاق ! و 5000 جنيـــة




لقد ذهب رئيس الوزراء إلى قداسة البابا البطريرك وعانقة كما قرر مجلس الوزراء تعويضاً قدره 5000 جنيه لترميم الكنيسة ولكن رفضها الشعب القبطى بأجمعة , ونحن نقول نقول أن مجاملات الحكومة لا تنسينا الحقيقة المرة وهى الإعتداء على أقدس مقدساتنا ولكى نعطى فكرة واضحة عن الموضوع نفترض العكس ولو حدث أن جماعة من المسيحيين .. على فرض المستحيل .. حرقوا مسجداً , وجماعة من المسلمين .. هل كان الأمر يمر بخير وهدوء؟ هل كان يحله عناق البطريرك وشيخ الزهر أو إعتذار يصدر من المجلس الملى ومن جميع الهيئات القبطية؟ لا أظن هذا..
إنها ليست مسألة شخصية بين الوزارة والبابا البطريرك وإنما هى هدر لمشاعر ملايين من الأقباط وإساءة إلى المسيحيين فى العالم أجمع ولا تحل هذه المشاكل بعناق .. أو إعتذار .. أو عبارات مجاملة .. أو وعود .. وإنما تحتاج إلى عمل إيجابى سريع يشعر به مسيحيو مصر أنهم فى وطنهم حقاً ويشعرون معه أ، هناك حكومة وأن هناك مشاركة وجدانية لهم فى شعورهم .
أما الــ 5000 جنية فهى أحق من أن نتحدث عنها , وأحقر منها أن يستكثرها الوزير القبطى , على ما يقال طالباً تخفيضها إلى ألفين .
أقــــوال كثيرة



لقد قرأنا أن رئيس الوزراء ووزراؤه ورئيس الديوان الملكى وكبار رجاله وغالبية الزعماء السياسيين وشيخ الجامع الأزهر ومفتى الديار المصرية وكثيراً من رجال الدين المسلمين كل هؤلاء وغيرهم ذهبوا إلى قداسة البابا البطريرك مظهرين شعوراً طيباً مستنكرين الحادث , وهذا حسن وواجب وأمر نشكرهم عليه .
وقرأنا أيضاً فى الجرائد إستنكار للحادث من بعض الهيئات المعروفة كالمحاميين الشرعيين واللجنة التنفيذية لكلية الطب , ونحن نشكر كل هؤلاء من صميم قلوبنا كما نشكر حضرات الكتاب المحترمين الذين شاركونا فى شعورناكالأستاذ محمد التابعى مثلاً .
كل هذا جميل ولكنها أقوال والأمر يحتاج .. كما قلنا .. إلى عمل إيجابى سريع لأن أعصاب الشعب تحتاج إلى تهدئة وتهدئة على أساس سليم لقد ذكرت جريدة الأهرام أن عبد الفتاح حسن باشا وزير الشئون الإجتماعية ذهب إلى السويس , ورأى قبل أداء فريضة الجمعة أن يزور الكنيسة القبطية وجمعيتها الخيرية ومدرستها , وأعرب لمن إجتمعوا بمعاليه عن سخطه على الحادث الذى وقع فى الأيام الأخيرة وأعاد التأكيد بأن الحكومة تأخذ بكل حزم وشدة أى عابث بالأمن وكل من يحاول الإخلال بالنظام أو يفكر فى تعويق البلاد عن متابعة كفاحها .
هذه ألفـــاظ جميلة ولكننا لم يعتد علينا بالألفاظ حتى نعالج بالألفاظ وإنما نريد أن نرى عملياً الحــزم , والشـــدة اللذين إتخذتهما الحكومة لمعالجة الموقف على أن يكون ذلك بسرعة , لأن حجارة الكنيسة ما زالت مهدمة , ودماء شهدائنا الأعزاء ما زالت تصرخ من الأرض .
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى
مهزلة الوزيــــر القبطى :
ونود بهذه المناسبة أن نقول للحكومة فى صراحة أن عبارة ( الوزير القبطى) ما هى إلا مجرد إسم وأن هؤلاء الوزراء الأقباط لا يمثلون الشعب القبطى فى شئ بل أن منهم من يتجاهل أو يضطهد الأقباط أحياناً أو يفرط فى حقوق كنيسته ليظهر للمسلمين أنه غير متعصب , وهكذا يحتفظ بكرسيه .
مـــا الذى فعلة الوزير القبطى ؟ أى شعور نبيل أظهرة نحو الكنيسة ؟وما الذى فعله الدكتور / نجيب باشا إسكندر عندما إحترقت كنيسة الزقازيق؟ لقد زارنا نجيب باشا وقتذاك فقال لنا : لحساب من تعملون؟ لقد أصطلح المدير مع المطران وإنتهى الأمر .. وأنتم تهدمون وحدة العنصرين .. !! ثم عاد وتلطف أخيراً بعد أن تبين سلامة إتجاهنا وصحة موقفنا .
وإبراهيم فرج باشا جاهد كثيراً ليقنع غبطة البطريرك بمقابلة رئيس الوزراء قائلاً له : من الواجب أن نفسد على الإنجليز دسائسهم فى تقويض هذا الإتحاد المقدس بين عنصرى الأمة .
نفس عبارة الوزيريم تكاد تكون واحدة , ولكنها أيضاً تدل على سوء إستغلال لعبارة وحدة العنصريـــن .
وحـــدة العنصرين
العجــب أن الأقباط وحدهم الذين يطلب منهم المحافظة على وحدة العنصرين !!!!
تحرالكتب المقدسة ويحرق المسيحييون أحيــــاء ولا يسمى هذا إعتداء على وحدة العنصرين ولكن عندما يقف الأقباط محتجين يقال لهم : وحدة العنصرين .. وحدة العنصرين ... !!! ولحساب من تعملون ؟ والجــــواب : أننا نعمل لحساب المسيح والكنيسة والدين .
يجب أن نفهم وحدة العنصرين فهماً سليماً الأمر ليس مجرد تمثيل وإدعاء نتبادله مع مواطنينا المسلمين , وإنما يجب أن يكون وحدة قلبية خالصة ومحبة متبادلة وتعاوناً صادقاً مع مراعاة المساواة التامة فى كل شئ ومن ناحيتنا كمسيحيين حافظنا على هذه المحبــة محافظة أعترف بها التاريخ , وإعترف بها المواطنون جميعاً , وسجلتها محاضر مجلس الوزراء , وبقى على العنصر الآخر أن يظهر محبته محافظة على وحدة العنصرين لأننا لا نستطيع أن نسكت إطلاقاً عندما تحرق كنيسة لنا أو كتاب مقدس ولا نستطيع أن نسكت عندما يحرق المسيحى حيــــــا لا لذنب إلا أنه مسيحى , وأؤكد أن مواطنينا المسلمين يوافقوننا على إحتجاجنا .
بل لعلهم يصفون إحتجانا بالوداعة والهدوء بينما لو سكتنا لو صفنا المسلمون أنفسهم بأننا جبناء ضعاف الإيمان , ولم يكن المسيحيون جبناء أو ضعاف الإيمان فى أيه لحظة من لحظات تاريخهم الطويل منذ أن سكن المسلمون معهم وقبل أن يسكونوا معهم بأجيال .
وأنت أيهــــــــــا الشعب القبطى ..
ليس الحــــرق بجديد علينا .. بل أن تاريخك فى الإضطهاد حافل بأمثال هذه الحوادث وبما هو أبشع وأقسى , والمسيحية فى مصر سارت فى الطريق الضيق منذ إستشهاد كاروزها مار مرقس الرسول عبر الأجيــال الطويلة قاست : الحــرق , والصلب , والرجم , والجــلد , والعصر , والإلقاء إلى الوحوش الضارية .. وشتى أنواع التعذيب المختلفة .
فصبــــراً جميــــلاً .. وطوبى لكم إذا إضطهدوكم , لقد كان آباؤكم يفرحون عندما يستشهدون , ولكن هذا لا يمنعكم إطلاقاً من المطالبة بحقوقكم .
أن بولس الرسول ضرب وسجن وجلد ورجم حتى ظن أنه مات وأحتمل وإحتمل كل الإضطهادات فى فرح , ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقول لقائد المائة فى إستنكار :"أيجوز لكم أن تجلدوا رجلاً رومانياً غير مقضى عليه ؟ "
وهكذا خاف قائد المائة , وخاف الوالى وعرض أمر الرسول على القيصر .
ولكن فى إحتجاجكم كونوا عقلاء وكونوا مسيحيين طالبوا بحقوكم بكل الطرق الشرعية التى يكفلها القانون , وقبل كل شئ إرفعوا قلوبكم إلى الرب ونحن واثقون أنه لا وزير ولا رئيس ولا أى حزب مهما عظم خطره يستطيع أن يحتمل صلاة ترفعونها بقلب نقى غلى الرب , بل أننا نخشى على كل هؤلاء من صلواتكم .
نود أن نقول لرئيس الوزراء : إن أقل ما يطلب من حكومة تقدر مسئوليتها هو القبض على الجانى بعد إرتكاب جريمته وتقديمه إلى المحاكمة السريعة حتى ينال العقوبة الرادعة وهذا بعض ما نطلبه الآن , أما الحكومة القوية فهى التى تحمى الشعب وتمنع الجريمة قبل وقوعها .

نظير جيــــد / البابا شنودة الثالـــث البطريرك الــ 117
العدد الأول والثانى لمجلــة مدارس الأحــــد لعام 1952 م

بس انا عاوز اضيف حاجة ان الكلام البابا قالة من امتى ولحد دلواتى بيحصل وبيتكرر ببشاعه وباستمرار
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 23-09-2010
the way of truth the way of truth غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 355
the way of truth is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

أهلاً بيك أخ ابرهة

فعلاً عدو الخير دايماً بيحارب المؤمنين في كل زمان وفي كل مكان ، بس يمكن في الوقت ده مكنش في وسائل اعلام ممكن تفضح تلك الاساليب الشيطانية اللي بيمارسها بعض اتباعه ، لكن الحمد لله حالياً ناس كتير عرفت ما هو الاسلام وما هي حقيقته ...

لكن برضه مش لازم ننكر ان كان في ناس زمان بتحب بعض بجد بدون تفرقة ، ويمكن حالة المهندس هاني من الحالات دي ، لكن بعد ظهور جماعة الاخوان والحركات الوهابية الوضع اتغير كتير ، وبقي اسوأ ما يمكن خاصة في الايام التي نعيشها الان

تقبل تحياتي
__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 23-09-2010
the way of truth the way of truth غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 355
the way of truth is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

هانى عازر مواطن مصرى يتحــدث عنه العالم «الحلقة الأخيرة» .. قصة بدأت فى «حدائق القبة» ومستمرة فى برلين



.. وهكذا انتهى حديث المهندس المصرى هانى حلمى عازر مع «المصرى اليوم» فى برلين، قرأتم حواره على مدى 4 حلقات، وعرفتم شعاره وكيف أنه لا شىء مستحيل فلكل مشكلة طريق حل، كما يردد. ولكن بقى أن نعرف بعض ملامح الرجل هنا فى مصر، بيت أسرته فى حدائق القبة، وإخوته الخمسة، الذين لا يقلون عنه شيئاً فى الخلق والطموح، وجذور تلك النبتة التى ملأت الدنيا ريحاً طيبة.

الأب «حلمى عازر»، والأم «آنجيل صليب يوسف»، لتدرك أن تغيير مصر وتقدمها ونهضتها تبدأ من كل أسرة مصرية تستطيع أن تغرس فى أولادها قيم الأخلاق والعلم والقدرة على الصمود مهما كانت التحديات.


المقدمات الصحيحة تمنحنا دوماً نتائج صحيحة، هكذا علمونا عند دراستنا لعلم المنطق، فإذا كانت البداية مضبوطة، فالخاتمة ستكون على شاكلتها، والعكس صحيح. ولذا كانت نقطة البداية المنطقية للتعرف على المهندس هانى عازر تبدأ من هنا من مصر، لنعرف لأى المقدمات الصحيحة ينتمى، ونعرف تلك الجذور التى أخرجت تلك النبتة البارة العفية، وكيف كانت تربيته التى خرج منها لألمانيا يحفر تحت أرضها أنفاقاً وطرقاً ويشيد على دروبها مبانى يتركها لتتحدث عنه.

ولهذا السبب وفى انتظار اللقاء الذى تحدد قبل موعده بما يزيد عن الشهر، كان بحثنا عن جذور المهندس هانى عازر، لنجدها فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع مصر والسودان بحدائق القبة. هناك كان الموعد مع المهندس جرجس عازر الشقيق الأكبر للمهندس هانى الذى مازال يقطن فى منزل الأسرة بحدائق القبة بعد رحيل الأب والأم وتفرق الإخوة كل فى طريق.

الطريق للمنزل يدلك لأى الطبقات كانت تنتمى أسرة المهندس هانى عازر، فهم يقطنون فى حى كانت تسكنه الطبقة المتوسطة بكل فئاتها، عمارة من عدة طوابق لا تزيد على الخمسة فى شارع أحمد بسيونى، تحتل شقة الأسرة فيها الطابق الأول. طرقنا الباب فتحته لنا سيدة تخطت الستين تحتفظ بوجه بشوش مرحب ومظهر لا تخفى عنه أناقة غير متكلفة، عرفنا أنها شقيقة المهندس هانى، الدكتورة فايزة، التى تركتنا وعادت تمسك بيد أخيها المهندس جرجس، الشقيق الأكبر كما يطلقون عليه وحافظ ذاكرة العائلة، جلسنا فى غرفة الجلوس تتابع جلستنا صور قديمة للأب والأم تتصدران الحائط، ويتابعان سرد المهندس جرجس للتفاصيل .

«حلمى عازر» موظف فنى إدارى بهيئة سكة حديد مصر، هذا هو اسم أبينا وعمله. هكذا بدأ المهندس جرجس الحديث، وأكمله قائلاً: «تزوج أبواى فى مطلع الثلاثينيات، وأنجبانا ستة إخوة، ابنتين وأربعة ذكور، أنا أكبرهم ولدت فى العام 1933، ثم طلعت وفايزة وسهير، ويحتل أخى هانى الترتيب الخامس بيننا، ويليه أخونا الأصغر نبيل».

عندما تستمع لحديث المهندس جرجس تستشعر امتداد جين الطموح فى العائلة، فهو لم يكتف بالحصول على ليسانس الحقوق، بل أتبعه ببكالوريوس الهندسة، ثم ليسانس آداب إنجليزى من جامعة عين شمس، بينما شقيقه طلعت حاصل على ماجستير فى التربية ويعيش فى ألمانيا، تليهما دكتورة فايزة التى تخرجت فى كلية الطب جامعة عين شمس وتخصصت فى التخدير والرعاية المركزة وحصلت من فرنسا فى الستينيات على شهادة معادلة وعملت وعاشت هناك، أما شقيقتهم سهير فقد سافرت للنمسا لدراسة السياحة بعد حصولها على ليسانس آداب قسم تاريخ، ونصل لهانى الذى سيطول الحديث عنه، أما الأخ الأصغر نبيل فهو الآن مدير عام بالإذاعة المصرية، ويلح السؤال علينا، أى أب ذلك الذى يكافح لتعليم أولاده الستة براتب موظف بسيط، بل ويترك لهم حرية السفر للخارج لمتابعة التعليم حتى للبنات منهم؟

سؤال أجاب عنه بالقول المهندس جرجس: «رغم بساطة حياتنا وانتمائنا لأسرة مستورة لا ميسورة، إلا أن أبى كان محباً للعلم بشكل فاق فى بعض الأوقات قدرته المادية، ولكنه لم يتأخر عن تقديم كل ما لديه لنا لنكمل تعليمنا كما نحب. لم يقف فى وجه رغبة أحد منا فى يوم ما ويمنعنا عن مواصلة طريق الطموح. وبالحب كان رفيقاً لنا طيلة حياته. كان يخرج اللقمة من فمه ليعطيها لنا، ورغم ذلك لم نشعر فى أى يوم أننا نمر بضائقة مالية أو ظروف تعوقنا عن مواصلة الحياة أو بتنا جوعى، دائما بيتنا مستور. ورغم مصاريفنا الكثيرة كنا نشعر دوما بيد ربنا معنا، وكان بابا وماما يرددان دوماً دعاء: يا رب سترك».

وهكذا نقف مرة أخرى أمام «الستر» كلمة السر لملايين الأسر المصرية، تمنحهم الشبع والقدرة على مواصلة الأيام دون أن يدركوا سبب عبورهم رحلة الحياة بذلك اليسر.

يكمل المهندس جرجس حديثه متحدثا عن «آنجيل صليب يوسف» التى كانت عضواً مؤسساً فى تلك المنظومة الحياتية، ابنة العمدة التى تزوجت من موظف تنقل بها من مدينة لأخرى بحكم ظروف عمله. يقول المهندس جرجس: «مثل جميع أمهاتنا فى تلك الفترة، لم تكن والدتى متعلمة لكنها كانت تمتلك خبرة حياتية وحكمة اكتسبتهما من متابعتها لجلسات أبيها العمدة مع كبار أهل البلد فى إحدى قرى طنطا، وأحاديثهم فى شتى شؤون الحياة، وكانت الأمثال الشعبية طريقتها المفضلة لشرح وجهة نظرها، فكانت تحفظ العديد منها إلا أن أكثر ما كانت تردده منها هو «اعمل الخير وارميه البحر»، بالإضافة لكل هذا كانت مدبرة منزل من الطراز الأول، تلبى كل احتياجاتنا بشكل يتفوق على أمهر وزراء المالية. ولكن فى اعتقادى أن الحب الذى رعتنا به مع أبى سر عبورهما بنا الرحلة بنجاح. كانا يحبان الحياة والناس والجيران المسلم والمسيحى».

ما أروع ذلك الزمن الذى كان الحب شعاراً له ولم يكن يعرف مسيحيين ومسلمين ويهوداً، كان الكل سواسية لا يفرق بينهم سوى مكان العبادة، دون أن تتهم فئة الأخرى بتهديد أمنها وعقيدتها.

تلتقط الدكتورة فايزة الحديث من شقيقها وتقول: «بحكم ظروف بابا تنقلنا للعيش فى أكثر من مكان، عشنا فى طنطا والمنصورة والقاهرة، وأنا ولدت فى المنصورة عام 1943، وعند ولادتى كان لى توأم توفيت عقب الولادة ولذا مرضت أمى لدرجة أنها لم تستطع إرضاعى، وتولت عنها تلك المهمة الست «أم عشرى» جارتنا وصاحبة المنزل فى طنطا وأرضعتنى مع ابنها عشرى، كانت طيبة وتحبنا ونحبها. وهكذا يجرى فى عروقى دم مسيحى مسلم».

الطريف أن هذا الأخ فى الرضاعة بات بعد ذلك رئيس جامعة طنطا الدكتور العشرى حسين درويش الذى توفى منذ عدة سنوات وظل على علاقة مع أسرة الأستاذ عازر حتى بعد انتقالهم للقاهرة.

وتكمل الدكتورة فايزة جزءاً آخر من الحديث قائلة: «أما علاقة هانى بنا وبوالدينا، فكانت علاقة مميزة لأنه كان دمث الخلق وطيب القلب وكاتماً لأسرارنا جميعاً، وعاشقاً للعبة كرة القدم الشراب فى الشارع، وكان أبى يغدق عليه الحب مثلنا. الحقيقة كان أبى رائعاً ورغم الصورة التى اشتهرت عن الأب فى تلك السنوات، إلا أنه كان هو وأمى أصدقاءنا بكل ما تحمله الكلمة من معان، نحكى لهما كل شيء يحدث لنا ويمنحانا النصيحة. ولا أذكر أنه عاقب أحدنا بالضرب فى يوم من الأيام، كان العقاب بالحرمان من شيء نحبه».

لا يتوقف نجاح حرث الأستاذ حلمى عازر على المستوى الدولى مع ابنه المهندس هانى فى ألمانيا، وابنته الدكتورة فايزة الطبيبة فى فرنسا وحسب، ولكن البعض منه نجح على المستوى المحلى أيضاً، فابنه جرجس صار مهندساً مرموقاً فى عالم الرى وشارك فى استصلاح العديد من الأراضى المصرية من ملوى فى الصعيد إلى وادى النطرون فى الدلتا، كما رأس تحرير مجلة المهندسين لفترة، وشارك فى تأسيس جريدة وطنى،

وكذلك ابنه نبيل الذى تخرج فى كلية الآداب ويعمل مديرا بالإذاعة، وابنته سهير التى كانت مديرة بهيئة تنشيط السياحة، وهى القريبة من المهندس هانى عازر، بحكم تقاربهما فى العمر فهى السابقة له مباشرة بين الإخوة. ولذا كانت من فسر لنا سر اختلاف شكل إصبع الخنصر فى يد المهندس هانى عازر عن بقية أصابع يديه. تقول: «كنا صغاراً وهانى لم يتجاوز الرابعة أو الخامسة، وكنا لا نزال نعيش فى طنطا،

وأرسلتنى أمى لشراء شيء من البقال ومعى هانى الذى أمسكته بيدى، وفجأة جذب أحدهم يد هانى ووضعها بين مفصل باب وأغلقه عليه، ووجدت هانى يصرخ ويبكى وبتلقائية طفلة سارعت لجذب يد هانى من الباب، لا لفتحه وإخراج يده منها وجاء أبى على صوت صراخ هانى فلم يسأل عمن فعل هذا، بل سارع به للمستشفى وعالجه وبعدها عرف أن شخصا فى شارعنا لم يكن يحبنا هو من فعل ذلك فلم يتحدث معه وذهب لقسم الشرطة الذى عاقب الرجل؛ ولذا كلما رأيت إصبع هانى تذكرت تلك الواقعة التى لم تبرح خيالى حتى يومنا هذا. وبخاصة أن هانى كان حبيب والدى بشكل جعلنا جميعا نحنو عليه ونعامله كابن لنا، ولكنه تدليل لم يفسد بل كان حصنا له فى الدنيا».

تتحدث أسرة المهندس هانى عنه بحب وفخر، وتستشهد شقيقته سهير بدعوة أخيها لها لحضور حفل التكريم الألمانى له وتقول: «كلهم كانوا سعداء بهانى هو يستحق هذا فهو ليس مهندساً بارعاً وحسب ولكن طيب القلب وشديد الارتباط بمصر، حتى إنه حينما اختار زوجته الألمانية، لم يخترها دون معرفة عائلتها وأسلوب تربيتها، هانى صعيدى فى ألمانيا أصر على أن تكون زوجته من عائلة محافظة، وأذكر أنه عند تقدمه للارتباط بها سألت عائلتها عنا هنا فى مصر، وسعد أبى واطمأن لذلك وبرر ذلك بالقول إن الأسرة التى تصر على السؤال عن عائلة من يتقدم لابنتها، عائلة تعرف الأصول وتحرص على الاختيار الجيد، وهو ما كان وأثبتت الأيام صحته».

تترك بيت أسرة المهندس هانى عازر وأنت تتمنى أن يسود الحب والتفاهم والمثابرة كل بيوت مصر، وأن تكون التربية وتحصيل العلم وتحقيق الطموح هدف كل رب أسرة وأن يأتى بعد ذلك أى شىء آخر.

__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 03:29 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط