• عمرو خالد يقيس الله بخلقه ويقرر مذهب المعتزلة : قال في شريط ((خواطر قرآنية من سورة هود)) : ((أنت بتشتغل عند ربنا تبارك وتعالى واحد جاء بك وقال لك ازرع لي الحقل ده وخلّ بالك يمكن ما يزدرعش بس ازرعه وادّيك أجرك طب متزرع حاضر يا رب. فهي المعنى كده الأمر بيد الله في الآخر وأنا في الآخر أنفذ أمر الله وماليش دعوه بالنتائج))أ.هـ التعليق: لا شك أن الهداية بيد الله و أن على الداعي إلى الله البيان والبلاغ كما قال الله (( وما على الرسول إلا البلاغ المبين )) لكن المثل الذي ضربه مثل خاطئ ،لأنه قاس فيه الخالق على المخلوق مع الفارق العظيم والبون الشاسع والله لا تضرب له الأمثال قال تعالى ((فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) فلا يقاس أمر الله عز وجلّ لعباده بالطاعة وإثابته لهم عليها على استئجار المخلوق للمخلوق وإعطائه الأجرة على ذلك لما بين الخالق والمخلوق من الفرق العظيم ومن ذلك : 1- أن العبد يجب عليه عبادة الله وطاعته بخلاف المخلوق . 2- أن العبد لا يستحق على الله شيئاًَ بعمله بل ذلك فضل الله ورحمته بخلاف الأجير فانه يستحق بعمله الأجرة لذلك جاء في الحديث ((واعلموا انه لا يدخل أحد الجنة بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال:ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )) متفق عليه . ويتبين بهذا أن في كلامه تقرير لمذهب المعتزلة الذين يوجبون على الله أن يدخل العبد الجنة بعمله ومذهب أهل الحق انه ليس للمخلوق حق على الله إلا حق تفضل الله به لا أوجبه العبد على الله بعمله كما يجب للأجير الأجرة ممن عمل عنده قال شيخ الإسلام رحمه الله في (مجموع الفتاوى)1/214: ((وتخيل هذا في حق الله تعالى من جهل الإنسان وظلمه )) أ.هـ نقلا من ( هذه مفاهيمنا ) للشيخ صالح آل الشيخ . 3-أن الله يعلم مآل الأشياء وعواقبها وأما المخلوق فلا يعلم ذلك إنما يظن ظناً ويتوقع توقعاً وقد يصيب وقد يخطئ فكيف نقيس علم الله بان فلاناً لن يهتدي بعلم المخلوق . • عمرو خالد يدعوا الناس إلى الجزم بما لا يعلمه إلا الله: قال في شريط عن محبة ا لرسول صلى الله عليه وسلم : ((يا ترى لو كان عايش معاه كنت حتضحي زي ما الصحابه ضحوا وإلا كنت مش حتضحي؟ قل : آه كنت حضحي يعني لو . . . . . كده قل : آه كنت حقلد أبو دجانه و كنت حقلد فلان و كنت حقلد سعد و كنت حقلد بلال . أكيد كنت حعمل كده لأننا أكيد لو شفته كنت حبقى كده قوي قوي قوي )) أ. هـ التعليق وما يدري من يقول ذلك أنه إن رآه عَمِلَ كما عَمِل الصحابة ؟ أطلع الغيب ؟ أم اتخذ عند الرحمن عهداً ؟ لقد رأى أُناس النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمنوا به بل كفروا به وحاربوه ونابذوه . ولذلك نهى بعض الصحابة عن تمني ذلك كما في الأدب المفرد للبخاري عن جبير بن نفير قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال : طوبى لهاتين رأتا رسول الله صلى الله عليه سلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم أقبل عليه فقال : ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف يكون ؟والله لقد حضر رسول الله أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أو لا تحمدون الله عز وجل إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم فتصدقون بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم قد كفيتم البلاء بغيركم ... ) والأثر صححه الألباني ، وانظر صحيح السيرة النبوية ص140 قلت : هذا فيمن تمنى ذلك فما بالك بمن يجزم بوقوع ذلك منه ؟ فائدة : قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى 8/304 : ( ولو لم يقتل المقتول فقد قال بعض القدرية :إنه كان يعيش وقال بعض نفاة الأسباب :إنه يموت ، وكلاهما فإن الله علم أنه يموت بالقتل فإذا قدر خلاف معلومه كان تقديرا لما لا يكون لو كان كيف كان يكون وهذا قد يعلمه بعض الناس وقد لا يعلمه فلو فرضنا أن الله علم أنه لا يقتل أمكن أن يكون قدر موته في هذا الوقت وأمكن أن يكون قدر حياته إلى وقت آخر فالجزم بأحد هذين على التقدير الذي لا يكون جهل وهذا كمن قال : لو لم يأكل هذا ما قدر له من الرزق كان يموت أو يرزق شيئا آخر وبمنزلة من قال : لو لم يحبل هذا الرجل لهذه المرأة هل تكون عقيما أو يحبلها رجل آخر ولو لم تزدرع هذه الأرض هل كان يزدرعها غيره أم كانت تكون مواتا لا يزرع فيها وهذا الذي تعلم القرآن من هذا لو لم يعلمه هل كان يتعلم من غيره ؟أم لم يكن يتعلم القرآن ألبته ؟ ومثل هذا كثير ) انتهى . ولا يخفى أن هذا الكلام رد واضح على عمرو خالد فتأمل .
• عمرو خالد والعهد مع الله : قال في شريط(( الوفاء )): (( فتعالوا النهار ده ونقول الوفاء مع الله . الحقيقه أعظم أنواع الوفاء أن توفي بما أمر الله بما طلب الله منك . حتقوللي : أوفي بإيه ؟ أنا عمري ما حلفت لربنا على حاجه ، عمري ما وعدت ربنا بحاجه ، عمري قلت له : والله يارب لأعمل كذا . يبقى فين الوفاء ؟ لا إخوانّا إنت فاهم غلط . ناسي نعم ربنا عليك كم أنعم الله عليك ؟ كثيره مش كده ؟ هذه النعم ألا تستحق الوفاء صح وإلا لا ؟ دا أنت كل الخير اللي أنت فيه من عند الله –عز وجل – كل اللي فيك (( وما بكم من نعمة فمن الله)) أين وفاءك لله–عز وجل- ؟مش هو ربك وأنت عبده ؟ أليس ممن حق العبوديه توفي لله عز وجل ؟ أليس ممن حق العبوديه أن يكون وفيّ مع الله )) أ .هـ التعليق اعتبر عمرو خالد قول القائل (( ما وعدت ربنا بحاجه )) فهماً خاطئاً للعهد مع الله – عز وجل – وهذا يستلزم إنكار العهد الذي أخذه الله على عباده وأخبر عنه بقوله تعالى (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ...)) الآية قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره 2/263 :والمعنى أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته وخذ عليهم العهد وهؤلاء هم عالم الذر وهذا هو الحق الذي لا ينبغي العدول عنه ولا المصير إلى غيره لثبوته مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وموقوفا على غيره من الصحابة ولا ملجئ إلى المصير إلى المجاز وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وسنذكر آخر هذا البحث إن شاء الله بعض ما ورد في ذلك )) أ. هـ وأما شكر النعم فمن الوفاء لله عز وجل ولا ينفي ذلك أن الله أخذ العهد على خلقه كما تقدم.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|