|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
![]() |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
ابجدية الحوار !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حق الأخر فى إبداء رأيه وقناعاته!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! جملة خطيرة من فم كاتب روسى رمى بها على لسان احد ابطال روايته (إن لم يكن الله موجودا فإن كل شئ مباح) صرخة فى وجه الشيوعية اللادينية الجمله جاءت متواريه خوفا من لهيب حذف الرأس من الوجود ضد كل الشيوعية التى ظلمت افكارها ،وعاشت فى وطن لم يفهمها ،او لن يفهمها اى وطن ولكن اب مطلق فاجر ابناء مختلفين متباعدين العالم والصايع والمتخلف والمؤدب وأب قتيل من جراء فكر العالم وبيد المتخلف لماذا يختلف الابناء هكذا البطن واحده والاب واحد كل تلك الافكار يطرحها ديستوفسكى ومنها هذا التطاحن الدامى بين الابناء فلماذا مسلمى الشرق ومسيحيها كرامازوف لماذا لا نفهم ان الاخر اهم لى من نفسى الاخر هو كل شئ لى الاخر هو من يقدم لى صابون الصباح ومياه الصنبور ورشفه القهوة او الشاى وانا لم افعل شيئا بعد اتثائب فقط متى نصل الى ما يسمى منطقه الارتياح ولما نحبذ دوما منطقة الصراع مناهج اخرى لموضوع شيق الاخر ؟ ماله وما عليه ؟ |
#2
|
||||
|
||||
ما عهد كتابة هذا الكتاب او الرواية?
اولا يفكرنى بما فعل المورمان و قالوا انما كان عهد المسيح فى اورشليم كان هناك قصة تدور فى امريكا الشمالية ثانيا هدف سياسي ليصحو تفكير الشعب و يهمهم على قيام بثورة ضدد الشيوعية فا استعمال قصص عن قوة الرب و تكرارة لكلمة الرب و ليس المسيح
__________________
From all the things i have lost i miss my mind the most http://www.youtube.com/watch?v=pMePM...layer_embedded |
#3
|
||||
|
||||
لقد قرر الرب أن يظهر ، ولو للحظة للشعب بأسره ، لجمهرة من الناس المغمورين الذين يتألمون في خطاياهم وعارهم ولكنهم يحبونه بقلوب ساذجة كقلوب الأطفال
الأحداث تجري في أسبانيا ، بمدينة أشبيلية ، في أحلك عهود "التفتيش" ، حين كانت الحرائق تشتعل كل يوم في جميع أرجاء أسبانيا تمجيداً للرب وفي نيران رائعة كان يحرق الزنادقة الأشرار لم يقصد في هذه المرة أن يرجع إلى الأرض ذلك الرجوع النهائي الذي سيكون حسب وعده في آخر الدهور ، فيتجلى فجأة بكل مجد السماوي "كبرق يسطع من الشرق إلى الغرب" . فكل ما كان يريده هو أن يقضي بضع لحظات عابرة بين أبنائه في تلك الأماكن نفسها التي تزفر فيها النيران الموقدة لإحراق الهراطقة لقد سار بدافع من رحمته اللانهائية مرة أخرى بين الناس في الصورة الإنسانية التي اتخذها وسار فيها بين الناس قبل ذلك بخمسة عشر قرناً خلال ثلاثة أعوام . فهكذا نزل إلى الشوارع الملتهبة من المدينة الجنوبية التي تم فيها أمس ، بأمر الكاردينال ، المفتش الأكبر ، إحراق حوالي مائة من الزنادقة ، تمجيداً لله وبحضور الملك ورجال البلاط والفرسان وأمراء الكنيسة والسيدات الحسناوات والجماهير الغفيرة من أهالي أشبيلية . وقد ظهر الرب خفية بدون ضوضاء ، ولكن الأمر الغريب هو أن جميع الناس سرعان ما عرفوه لقد انجذب إليه الجمهور بقوة لا تقاوم ، وأحاط به ، واحتشد حوله ، وتابع خطواته. فسار هو بين الجمهور صامتاً وهو يبتسم ابتسامة عطف لا نهاية له إن شمس المحبة تتقد في قلبه ، ومن عينيه تنساب أشعة الضياء والتنوير والقوة فتنشر في المؤمنين وتشعل المحبة فيهم وهو يمد ذراعيه نحو الشعب ليباركه. إن ملامسته ، وحتى ملامسة ثيابه ، تملك القدرة على إبراء المرضى فهذا شيخ من الجمهور ، أعمى منذ طفولته ، يهتف قائلاً على حين فجأة: "رد إلي البصر يا رب حتى أستطيع أن أتأملك" فما هي إلا لحظة حتى سقطت الغشاوة عن عينيه ، فإذا هو يرى الرب . وبكى الشعب تأثراً ، وأغرق بالقبلات الأرض التي مشى عليها . وأخذ الأطفال يرمون الأزهار أمامه منشدين: "المجد لله !" وتعالت الصيحات من كل جانب تقول في حماسة: "إنه هو، إنه هو، لا يمكن إلا أن يكون إياه" ووقف في الساحة أمام كاتدرائية أشبيلية لحظة كان يؤتى إلى المعبد ، بين عبرات الحضور ، بتابوت أبيض صغير مفتوح يرقد فيه جثمان بنية في السابعة من عمرها هي البنت الوحيدة لرجل من عيون سكان المدينة . إن الطفلة مغطاة بالأزهار صاح الجمهور يقول للأم المحزونة : "سيحيى لك ابنتك" . وكان كاهن الكنيسة قد تقدم نحو التابوت ، فظهرت عليه الحيرة وقطب حاجبيه . فأجهشت أم البنية الميتة باكية وارتمت على قدمي المسيح وضرعت إليه وهي تمد نحوه ذراعيها قائلة: "إذا كنت أنت هو حقاً ، فأحيي ابنتي !" توقف الموكب ، ووضع التابوت على البلاطات عند قدميه . فألقى على جثمان البنية نظرة تفيض بالعطف ، وتحركت شفتاه في رفق تقولان مرة أخرى : "قومي يا طبيثا" فما أن نطق بهذه الكلمات حتى انتصبت الطفلة في التابوت ، وجلست مبتسمة ، ونظرت حولها بعينين محملقتين مدهوشتين . إنها تمسك بيدها باقة من ورود بيضاء كانت قد وضعت على جثمانها . اضطرب الجمهور وصاح وبكى . وفي تلك اللحظة نفسها ظهر الكاردينال المفتش الأكبر في الساحة أمام الكاتدرائية
__________________
From all the things i have lost i miss my mind the most http://www.youtube.com/watch?v=pMePM...layer_embedded |
#4
|
||||
|
||||
إنه شيخ في نحو السنة التسعين من عمره . طويل الجسم منتصب القامة معروق الوجه غائر العينين ، غير أن في عينيه شعلة تسطع . إنه لا يرتدي الآن ثوب الكاردينالية الأرجواني الفخم الذي ظهر به للشعب في الليلة البارحة حين كان يرمي إلى النيران أعداء الكنيسة الرومانية .
وإنما هو يلبس في هذه اللحظة ثوب الراهب ، المصنوع من خشن الصوف . وعلى مسافة منه يتبعه معاونوه العابسون وعبيده وحرس "القداسة" . وقف الكاردينال أمام الجمهور وتأمله من بعيد . لقد رأى كل شيء ، رأى التابوت عند قدمي المسيح ، ورأى البنية تبعث حية ، فأظلم وجهه واكفهر . إنه يقطب حاجبيه الكثيفين الأبيضين ، وإن بريقاً شريراً يومض في عينيه . وهذا هو يشير إلى المسيح بسبابته آمراً الحرس بأن يعتقلوه إن هذا الرجل الذي عرف كيف يروض شعباً مرتجفاً وأن يخضعه لجميع إراداته يبلغ من القوة أن الجمهور سرعان ما أسرع يبتعد أمام الحرس ، فإذا بهؤلاء ، وسط صمت الموت الذي يخيم على حين فجأة ، يضعون أيديهم على المسيح ويقتادونه . وسجد الجمهور بحركة واحدة أمام المفتش الأكبر الذي بارك الجمهور صامتاً وانصرف . أُخذ السجين إلى المبنى العتيق الذي تقع فيه المحكمة المقدسة ، وحبس في زنزانة مظلمة ضيقة مقببة انقضى النهار ، وهبط الليل . هي ليلة من ليالي أشبيلية تلك الحالكة الخانقة الحارة . "الهواء معطر بعبق أشجار الرند والليمون" . وفجأة ، في الظلمات ، فـُتح باب الزنزانة الحديدي ، وتقدم المفتش الأكبر العجوز يسير في الممر ببطء حاملاً بيده مصباحاً . هو وحده ، وما أن يدلف حتى يُغلق الباب خلفه فوراً وقف لحظة على عتبة الزنزانة وتفرس في وجه السجين طويلاً . ثم اقترب منه آخر الأمر بخطى خافتة ، وضع المصباح على المنضدة وقال له : "أهذا أنت إذن؟ أهذا أنت؟" ولكنه حين لم يتلق جواباً أسرع يضيف : اسكت ! لا تقل شيئاً ! وما عساك تقول لي ؟ إنني أعرف سلفاً كل ما قد تقوله لي . وبأي حق تريد أن تضيف أي شيء إلى ما سبق أن قلته ؟ لماذا تجئ اليوم لتعرقل عملنا ؟ ذلك أنك إنما جئت لتعرقل عملنا ، وأنت لا تجهل ذلك ، وأنت لا تجهل ذلك . فهل تعلم مع هذا ما الذي سيقع غداً ؟ إنني لا أعرفك ، ولا أريد أن أعرفك . أأنت هو حقاً ، أم لست إلا طيفه ؟ سيان ... لأنني سأحكم عليك بالإعدام وسآمر بإحراقك مثلما آمر بإحراق أسوأ الزنادقة إن ذلك الجمهور نفسه الذي كان يقبل قدميك منذ بضع ساعات ، سيهرع غداً ، بإشارة بسيطة مني ، فيوري لهيب النار ، هل تعلم ذلك ؟ ألقى عليه الكاردينال هذا السؤال ثم أضاف يقول في تأمل دون أن يحول بصره عن سجينه لحظة واحدة : لا شك أنك تعلم ذلك يجب أن لا ننسى أن هذا العجوز هو في التسعين من عمره وأن من الجائز أن يكون قد أجنته فكرته منذ زمن طويل . ولعل منظر السجين قد أدهشه . ولعل هذا كله لم يكن أيضاً إلا هذيان رجل عجوز قد أهاجه إحراق المائة زنديق الذين أحرقوا في الليلة البارحة ، أو هلوسة من تلك الهلوسات التي تسبق الموت في بعض الأحيان ألقى العجوز عليه هذا السؤال : "هل من حقك أن تكشف لنا ولو عن سر واحد من أسرار العالم الذي جئت منه ؟ " ثم لم ينتظر جوابه ، بل أضاف يقول فوراً : لا .. ليس من حقك أن تفعل هذا .. وذلك حتى لا تضيف شيئاً إلى ما سبق أن قلت في الماضي ، ولا تحرم البشر من تلك الحرية التي كنت تقدرها قدراً عظيماً حين عشت على الأرض . إن كل قول جديد قد تأتي به سيسيء إلى حرية إيمان الناس ، لأنه سوف يبدو معجزة من المعجزات ، وقد كانت حرية إيمانهم أعز شيء لديك منذ خمسة عشر قرناً . ألم تكن تردد على مسامعهم مراراً : "أريد أن أجعلكم أحراراً" ؟
__________________
From all the things i have lost i miss my mind the most http://www.youtube.com/watch?v=pMePM...layer_embedded |
#5
|
||||
|
||||
وأضاف العجوز يقول وهو يرسم على شفتيه ابتسامة مفكرة على حين فجأة : ولقد رأيتهم بعينيك ، هؤلاء البشر الأحرار .. إن هذه الحرية هي من صنعنا ، وقد كلفتنا جهوداً لا نهاية لها
كذلك أضاف العجوز وهو يلقي على السجين نظرة قاسية : ولكننا أتممنا عملنا أخيراً باسمك . لقد اضطررنا خلال خمسة عشر قرناً أن نشقى بهذه الحرية ، ولكن الأمر انتهى الآن . انتهى تماماً . ألا تظن أنه انتهى إلى الأبد ؟ إنك تنظر إلي بوداعة ، فلا شك أنك تقدر أنك إن أظهرت استياءك كنت تشرفني تشريفاً لا أستحقه!! ألا فاعلم إذن أن البشر هم في هذا اليوم بعينه أشد اقتناعاً منهم في أي وقت مضى بحريتهم الكاملة ، ومع ذلك فالواقع أنهم تنازلوا عنها ووضعوها عند أقدامنا بكثير من الطاعة . ذلك هو عملنا . أهذه هي الحرية التي كنت تنشدها لهم ؟!!! ذلك أننا الآن ، للمرة الأولى ، نستطيع أن نحلم للإنسانية بالسعادة (طبعاً باسم محاكم التفتيش) . إن الإنسان محمول بطبيعته على العصيان والتمرد . ولكن هل يستطيع المتمردون أن يكونوا سعداء ؟ لقد نـُبهت إلى هذا ولم تعوزك النصائح والتحذيرات ، ولكنك لم تشأ أن تحسب حسابها ، ونبذت الطريق الوحيدة التي كان يمكن أن تقود البشر إلى السعادة . ومن حسن الحظ أنك حين بارحت هذه الأرض عهدت إلينا بمهمة إتمام رسالتك . بذلت لنا وعدك ، وأقمت سلطتنا على كلمتك ، ووهبت لنا حق العقد والحل ، ولن تستطيع طبعاً أن تنتزع منا هذا الحق بعد الآن . فلماذا جئت تعرقل عملنا في هذا اليوم ؟ إن الروح الرهيب الذكي ، روح الدمار والعدم ، قد خاطبك في الصحراء ؛ وتروي الكتب المقدسة أنه "كان يغويك" أليس كذلك ؟ هل نستطيع في الواقع أن نتخيل حقائق أكبر من الحقائق التي عرضها لك في أسئلته الثلاثة ؟ لقد رفضت أنت تلك الحقائق آنئذ ، والكتب المقدسة تصفها بأنها "غوايات". ومع ذلك ، لئن وجدت على هذه الأرض في يوم من الأيام معجزة كبرى ، معجزة صادقة ، فإن تلك المعجزة إنما تحققت في ذلك اليوم بعينه ، في يوم تلك الغوايات الثلاثة . لقد كانت تلك الأسئلة معجزة من المعجزات لمجرد أنها ألقيت !! لنتصور ، على سبيل الافتراض وحده ، أن الأسئلة الثلاثة التي ألقاها الروح الرهيب قد تبددت دون أن تترك أثراً في الكتب المقدسة ، وأن علينا أن نعثر عليها اليوم وأن نعيد بناءها وأن نكتشفها من جديد حتى نضمها إلى النصوص المقدسة . لنتصور أننا جمعنا لتحقيق هذا الهدف جميع حكماء الأرض .. رؤساء الدول وأمراء الكنيسة والعلماء والفلاسفة والشعراء .. وقلنا لهم : أوجدوا لنا ، تخيلوا لنا ثلاثة أسئلة لا تكون على مستوى الحدث فحسب ، بل تلخص بالإضافة إلى ذلك ، كل مستقبل العالم والإنسانية فهل تظن أن كل حكمة الأرض المجتمعة في هؤلاء الرجال تقدر على أن تتصور شيئاً يشبه بقوته وعمقه ، تلك الأسئلة الثلاثة التي ألقاها عليك في الصحراء ذلك الروح القوي الذكي ؟ إن تلك الأسئلة الثلاثة وتلك الحادثة المعجزة ، أعني كون الأسئلة ألقيت ، تشهد بأن الأمر لم يكن أمر عقل إنساني عادي ، بل أمر فكر خالد مطلق ذلك أنها تضم في ذاتها ، تشتمل في ذاتها على كل التاريخ المقبل للإنسانية ، وتقدم رموزاً ثلاثة تتركز فيها جميع تناقضات الطبيعة الإنسانية ، التي لا سبيل إلى حلها. إن تلك الحقائق لم تكن ظاهرة آنئذ ظهوراً واضحاً ، لأن التطور الذي تطوره العالم بعدئذ لم يكن معروفاً ، أما الآن بعد انقضاء خمسة عشر قرناً، فإننا نرى أن كل شيء تضمنته في تلك الأسئلة قد حُزر وتـُنبيء به وتأكدت صحته إلى درجة لا نستطيع معها أن نضيف إليها شيئاً أو أن نحذف منها شيئاً بعد اليوم .
__________________
From all the things i have lost i miss my mind the most http://www.youtube.com/watch?v=pMePM...layer_embedded |
#6
|
||||
|
||||
فاحكم في الأمر بنفسك : من ذا الذي كان على حق ، أأنت أم سائلك ؟
تذكر السؤال الأول من تلك الأسئلة الثلاثة ، لا نصه بل معناه : " تريد أن تمضي إلى الناس ، وأنت تمضي إليهم خالي اليدين إلا من وعد بحرية لا يستطيعون بحكم ما فطروا عليه من بساطة وحطة أن يفهموه ، عدا أنهم بالإضافة إلى ذلك يخشونه ويخافون منه ، لأنه ليس هناك ولم يكن هناك في يوم من الأيام حالة لا يطيقها البشر والمجتمع مثلما لا يطيقان الحرية . هل ترى هذه الحجارة في الصحراء الوعرة المحرقة ؟ حولها إلى خبز تهرع إليك الإنسانية كقطيع جائع ، وتصبح شاكرة لك مطيعة إياك ، ولكنها ستظل ترتجف خوفاً من أن تسحب يدك وأن تُحرم هي من خبزك" . غير أنك لم تشأ أن تحرم الإنسان من الحرية ، فرفضت العرض قائلاً لنفسك لا حرية صادقة حيث تـُشترى الطاعة بالخبز . لقد أجبت بقولك: ليس بالخبز وحد يحيا الإنسان . أفكنت تجهل إذن أن روح الأرض سيثور عليك باسم هذا الخبز الأرضي نفسه ، وأنه سيقاتلك ويغلبك ؟ وأن الجميع سيتبعونه قائلين : "من ذا الذي يستطيع أن يقيس نفسه بهذا الوحش الذي وهب لنا نار السماء ؟" لسوف تنقضي قرون ، فيأتي يوم تنادي فيه الحكمة الإنسانية وينادي فيه العلم الإنساني بأن الشر لا وجود له ، وأن الخطيئة تبعاً لذلك لا وجود لها ، مؤكدين أن هناك جائعين فحسب . "أطعمهم تجعلهم فاضلين !" بهذه النصيحة إنما سيحملون الراية ضدك وسيقوضون معبدك . وسيقيمون في مكانه مبنى آخر ، هو "برج بابل" ثان مهدد . صحيح أن البناء لن يتم ، كما لم يتم في المرة الأولى ، ولكن كان في وسعك مع ذلك أن توفر على الإنسانية آلام هذه المحاولة الجديدة وأن تختصر من عذابها ألف سنة . ذلك أن البشر إنما سيتجهون إلينا نحن بعد أن يجهدوا في بناء برجهم مدة ألف سنة ! سيجيئون باحثين عنا كما فعلوا في الماضي ، وسيجدوننا في الأقبية التي نكون قد لجأنا إليها (لأننا سنـُضطهد وسنـُعذب من جديد) ، سيجيئون قائلين لنا : "أطعمونا ، لأن الذين وعدونا بنار السماء قد خدعونا" . وسننهي عندئذ بناء البرج ، لأن الذين سيطعمون البشر يستطيعون وحدهم أن يتموا هذا العمل حتى النهاية . وسوف نطعمهم نحن ولا أحد سوانا ، وسوف نطعمهم باسمك ، كاذبين عليهم بأننا نفعل ذلك باسمك . بدوننا لن يستطيعوا أن يطعموا أنفسهم أبداً ! لن يهب لهم العلم خبزاً ما ظلوا أحراراً ، ولكنهم سينتهون إلى أن يرموا حريتهم على أقدامنا قائلين : "استعبدونا ولكن أطعمونا" . سيدركون هم أنفسهم أن الحرية لا تتفق وخبز الأرض ، ولا تتيح أن يصيب كل منهم من هذا الخبز كفايته ، لأنهم لن يتوصلوا إلى اقتسامه بالعدل في يوم من الأيام . وسيقتنعون كذلك باستحالة أن يكونوا أحراراً ، لأنهم ضعاف فاسدون صغار النفوس سريعون إلى التمرد والعصيان . لقد وعدتهم بخبز السماء ، ولكني أسألك مرة أخرى : هل يـُقاس خبز السماء بخبز الأرض في نظر هؤلاء البشر الذين سيظلون إلى الأبد فاسدين عاقين ؟ إذا كانت ألوف من الناس أو كانت عشرات ألوف من الناس مستعدة لأن تتبعك في سبيل خبز السماء فماذا تفعل الملايين من الكائنات التي لن تحس بأنها قادرة على أن تتنازل عن خبز الأرض في سبيل خبز السماء ؟ أتراك لا تعطف إلا على بضع عشرات من ألوف النفوس الكبيرة القوية ، وهل يجب على ملايين البشر ، هل يجب على الجموع التي لا نهاية لعددها ، كرمل البحر ، هل يجب على هؤلاء الذين هم ضعاف ولكنهم يحبونك ، أن لا يكونوا إلا مادة للكبار والأقوياء ؟ إننا نحن نرى غير هذه الرأي ، وإن الضعاف هم أيضاً أعزة على قلوبنا . إنهم شريرون عصاة ، ولكن هؤلاء أنفسهم هم الذين يصبحون في آخر الأمر أكثر الناس طاعة وخضوعاً . سوف يعجبون بنا ويعدوننا آلهة ، لأننا نكون قد رضينا ، حين صرنا قادة لهم ، أن نحمل عنهم عبء الحرية وأن نسيطر عليهم ، فإلى هذا الحد ستكون هذه الحرية قد أصبحت كريهة في نظرهم بتقدم الزمن ! وسوف نوهمهم مع ذلك بأننا نطيعك أنت وبأننا نحكمهم باسمك . سوف نكذب عليهم من جديد ، لأننا لن نسمح لك بعد الآن بأن تتدخل في شئوننا . وسيكون هذا الكذب الضروري عذابنا . ذلك ما كان يعنيه السؤال الأول في الصحراء ، وما رفضته باسم الحرية التي وضعتها في أعلى منزلة ، وفضلتها على كل شيء . ولقد كان ذلك السؤال يخفي مع ذلك كل سر هذا العالم . فلو قد رضيت أن تعطي الخبز ، إذن للـّبيت ما تنتظره الإنسانية انتظاراً أبدياً منذ عهود سحيقة ، ولهدأت القلق الذي يعذب الفرد ويعذب الجماعة كليهما : "من نطيع ؟" فلا رغبة أبقى ولا هم أبقى لدى الإنسان الذي أصبح حراً من هم العثور على سيد يعبده بأقصى سرعة . ولكن الإنسان يتطلع إلى الخضوع لحقيقة مؤكدة لا تجحد ، حقيقة يحترمها جميع الناس برضى إجماعي . إن حاجة هذه المخلوقات الضعيفة ليست إلى اكتشاف قوة يمكن أن يطيعها هذا الفرد أو ذاك من الأفراد ، وإنما إلى اكتشاف حقيقة عليا يمكن أن يؤمن بها الجميع ، ويمكن أن ينحني لها الناس كافة . فهذه الحاجة إلى الاشتراك في العبادة هي بعينها الهم الرئيسي الذي يعذب كل فرد ويعذب الإنسانية جملة ، منذ أقدم عهود التاريخ . فباسم هذا التطلع إلى العبادة الجماعية المشتركة إنما أفنت الشعوب بعضها بعضاً خلال الأحقاب . كانت الشعوب تصنع آلهة ثم تأخذ تتشاتم : "اتركوا آلهتكم وتعالوا اعبدوا آلهتنا . وإلا فالموت لكم ولآلهتكم !" وسيبقى الحال على هذا المنوال إلى نهاية العالم ؛ وحتى بعد زوال الآلهة سيظلون يسجدون لأصنام جديدة . ولقد كنت تعلم هذا السر الأساسي من أسرار الطبيعة الإنسانية ، فليس يمكن أن تجهل هذا السر ، ولكنك رفضت الراية الوحيدة التي تملك قوة جذب مطلق والتي قـُدمت لك لتؤدي بجميع البشر إلى الانحناء أمامك بغير تردد - أعني راية الخبز الأرضي . لقد أقصيت هذه الراية باسم الحرية وباسم الخبز السماوي . فانظر إذن فيما صنعت بعد ذلك ! انظر فيما فعلت باسم الحرية من جديد ! أعود فأقول لك أنه لا قلق أرسخ في قلب الإنسان من قلق الحاجة إلى العثور على من يستطيع أي يضحي له سريعاً بالحرية التي وُهبت له ، هو المخلوق التعيس منذ وُلد . ولكن لا سبيل إلى التصرف في حرية البشر إلا بتهدئة ضميرهم . ولقد كان في وسعك أن تتخذ الخبز راية لا تخطئ. أطعم الإنسان يُطعك !! فليس هناك حقيقة مسلم بها أكثر من الخبز . ولكن إذا استولى غيرك عندئذ على ضمير البشر تركوك وعدلوا حتى عن خبزك ليتبعوا ذلك الذي يكون قد أغوى نفوسهم . في ذلك كان رأيك صحيحاً . إن سر الوجود الإنساني ليس في إرادة الحياة ، بل في الحاجة إلى معرفة السبب الذي يدعو الإنسان إلى الحياة . فالإنسان ما لم يكن على يقين من هدف حياته ، لا يقبل أن يوجد في العالم بل يؤثر أن يدمر نفسه ، ولو ملك الخبز وافراً كل الوفرة . تلك هي الطبيعة الإنسانية .
__________________
From all the things i have lost i miss my mind the most http://www.youtube.com/watch?v=pMePM...layer_embedded |
#7
|
||||
|
||||
ولكن ما الذي حدث ؟ حدث أنك بدلاً من أن تسيطر على الحرية الإنسانية أردت لها مزيداً من النمو ! فهل نسيت إذن أن الإنسان يؤثر هدوء نفسه بل ويؤثر الموت على أن تكون له ملكة حرية الاختيار في معرفة الخير والشر ؟
لا شيء يخلب اللب أكثر من حرية الضمير ، ولكن لا شيء في الواقع يعذب الإنسان أكثر مما تعذبه هذه الحرية . فبدلاً من أن تحمل للإنسانية الأسس الراسخة الثابتة الباقية لتهدئة ضميرها ، وبدلاً من أن توفر لها هذه الأسس إلى الأبد ، عرضت عليها ما في هذا العالم من أمور سرية غامضة خارقة تفوق طاقة القوى الإنسانية ، وكنت في عملك هذا كأنك لا تحب البشر إطلاقاً ، أنت الذي إنما جئت مع ذلك لتضحي من أجلهم بالحياة ! إنك بدلاً من أن تسيطر على الحرية الإنسانية وسعتها ، وبذلك أثـقلت ، بآلامها على ملكوت الإنسان النفسي . أردت من البشر أن يمنحوك حبهم أحراراً ، وأن يتبعوك بإرادتهم ، مفتونين بشخصك . ألغيت القانون القديم الذي كان وطيداً راسخاً، فأصبح على الإنسان أن يميز الخير والشر بنفسه ، مستلهماً حكم قلبه ، غير مسترشد في تردده إلا صورتك أمام عينيه . أفلم تتنبأ إذن بأن البشر سينوءون بهذا الحمل الرهيب ، حمل حرية الإرادة ، فإذا هم آخر الأمر ينبذون في يوم من الأيام صورتك ويشكون في حقيقتك ؟ لسوف ينادون في النهاية بأن الحقيقة لم تكن فيك ، فمن المستحيل إلقاؤهم إلى اضطراب أشد وعذاب أرهب من الاضطراب والعذاب اللذين ألقيتهم إليهما حين تركت لهم كل هذه الأنواع من القلق ، وكل هذا العدد من المشكلات التي لا سبيل إلى حلها . لقد وضعت أنت نفسك الأسس اللازمة لتهديم مملكتك ، فليس لك أن تتهم أحداً بتدميرها . فهل هذا ما عرض عليك مع ذلك ؟ ليس على الأرض إلا قوى ثلاث تستطيع وحدها أن تتغلب إلى الأبد على ضمير هؤلاء المتمردين الضعاف ، وأن تفعل ذلك من أجل سعادتهم ، وهذه االقوى هي : المعجزة .. السر .. والهيبة ولقد رفضت هذه القوى الثلاث جميعاً وعلمت البشر بقدوتك أن يحتقروها . فحين نقلك الروح الرهيب الداهية إلى سطح المعبد وقال لك : "إذا أردت أن تتأكد أنك ابن الرب فألق بنفسك في الفضاء ، لأنه كـُتب أن الملائكة ستتلقفه وتسنده فلا يقع ولا يتحطم وعندئذ تعلم أنك ابن الله وتبرهن على قوة إيمانك بأبيك" ، ولكنك رفضت هذا العرض ولم تلق بنفسك في الفضاء صحيح أنك تصرفت في تلك اللحظة تصرفاً فيه ما في تصرف إله من عظمة وجلال ، ولكن هل تتصور أن البشر ، وهم جنس ضعيف متمرد ، يملكون من القوة الروحية ما يملكه إله ؟ لقد فهمت في تلك اللحظة أن قيامك بخطوة واحدة ، بمجرد حركة بسيطة هي أن تهم بإلقاء نفسك في الفضاء كانت ستعني إغراء الرب ، وفقدانك للإيمان به ، فتتهشم أسوأ تهشم على الأرض التي جئت لتخلصها وتنقذها ، ويهلل الروح المحتال الذي كان يغريك جذلاً طرباً ولكنني أعود فأسألك : هل أمثالك كثير في هذا العالم ؟ هل وقع في وهمك لحظة واحدة أن البشر يمكن أن يكونوا هم أيضاً فوق إغراء من هذا النوع ؟ هل في طبيعة البشر أن يتنازلوا عن المعجزة وأن يعتمدوا على حكم القلب الحر وحده في الساعات العصيبة من الحياة ، أمام المشكلات الخطيرة الأليمة التي تعرض للنفس ؟ لقد كنت تعلم أن مأثرتك ستحفظ بالكتب المقدسة إلى آخر العصور وأبعد حدود الأرض ، وكنت تأمل أن يقتدي البشر بك فيقبلوا أن يظلوا وحيدين مع الله لا يطلبون معجزة من المعجزات ولكنك لم تقدر أن الإنسان متى جحد المعجزة أسرع يجحد الرب ، لأن ظمأه هو إلى العجائب لا إلى الرب ؛ وأنه لكونه لا يستطيع أن يحيا بغير معجزات ، سيخلق بنفسه معجزات ، فيهوى ، ولو كان متمرداً وكافراً وملحداً ، إلى خرافات سخيفة وتنطلي عليه أباطيل السحرة وخزعبلاتهم إنك لم تنزل عن الصليب حين دعاك الجمهور إلى ذلك صائحاً من باب الاستهزاء : أنزل عن الصليب فنصدق أنك أنت إنك لم تنزل ، لأنك مرة أخرى لم تشأ أن تستعبد البشر بالمعجزة ، وإنما أردت أن يجيئوا إليك بدافع من الإيمان الحر لا بدافع الإيمان الذي تلده العجائب كنت تريد أن يهبوا لك محبتهم أحراراً لا أن ينصاعوا لك عبيداً أذهلهم جبروتك . هنا أيضاً أسرفت في تقدير البشر وأنزلتهم منزلة أعلى من منزلتهم ذلك أن البشر عبيد بالطبع رغم أنهم مفطورون على التمرد انظر فيما حولك : ماذا أصبح البشر بعد انقضاء خمسة عشر قرناً ؟ من هم أولئك الذين رفعتهم إلى مستواك ؟ أحلف لك أن الإنسان أضعف وأسوأ مما ظننت . هل يستطيع هو أن يحقق ما حققته أنت ؟ إنك حين احترمته ذلك الاحترام كله قد تصرفت تصرف من فقد عطفه عليه ، لأنك سألته فوق ما يطيق ، أنت الذي أحببته أكثر من نفسك فلو أنك قدرته أقل مما قدرته إذن لطلبت منه أقل مما طلبت ، ولكان موقفك عندئذ أقرب إلى المحبة ، لأن العبء عليه يكون عندئذ أقل ثقلاً إن الإنسان ضعيف وضيع . لا يهمني أن يكون الآن قد ثار في كل مكان على سلطتنا ، وأنه يرى في عصيانه هذا مجداً يعتز به ذلك غرور طفل ، ذلك غرور تلميذ . إن البشر يشبهون تلامذة صغاراً ثاروا في المدرسة وطردوا معلمهم . ولكن فرحتهم لن تدوم ، وستكلفهم ثمناً باهظاً . سوف يهدون المعابد ، وسوف يجري الدم سيولاً على الأرض وسوف يدركون عندئذ ، سوف يدرك هؤلاء الصبية الأغبياء ، أنهم إن خُلقوا عصاة متمردين ، فليس يتيح لهم ضعفهم أن يعيشوا زمناً طويلاً في التمرد والعصيان وسيعترفون وهم يسكبون دموعاً باطلة أن الذي وهب لهم روح العصاة قد رغب بلا شك في أن يسخر منهم . سيقولون هذا محزونين مكروبين ، وسيكون هذا القول تجديفاً يجعلهم أعظم شقاء أيضاً ، لأن الطبيعة الإنسانية لا تحتمل التجديف ، ولابد أن تثأر لنفسها منه آخر الأمر القلق ، الاضطراب ، العذاب ، ذلك هو المصير الذي كُتب على البشر الآن ، بعد أن تحملت أنت كل ما تحملته في الماضي من أجل أن تهب لهم الحرية ! إن رسولك الكبير- يوحنا الرائي - يروي أنه أبصر ، في رؤيا ، جميع المشتركين في البعث الأول ، فرأى اثني عشر ألفاً من كل سبط لقد كانوا ، مهما يكثر عددهم ، أقرب إلى آلهة منهم إلى بشر : قاسوا ما قاسيت وعاشوا عشرات السنين في الصحراء القاحلة ، وأضناهم الجوع ، واقتاتوا بالجراد والجذور صحيح أن في وسعك أن تعتز بأبناء الحرية هؤلاء الذين وهبوا لك محبتهم أحراراً ، وارتضوا طائعين مختارين أن يضحوا في سبيلك بأنفسهم في سورة رائعة ولكن تذكر أن هؤلاء ليسوا إلا بضعة آلاف ، وأنهم أشبه بآلهة منهم ببشر والآخرون ؟ ما ذنب الآخرين إذا هم لم يستطيعوا أن يحتملوا ما احتمله هؤلاء الأقوياء من محن ؟ هل تأثم النفس الضعيفة حين لا تعرف كيف تسمو إلى فضائل مخيفة إلى هذا الحد ؟ أتراك جئت إلى هذه الصفوة ومن أجل هذه الصفوة وحدها؟ إذا كان الأمر كذلك فهو سر يفوق ما نملك من قدرة على الفهم ؛ ومن حقنا في هذه الحالة نحن أيضاً أن نلجأ إلى السر ، وأن نعلم الجماهير أن الأمر الأساسي ليس هو المحبة ولا هو أن يقرر قلبهم تقريراً حراً ، وإنما هو السر الذي يجب عليهم أن يخضعوا له خضوعاً أعمى ولو عارضهم في ذلك ضميرهم . وهذا بعينه هو ما فعلناه
__________________
From all the things i have lost i miss my mind the most http://www.youtube.com/watch?v=pMePM...layer_embedded |
![]() |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|