
21-11-2006
|
Banned
|
|
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
|
|
أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني في حوار خاص مع "العربية.نت" أنه معتكف في منزله ولن يذهب إلى مكتبه أو إلى مجلس الشعب "البرلمان" أو يخضع لأي مساءلة أو استجواب إلا برد اعتبار له من المجلس على ما قيل في حقه في جلسة افتتاح أعمال الدورة البرلمانية الجديدة يوم الاثنين الماضي 21/11/2006
ونفي حسني أنه طلب من وزارة الداخلية تكثيف الحراسة الأمنية عليه خوفا من الاغتيال عقب تصريحه المثير للجدل حول الحجاب وقال: هذا كلام خرف وأنا لم أطلب هذا، والآن سوف أنزل بسيارتي شخصيا وأقودها بنفسي بدون حراسة في وسط القاهرة.
وأشار فاروق حسني إلى أنه لا يحب أن يتحرك وسط حراسة، مجيبا في هذا السياق على سؤال من "العربية.نت" عن عدم حضوره الجلسة التي ألقى فيها الرئيس حسني مبارك خطابه يوم الأحد الماضي، ثم الجلسة التي نوقشت فيها تصريحاته في اليوم التالي.
وقال: أولا أنا لا زلت في المنزل، فقد كنت مريضا، والكل يعرف عني أنني لا أهاب المواجهة، وقد شاهدت جلسة البرلمان في التليفزيون وأدركت تماما أنه كان لا يمكن لأي صوت أن يعلو على هذا الصوت القامع الذي يقمع أي رأي.
الوزيرغاضب من البرلمان ورئيسه
واستطرد الوزير فاروق حسني: لك أن تتخيل أن أعضاء الحزب الوطني في البرلمان، وأعضاء الاخوان المسلمين. كل هؤلاء جميعهم بمن فيهم رئيس المجلس، وكل من له اتصال بأي جهة في الدولة كانوا ضد الرأي.
وواصل قائلا: هي ليست قضية حجاب أو لا حجاب. هي قضية رأي وأسلوب حوار. هذا هو الأساس. أنا لا أعرف كيف يجتمع كل هؤلاء ضد رأي وهو ليس في شيء أساسي في صحيح الاسلام. لقد كنت أتحدث عن النقاب والحجاب، والأخير عليه أيضا اختلافات منذ البداية إلى الآن ولم يحسم، بدليل أن حجاب أفغانستان يختلف عن حجاب ايران وعن حجاب الخليج وعن حجاب مصر، وعن كل الأحجبة، ولذلك فإن الحجاب ليس فيه توصيف حقيقي.
وتابع وزير الثقافة المصري فاروق حسني: حتى السيدات اللاتي يلبسن الحجاب، كل واحدة منهن تلبسه بشكل مختلف عن الأخرى، متسائلا: أليس ذلك رأيا في الحجاب أم أنه ليس برأي. أنا تحدثت عن شكل الحجاب، ولك هنا أن تتخيل عندما تتحدث عن قشرة من قشور مظاهر الدين وليس الدين نفسه.
وأضاف: تخيل ماذا كان رد الفعل. إذن هي قضية قمع وقضية رأي، وهذه هي المصيبة الكبرى، وليست قضية حجاب التي هي ثانوية للغاية.
معتكف وأطلب رد اعتبار
وقال حسني لـ"العربية نت": عموما أنا معتكف في منزلي ولن أذهب لمجلس الشعب أو لمكتبي في الوزارة، إلا برد اعتبار من المجلس لما أثاره ضدي أمام الملأ وأمام الخلق قاطبة.
وعند سؤاله عما إذا كان وصله نوع من هذا القمع لرأيه من الحكومة نفسها أجاب بقوله: لكي أتحدث في أي شيء الآن، بادئ ذي بدء أطلب رد اعتبار من مجلس الشعب لما أثاره في حقي بالأمس. لا حوار ولا كلام مع أحد إلا برد الاعتبار.
لينسوا الاستجواب إذا لم يردوا اعتباري
وعندما قلت له: هذا معناه أنك لن تذهب لمجلس الشعب إذا طلبت للاستجواب؟.. أجاب فاروق حسني: عليهم أن ينسوا ذلك إلى أن يعطوني رد اعتباري أولا وبعد ذلك سأذهب لأواجههم وأواجه مائة مثلهم.
سألته: هل تقصد أن يبدأ رد الاعتبار من رئيس مجلس الشعب؟.. فرد بقوله: أنا أقول رد اعتبار من مجلس الشعب نفسه لشخص كان غائبا واغتيب اغتيابا شديدا لمجرد أنه قال رأيا بشأن أمر فيه أراء كثيرة. إنني لم أتوقع اطلاقا هذا من أعضاء الحزب الوطني.
تصريحي جرد من سياقه
وتابع وزير الثقافة المصري فاروق حسني ردا على ظروف هذا التصريح الذي قاله عن الحجاب وأثار جدلا شديدا في الشارع المصري: إنه كلام لم يكن للنشر وجرد من سياقه، بدليل وأنت صحفي محترف ستجد أن التصريح نفسه أو المنشور بشأنه مشتت لأنه لم يأت وفقا لسياق الكلام، فليس من ألفاظي وانا أعطي حوارا للنشر في صحيفة أن أقوال "مشايخ بتلاته مليم".
الاعتذار مشطوب من قاموسي
قلت له: يشددون الآن على ضرورة أن يصدر اعتذار منك فما رأيك؟.. أجاب: هذا مشطوب من قاموسي تماما. لا اعتذار لأنني لم اقترف شيئا لكي اعتذر عنه.
وأشار فاروق حسني إلى أنه يشعر بحزن شديد على مناخ قمع الرأي الذي تعيشه مصر قائلا: إنني أعمل منذ 19 عاما من أجل حرية التعبير والتقدم والتفوق الفكري، وفي النهاية نجد هذا التيار الذي هزم كل هؤلاء.. هذه مأساة.
سألته: هل هزك الحديث عن امكانية أن يقوم البرلمان بطرح الثقة فيك؟.. قال: أنا أقول إنني معتكف حاليا ويجب أن يأتيني رد اعتبار، فإن لم يحدث ذلك، فالحديث عن سحب الثقة أو عدم سحبها، هذه مسائل لا أفكر فيها بالمرة.
عاصفة في مجلس الشعب
وكان مجلس الشعب برئاسة د. أحمد فتحي سرور بدأ أعمال الدورة البرلمانية الجديدة يوم الاثنين بجلسة عاصفة كان بطلها الأوحد فاروق حسني وزير الثقافة، وشهدت الجلسة اجماعاً نادراً ما يحدث بين نواب الأغلبية من الحزب الوطني ونواب المعارضة والمستقلين على حسب ما جاء في جريدة "الجمهوية" الحكومية الثلاثاء 21/11/2006 .
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجميع طالب باستقالة وزير الثقافة بسبب تصريحاته التي اعتبروها مسيئة للإسلام وقوله إن الحجاب عودة للخلف ولا ينبغي أن تخفي المرأة جمالها عن العيون".
ووقع 160 نائباً طلباً بطرح الثقة في فاروق حسني كوزير للثقافة، وقال النواب في بيانات عاجلة، إن الوزير أرسل رسالة إلي المجلس يقول فيها إن كلامه رأي شخصي وليست تصريحات رسمية، وأنه يحترم المحجبات، وهذا في رأي النواب تبرير مرفوض لا يعفيه من المساءلة وعليه أن يستقيل أو يصدر قرار بإقالته.
رئيس مجلس الشعب ينتقد الوزير
ونقلت الصحيفة عن د. سرور قوله إن الشخص العام بحكم القانون لا يحق له التعبير عن رأي شخصي مخالف لمقتضيات منصبه، وإذا أراد التعبير عن رأيه الشخصي فعليه أن يتخلي عن موقعه، ويجب أن يكون المسؤولون منضبطين ومدققين في كلامهم وحياتهم الخاصة، كما لا يحق لأي وزير المساس بالمشاعر الدينية.
وقال د. مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية إن الحكومة لاتقبل المساس بالدين، ورفضت بإصرار أي تعديل للمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
وأضاف أن الوزير سيمثل أمام المجلس لمناقشة الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة وقد منعه المرض وارتفاع ضغط الدم من حضور هذه الجلسة.
زوجات الوزراء محجبات
وقال د. زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وعضو مجلس الشعب والمسؤول البارز في الحزب الوطني الحاكم إن رأي الوزير شخصي ولا يمثل رأي الدولة، وأن زوجات الوزراء محجبات، بينما ذكر النائب كرم الحفيان إنه سيعلق عضويته بالحزب الوطني على استقالة فاروق حسني.
وقال كمال الشاذلي عضو المجلس ورئيس المجالس القومية المتخصصة إن الوزير يجب أن يعتذر لشعب مصر، فيما أحال الدكتور أحمد فتحي سرور البيانات العاجلة ورسالة وزير الثقافة إلى لجنتي الثقافة والشؤون الدينية.
|