الدكتور بديع يبيع، فماذا يبيع؟؟

[makakola]

الدكتور بديع يبيع، فماذا يبيع؟؟

محمد أبو الوفا
لن يكف أبدًا الأخوان وأمثالهم عن بيع فزاعات للمصريين، مستغلين بسطاء الناس الذين يصدقون ما يقال مهما كان ما به من تناقض، كسالف الذكر مبارك.
فمبارك يا مبارك كان دائماً ما يعلن أنه مع الفقراء والبسطاء أنه منحاز إليهم بطبعه، وكان هذا فقط ما عنده للفقراء. وفى نفس الوقت كان يمضى ليله ونهاره هو وأولاده وعصابته فى أستكة الجنيهات والدولارات والفرنكات ملايين ومليارات واللي يهربه يهربه واللي ما يهربوش يهربه برضه.
والدكتور بديع على الدرب بشكل مختلف طبعاً، فهو يصرخ "إنه لا يقبل أن ترتفع أصوات المواطنة والديمقراطية على صوت الدين والشريعة (حرفياً الشروق 5/5) وهو هنا يروج لفكرة واضحة أن المواطنة والديمقراطية ضد الدين والشريعة ومن يريد الدين عليه أن يقف ضد الديمقراطية من الآخر. وعلى جموع الناس أن تختار بين حرام المواطنة والديمقراطية وحلال الشريعة والدين. وهذه سلعة مبارك المشهورة، فهو يطرح فكرة الاستبداد مع الشريعة والدين، لنشرب فى النهاية فكرة المستبد العادل ولا يسأل نفسه السؤال البسيط كيف العدل مع الاستبداد.
ولن يقول لنا الدكتور من أين استقى فكرة أن المواطنة والديمقراطية ضد الدين والشريعة الإسلامية، ولن يقول أبدا أن المواطنة والديمقراطية ضد الاستبداد والظلم تحت أي مظلة حتى لو كانت دينية وضد كل مستبد كبيراً كان كمبارك أو صغيراً على أول الطريق وهل يعرف الدكتور مقولة "أينما وجد الحق فثمة شرع الله"
ويعود الدكتور ويشرح أن الديمقراطية والحرية هي "زواج المثليين"الشروق 5/5" وأيضاً أن الوحدة الوطنية عنده ليست إلا زواج المسلمات من مسيحيين وعلى هذا من فهم مرفوض. أما أعجوبة زمانه عنده هو فقط فهو نائبه "خيرت الشاطر" فهو يرى أنه نجح فى بناء نهضة اقتصادية شاملة !!! إمتى ؟، وفين؟؟ وأين كنا نحن من هذه النهضة الشاملة، أو حتى أمارة؟؟ مش مهم.
والسؤال ألا يعلم الدكتور أن المسلمين تخلفوا لقرون تحت حكام مستبدين لا يهمهم إلا عروشهم ومقاعدهم وأن الديمقراطية فى اختيار الحاكم ونظم الحكم ومحاسبة الحكام ومحاسبة ومحاكمة الفاسدين منهم جهد بشرى عظيم مثله مثل الكهرباء والسيارات والطائرات والاتصالات، ولا يعرف عنها السلف شيئاً وأولى بنا أن نتعلمه ونعلمه ونستخدمه كي نخرج وقومنا من كهوف الظلم والظلام.
إن الحرية التي دفع ثمنها مئات الشهداء من المصريين لم تكن حرية المثليين، كما أن الوحدة الوطنية العظيمة التي تجلت من أول الثورات حتى 25 يناير فى مواجهة أعتى النظم الفاسدة مبارك – عز لم تكن لزواج المسلمات من مسيحيين، أما نائبك صاحب النهضة الاقتصادية الشاملة فليس هناك إلا قول وحيد "لله فى خلقه شئون".
وأحب أن أشير إلى قولك "أن ثورة 25 يناير هدية ربانية" هو قول صحيح مائة بالمائة، فقد حولتكم من محظورة إلى مشهورة ولم تكونوا مفجريها، وهى ثورة حقيقية يا دكتور غير قابلة للسطو ولا للسرقة، وغلطة مبارك إنه لم يقدر الشعب المصري حق قدره، وتصور أنه بقوات الأمن المركزي التي تعدت المليون فرد وأمن دولة وحشي وإعلام مزيف مرتشي، وفاسدين وبلطجية بلا عدد بقادر أن يسلسل الشعب المصري والنتيجة معلومة ولا زيادة.
ولماذا يا دكتور لا نسلك طريقاً آخر، طريق البناء والتشارك والأخوة والتقدم، وهو طريق صعب وشاق لكنه يؤدى إلى النجاح وفيه كل الخير لأمتنا وأهلنا.
والشعب المصري متدين بطبعه يدافع عن دينه وتدينه بكل غالى إسلام أو مسيحية، وليس لديه مشكلة مع الآخرين فقد عاش على هذه الأرض مسلمون ومسيحيون ويهود فى وئام ولم تبدأ المشاكل وتستشري إلا عندما عرفنا الذين يدعون أنهم يدافعون عن الأديان والله فقط أعلم بنواياهم.
محمد أبو الوفا
الحزب المصري الليبرالي