اللواء فؤاد علام: دائما كانت الدعوة العلنية للإخوان المسلمين التى يحققون منها المكاسب شيئاً والدعوة السرية أو التنظيم السرى شيئا آخر حيث كانوا يحاولون فى دعواهم العلنية إثبات أنهم يدعون للإسلام فقط، ومن داخل هذه الدعوة يقومون باستقطاب تنظيم سرى، ولكن اليوم ليس لهم الحق فى الدعوة العلنية لأنها أصبحت جماعة محظورة.. وبالتالى أصبحت حركتهم كلها سرية .. والخطير فى الموضوع أنهم يستغلون الدين وللأسف فإن الشباب المصرى يعانى من ضعف الثقافة الدينية ويصدق ما يقال له.. وفى نفس الوقت لا يوجد من يتصدى لهذه الجماعة سوى الأمن، وهذا أمر خطير لأنه من المفروض أن تكون الحركة السياسية فى مصر مدركة لمخاطر هذه الجماعة ومخاطر استخدام العنف فيها.. فلو نظرنا لطريقة حديث القيادات الحالية سنجد أنها استفزازية، ومن جهة أخرى يلجأ دائما أعضاء جماعة الإخوان لإثارة السلطة لكى تصطدم بهم بشكل أو بآخر، وهذا يؤكد نهجهم الذى يريدون من خلاله الوصول إلى الصدامات الدموية واستغلال الظروف والأوضاع المتاحة حيث إن واقعة وفاة أحدهم فى محافظة الغربية فى المظاهرات مختنقا استطاع المغرضون الحصول على تقرير طبى من مستشفى المنصورة يقر بحدوث إصابات نتيجة ضرب أدى إلى الوفاة، وللأسف لم يقم أى مسئول بالرد، ولم يصدر بيان رسمى واحدا بشرح ملابسات الموضوع وحتى الأحزاب كلها وبلا استثناء وعلى رأسها الحزب الوطنى الديمقراطى الذى من المفروض أن يتصدى لهذه التحركات السياسية لم يكن له وجود فى هذا الأمر .. ومن ثم فإن هذه السلبية أخطر من وجود تنظيم الإخوان نفسه.. ومن الملاحظ أن ما يحدث من مظاهرات اليوم فى جميع محافظات الجمهورية من جانب جماعة الإخوان المحظورة ليس فقط من أجل قلب نظام الحكم، لكنهم دائما وعلى مدى تاريخهم الطويل يستغلون الفرص معتقدين أنهم سيحققون مصلحة خاصة بهم ولو من خلال الوثوب على الحكم، فلقد فعلوا ذلك من قبل فى الأربعينيات عندما استغلوا فرصة حرب فلسطين عام 1948 وحاولوا أن يصوروا للرأى العام المحلى والدولى أنهم الأبطال الوحيدون فى هذه الحرب. ويؤكد اللواء «فؤاد علام» أنه عندما قامت ثورة 23 يوليو عام 1952 حاولوا الوثوب على الثورة بنفس الطريقة وصوروا للضباط الأحرار أنهم قوة فى الشارع المصرى وأنهم بهذه القوة يستطيعون الضغط على رجال الثورة للرضوخ لطلباتهم فقاموا بمواجهة الضباط الأحرار عندما كانوا يعقدون المؤتمرات بحضور ثلاثة آلاف شخص يحملون المصاحف ويرددون شعاراتهم المعروفة مثل «الله أكبر ولله الحمد» و«الرسول زعيمنا» و«القرآن دستورنا»، و«الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا»، ولكنهم توقفوا عن هذا الشعار الأخير لأنه أصبح مرفوضا دوليا .. كما استغلوا فرصة الأزمة السياسية. بين الثورة والسلطات البريطانية لإلغاء معاهدة 1936 وإخراج القوات الإنجليزية وأجروا اتصالات بالإنجليز والأمريكان لتقويض فكرة اتفاقية الجلاء، وانتهى ذلك كله بمحاولة اغتيال «جمال عبدالناصر» وتم حل الجماعة، لكنهم عادوا مرة أخرى لاستغلال الفرصة وهم داخل السجون أثناء حرب 1956 وحاولوا الإعلان عن استعدادهم -وذلك بعد صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار - للمشاركة فى الحرب للدفاع عن مصر.. وعندما تولى أنور السادات الحكم أوهموه بمساندتهم له وجعلوه يصدر قرارا بالإفراج عن الأعضاء الذين كانوا لايزالون موجودين بالمعتقل وبعد ذلك اقنعوه بإنشاء الجماعة الإسلامية داخل الجماعة، وقاموا بإيقاع «عثمان إسماعيل» فى شراك الإخوان بتكوين الأسر الإسلامية بالجامعة وانتهت بتكوين جزء كبير، فيما يسمى بشباب الإخوان الذين يركبون الموجة حاليا.. أما الآن فهم يستغلون الظروف الدولية الضاغطة على مصر وعلى المنطقة ككل ويستغلون أيضا الظرف السياسى الموجود على الساحة المصرية فى محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع على النظام وليس لديهم أى مانع فى أن تحدث حالة فوضى كاملة فهم يحاولون إثارة النظام بكل الوسائل ليحدث صدام متصورين أن هذا الصدام سيؤدى إلى حدوث تداعيات ستكون دائما لصالحهم بشكل أو بآخر وإذا نظرنا للتوزيع الجغرافى للمظاهرات الحالية سنجد أنهم اختاروا محافظة المنيا لتجميع المتظاهرين من أسوان وقنا وأسيوط وبعد نجاحهم فى جمع الأعضاء يصلون بعد ساعة أو أكثر بالأتوبيسات والسيارات إلى محافظة الفيوم فينقل للرأى العام أن هناك ثلاثة أو أربعة آلاف متظاهر فى المنيا، ومثلهم فى الفيوم وتقوم كاميرات الفضائيات بتصوير ذلك لتوحى للعالم كله أن عدداً كبيراً من المتظاهرين منتشرون فى محافظات مصر، ولكن العدد الموجود فى المنيا هو نفسه العدد الذى ينتقل إلى الفيوم .. وكانوا يستخدمون نفس الأسلوب عامى 1952 ، 1953 فى الوجه البحرى حيث كانوا يتجمعون فى «طلخا» مثلا الساعة العاشرة صباحا ثم ينتقلون إلى «المحلة» بعد ساعة ونصف الساعة ثم فى «الزقازيق» بعد ساعتين للإيحاء بأنهم يتظاهرون فى جميع المحافظات بلا استثناء، ويخرج بعد ذلك علينا «مهدى عاكف» المرشد الحالى للإخوان مستخفاً بعقول الناس ويقول أن هذه المظاهرات رمزية ليوحى بأن هناك أعداداً غفيرة تصل للملايين تخرج فى جميع أقاليم مصر، والحكومة مكتوفة الأيدى لا تفعل شيئاً، وكذلك القوى الوطنية أيضا لا تقوم بالتصدى لهذه الجماعات.. فنحن فى حاجة إلى سياسة وعقل وحكمة وحركة سياسية مضادة واعية متمثلة فى الحزب الوطنى لمواجهة ما يحدث.
كريمة سويدان
__________________
مسيحي من الارض المصريه القبطيه المحتله
الي الابد قويه يامصر بالمسيح
|