|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
![]() |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
عمارة الأديرة
إعداد: دكتور مهندس/سامي صبري شاكر العمارة القبطية ظهرت وتبلورت كنتاج شعبي، فلم يشكلها فرد ذو فكر رائد أو ذو جاه أو قائد مرموق أو أسرة ثرية أو سلطة أو حكومة. فلم تظهر أسرة مثل المديتشي Medici كما حدث في فلورانسا, أو أسرة مثل الدوج كما حدث في فينسيا ( مدينة البندقية ) أو دولة مثل الفاتيكان كما حدث في إيطاليا، تتبني المعماريين الموهوبين أو تتولي تحقيق الإنجازات المعمارية المتميزة والرائدة. لعبت أديرة الرهبان بصفة عامة دوراً هاماً في الحفاظ علي التراث القبطي. فهي البوتقة التي خلقت تواصلاً دام عبر الزمان. فحفظ الرهبان العقيدة والألحان واللغة وغيرها، وحفظت مباني الأديرة تراثاً متميزاً من عمارة وفن. وتعتبر مصر هي مهد الرهبنة في العالم. وهناك نظامان أساسيان في الرهبنة القبطية: الأول, هو نظام الرهبان المتوحدين والذي بدأه الأنبا أنطونيوس سنة 305 ميلادية. ووضع له أسساً، وكان له العديد من التلاميذ، وانتشر في جبال القلزم والجلالة في الصحراء الشرقية، وكذلك في نيتريا وكيليا والاسقيط في الصحراء الغربية. هذا بخلاف انتشار الرهبان في منطقة دير الميمون علي شاطئ النيل في مواجهة قمة العروس ببني سويف. أما الثاني, فهو نظام الشركة والذي أسسه الأنبا باخوميوس سنة 318 ميلادية، والذي انتشر أيضاً انتشاراً واسعاً في مصر، حتي أنه سنة 400 ميلادية جاء نحو 50 ألف راهب تابعين للأنبا باخوميوس حضروا الاجتماع السنوي لرهبان نظام الشركة. ولم يقتصر انتشار الرهبنة علي مصر، بل انتشرت في العالم كله مستنيرة بالأنبا انطونيوس والأنبا باخوميوس وبنساك أقباط آخرين ساروا علي نهجهم مثل الأنبا مقار والأنبا بيشوي والأنبا يحنس ( يوحنا ) القصير. فمنذ القرن الرابع الميلادي ومصر تستقبل نساكاً من جميع أنحاء العالم يسعون إلي تعلم الرهبنة وفضائلها، منهم الحبشيون، والسوريون، والأرمن، والفرانسيسكان، وغيرهم. عمارة الأديرة عمارة الصحراء نظراً لوجود الأديرة في مناطق ذات مناخ صحراوي قاري، فلجأ الرهبان إلي تطبيق معالجات بيئية عمرانية ومعمارية، تم تنفيذها وتطويرها وتم إجادتها بالتجربة والخطأ بهدف الحفاظ علي الطاقة وعلي درجة الحرارة داخل المباني، بسبب ندرة وسائل التدفئة شتاءاً وطرق التهوية الطبيعية صيفاً. وهذه المعالجات تعبر بصدق عن بعض مظاهر عمارة الصحراء، وجميعها طرق مؤكدة ومعترف بها علمياً. ويمكن إيجاز بعض المعالجات البيئية المستخدمة في الأديرة فيما يلي: 1- تجميع المباني في مجموعات ذات كثافة بنائية عالية، increased building densities مع بنائها ملاصقة لبعضها البعض بهدف تقليل مساحة الأسطح الخارجية للمباني لتحقيق العزل الحراري المناسب، ولتقليل من مساحة الفراغات البينية المكشوفة ومن أطوال ممرات المشاة المعرضة للشمس. 2- توجيه المباني التوجيه المناسب building orientation and sitting، بهدف تعريضها للهواء المستحب من ناحية، مع زراعة أشجار كثيفة من الناحية المقابلة كساتر للمباني لحمايتها من الرياح غير المستحبة، أو أشجار تورق صيفاً فتحجب عن المباني أشعة شمس الصيف solar screening كما أن هذه الأشجار تعمل علي خفض درجة الحرارة نتيجة ترطيبها للبيئة العمرانية الحميمة vegetative cooling climate –micro . 3- عمل للمباني الخدمية مداخل مسقوفة أو مظلة entry vestibules ذات جوانب محدودة بحوائط أو محكومة بالمباني المحيطة. فمثلاً مبني الكنيسة أو مبني المائدة له مدخل، يعرف بالدوكسار، يعمل علي حماية باب المبني من الرياح ومن الشمس، ويحد من حركة الهواء بين الفراغ الداخلي والخارجى، هذا بالإضافة إلي أن فتحة باب المبني نفسها صغيرة في العرض وفي الارتفاع، تعرف " بثقب الإبرة ". 4- الأسوار العالية المحيطة بمباني الدير تعمل ككاسرات للرياح windbreakers وغالباً ما يزيد سمك هذه الأسوار عن مترين، مما يجعلها عازل حراري للمباني الملتصقة بها. 5- جميع حوائط المباني سميكة، يزيد سمكها عن 0.80 متر، ومبنية بالمواد الطبيعية المتاحة بالموقع من حجارة أو طوب غير محترق ( نئ ) adobe تساعد علي تحقيق العزل الحراري الملائم وتوفر من تكلفة الإنشاء. 6- تكرار طبقات البياض الخارجي والداخلي عبر السنين علي الحوائط والأسقف يزيد من العزل الحراري، ففي بعض الحالات يصل عددها إلي سبعة طبقات متتالية. هذا بالإضافة إلي أن اختيار لون فاتح للبياض يساعد علي انعكاس أشعة الشمس ويقلل من امتصاص الأسطح للحرارة successive layers of plastering and selection of light color . 7- ندرة الفتحات الخارجية من شبابيك وأبواب؛ فعددها محدود، ومسطحها صغير للغاية حتي أن الحوائط الخارجية للمباني تبدو كما لو كانت صماء ومصمتة. كما أن موقع كل فتحة يتم اختياره بدقة وبحكمة مع تظليل الفتحة وحمايتها بموجب مظلات وأكتاف scarcity of external openings and window location . 8- تغطي القباب والقبوات معظم المباني لما لها من فوائد بيئية، كما أن ارتفاع هذه القباب والقبوات عن الأسطح الأفقية يسمح بتجميع وسحب الهواء الساخن الكائن داخل المباني إلي أعلي وطرده خارجها. 9- خلق ممرات مكشوفة ضيقة، عرضها لا يزيد عن مترين، مع العلم بأن ارتفاع المباني المحدة لهذه الممرات قد يصل إلي عشرة أمتار، أي أن نسبة عرض الفراغات المكشوفة إلي ارتفاعها قد يزيد عن 5:1 – وهذه الفراغات العميقة deep outdoor spaces تحقق ظلالاً في معظم ساعات النهار لحماية المارة والمباني من شدة الحرارة وتقلل من تعرضهم لأشعة الشمس المباشرة. هذا بالإضافة إلي أن جميع هذه الممرات ترابية وغير مبلطة مما يحد من انعكاس أشعة الشمس.unpaved path network. أديرة وادي النطرون · تقع أهم الأديرة القبطية في منطقة صحراوية غرب الدلتا في منطقة لها عدة مسميات؛ فهي عرفت ببرية شيهيت ( ومعناها "ميزان القلوب" )، وعرفت كذلك باسم الإسقيط Scetis، كما عرفت بوادي حبيب، وأيضاً بوادي النطرون، لوجود الملح الطبيعي بها بكثرة وبأشكال مختلفة. · وفي سنة 330 ميلادية قام الأنبا مقار، والمعروف بمكاريوس الكبير، ببدء الحياة الرهبنية في وادي النطرون. وانتشرت القلالي والمنشوبيات ( سكن الرهبان ) والأديرة. ووصل عدد الأديرة إلي سبعة. · بعد تكرار هجمات البربر علي الأديرة سنة 407، سنة 434، سنة 444 ميلادية، قام الملك زينون ( 474 – 491 ميلادية ) ببناء الحصون في هذه الأديرة، وإكراماً لأبنته الراهبة إيلارية التي كانت ترهبت في المنطقة. · وكانت تقام بجوار الحصون مباني خدمات للرهبان، مثل الكنيسة، والمعمودية، والمائدة، والطاحونة، والبئر. وصل عدد الرهبان إلي نحو 3500 راهب سنة 570 م ونظراً لهجمات البربر سنة 817 م اضطر الرهبان لبناء أسوار دفاعية تحيط بكل دير علي حدة. وأدي ذلك إلي بداية سعي الرهبان إلي السكني داخل أسوار الدير. وبحلول القرن 14م، أصبح معظم الرهبان يعيشون داخل أسوار الأديرة بدلاً من انتشارهم في البرية. · تقلص عدد الأديرة حالياً إلي 4 أديرة: دير الأنبا بيشوي، ودير العذراء المعروف بالسريان، ودير أبومقار، ودير العذراء المعروف بالبراموس وهو يعتبر أقدم هذه الأديرة. http://www.archi-scale.com/event02.htm |
#2
|
|||
|
|||
دير الأنبا بيشوي - وادي النطرون
· استقر الأنبا بيشوي مع زميله الراهب الأنبا يحنس ( يوحنا ) القصير في وادي النطرون في الثلث الأول من القرن الرابع الميلادي، وتتلمذ علي يديهم العديد من الرهبان. وبعد فترة تم إقامة دير للرهبان التابعين لكل منهما. · تقل مساحة دير الأنبا بيشوي الأثري عن 3 أفدنة. والأسوار المحيطة به حالياً أقيمت في القرن التاسع الميلادي وهي بارتفاع عشرة أمتار وسمكها يزيد عن مترين. ومدخل الدير عبارة عن فتحة باب واحدة صغيرة بارتفاع متر واحد وبعرض ثلثا متر. · من أشهر مباني الدير: الحصن الأثري ومجمع الكنائس الأثرية. يعتبر الحصن من أكبر الحصون الكائنة في الأديرة القبطية، فمسقطه الأفقي مربع الشكل أبعاده 20x20متر، وسمك حوائطه يزيد عن مترين، وقد أنشأ في القرن 13 الميلادي قبل حصن دير أبو مقار بسنوات قليلة. · أما مجمع الكنائس الأثرية فهي مجموعة متضامة متلاصقة من أربعة كنائس ومائدة ودوكسارين ( مدخلين ) ومنارتين. أقدم وأشهر هذه الكنائس هي كنيسة الأنبا بيشوي، وجزء من مبانيها الحالية من القرنين 7،6 الميلادي وجزء من القرن التاسع الميلادي وقد شيدت أعلي الكنيسة الأصلية المقامة في القرن الرابع الميلادي. هذا وقد تم عمل لها إضافات خلال القرنين 12،11 الميلادي. · فمن الناحية الشمالية، تم بناء كنيسة العذراء والأنبا بنيامين الأول ودوكسار ( مدخل ). أما من الناحية الجنوبية، فقد شيدت كنيسة القديس أبسخريون ( أبو اسخريون ) وكنيسة مارجرجس ( والتي كانت تستغل كمائدة قبل تحويلها إلي كنيسة في عصور سابقة )، ودوكسار ثاني جنوبي. · وتحد المائدة الأثرية مجمع الكنائس من الناحية الغربية، ويفصل بينهما ممر ضيق مسقوف بقبو. وفراغ المائدة عبارة عن صالة مستطيلة مكونة من خمسة باكيات مربعة، أربعة منهم مسقوفين بقباب تتوسطهم باكية مسقوفة بقبوات متقاطعة مبنية بالطوب. والإضاءة الطبيعية الوحيدة من خلال فتحات صغيرة في السقف. ومائدة الطعام ذاتها مبنية بالطوب وهي مستطيلة بكامل طول الفراغ. وهي حالياً تستخدم متحف للأواني الأثرية. · هذا ويوجد بالدير كنيسة أثرية أخري باسم القديس مارقوريوس ( أبو سيفين )، ذات قباب تسعة متساوية تقريباً، تقع شرق مجمع الكنائس ملاصقة لسور الدير. كما يوجد بئر أثري كان يستخدمه الأنبا بيشوي وتلاميذه وهو مازال فيه ماء. كما توجد طاحونة أثرية كانت تستخدم لطحن الغلال حالتها متميزة رغم قدمها. دير العذراء – المعروف بالسريان - وادي النطرون · يحد دير العذراء السريان دير الأنبا بيشوي من الناحية الغربية، ومن المحتمل أن يكونا قد انفصلا في القرن الخامس الميلادي. ويطلق عليه "السريان" نظراً لإقامة فيه رهبان سوريون منذ القرن الثامن الميلادي ولعدة قرون متتالية. · وأشهر المباني الأثرية بدير العذراء السريان هي: الحصن والسور والكنائس الثلاثة. أقيم الحصن في نهاية القرن الخامس الميلادي تقريباً. وهو مكعب الشكل تميل حوائطه من أعلي للداخل مثل المعابد الفرعونية، ويصل ارتفاعه إلي نحو 18 متراً، وهو مكون من بدروم وثلاثة طوابق، وتعلوه كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل. · والسور الأثري يرجع تاريخه إلي القرن التاسع الميلادي، وهو يحيط بالدير الأثري الذي تقل مساحته عن فدانين. وهو يتكون من بوابة رئيسية شمالية وأخري شرقية. والبوابة الشمالية عبارة عن باب بسيط صغير لا يتعدي ارتفاعه 1.50 متر وتعلوه مطعمة وجرس صغير. · أما بالنسبة للكنائس، فأهمهم وأقدمهم هي الكنيسة الكبري المعروفة باسم كنيسة "السيدة العذراء السريان"، تمييزاً عن الكنيسة الأخري المقامة في القرن الحادي عشر الميلادي بنفس الدير والمعروفة باسم "السيدة العذراء المغارة" والتي يطلق عليها أيضاً كنيسة "الست مريم". · وبنيت كنيسة العذراء السريان عام 645 ميلادية علي أنقاض كنيسة سبقتها. وتم الكشف مؤخراً عن رسومات جدارية رائعة يرجع تاريخ بعضها إلي القرن السابع الميلادي. كما أنها تضم أقدم خورس في مصر، فهو يرجع أيضاً إلي القرن السابع. أما في بداية القرن العاشر الميلادي، فقد تم أولاً عمل أبواب خشبية للهيكل وللخورس مكونة من حشوات مطعمة بالعاج المزخرف بأشكال هندسية ونباتية غاية في الدقة والجمال، وثانياً تم عمل زخارف نباتية جصية بارزة علي حوائط الهيكل. وتشبهها وتزامنها الزخارف الجصية الموجودة في هيكل كنيسة التسعة وأربعون شهيداً الملاصقة لكنيسة العذراء السريان من الناحية الشمالية. أديرة البحر الأحمر يوجد في الصحراء الشرقية ديران أثريان يقعان علي سلسلة جبال الجلالة الجنوبية، هما دير الأنبا انطونيوس ودير الأنبا بولا. وكانت جبال الجلالة تعرف قديماً باسم "جبال القلالة"، تطويراً لاسمها الأصلي وهو "جبال القلالي" الذي أطلق علي هذه الجبال لانتشار الآف من قلالي الرهبان فيه في أزمنة سابقة. دير الأنبا أنطونيوس · يقع دير الأنبا انطونيوس علي سفح جبل القلزم، أحد جبال سلسلة جبال الجلالة الجنوبية. وهو علي بعد جغرافي 35 كيلومتر من شاطئ البحر الأحمر، وعلي مسافة 60 كيلومتر من الزعفرانة. · أقدم الكنائس هي كنيسة الأربعة مخلوقات غير المتجسدة. بناها الأنبا انطونيوس في أوائل القرن الرابع الميلادي. وبعدها بسنوات قام الأنبا انطونيوس وتلاميذه ببناء كنيسة أخري أكبر تحدها من الناحية الشمالية لكي تسع أعداد الرهبان المتزايدة. وسميت الكنيسة باسم السيدة العذراء والأنبا انطونيوس، ويطلق عليها أحياناً اسم كنيسة الأنبا انطونيوس الأثرية لكونه مدفون تحتها. وصحن الكنيسة الثانية تغطيه قبتان مخروطتيان ومتدرجتان من الخارج كالأهرامات الفرعونية المدرجة، والغريب أن القبتين كاملتا الاستدارة من الداخل. · وتحفظ هاتان الكنيستان من الداخل مجموعة أيقونات جدارية نادرة – إن لم تكن أروع – فهي بلاشك أكمل عمل يجسد فن الأيقونة القبطية في العصور الوسطي ( قرن 13 ميلادي ) في مصر. وبصفة عامة، تضم الكنيستان 6 طبقات من الملاط وضعت علي الحوائط عبر العصور، يرجع أقدم الرسومات الجدارية عليها إلي القرن السادس الميلادي. · ويضم الدير عدة كنائس أخري أشهرها كنيسة القديسين بطرس وبولس ( وتعرف أيضاً بكنيسة الآباء الرسل) بنيت سنة 1470 ميلادية وتغطيها 12 قبة. وهي لها دوكسار مسقوف بقبة كبيرة، ومنارة يصل ارتفاعها إلي حوالي 12 متراً. وهي تحد كنيسة الأنبا انطونيوس الأثرية من الناحية الشرقية. كما توجد بالدير كنيسة الأنبا مرقس الأنطوني وهي تغطيها 12 قبة أيضاً، وكنيسة القديسين الأنبا انطونيوس والأنبا بولا وهي كنيسة حديثة لها منارتين شيدت في القرن العشرين. |
#3
|
|||
|
|||
دير الأنبا بولا
- يقع الدير غرب جبال الجلالة الجنوبية بالصحراء الشرقية. وفيما مضي كان الطريق المؤدي للدير طريقاً وعراً وشاقاً بل وخطراً، نظراً لانحصاره بين جبال عالية، بعيداً عن أي عمران وعن أي مصادر للمياه هذا بالإضافة إلي انتشار حيوانات مفترسة وضارة في المنطقة. أقام الدير تلاميذ الأنبا انطونيوس قبل نهاية القرن الرابع الميلادي حول عين ماء تنبع من الجبل. وهذه العين مازالت تنضب بالماء دون انقطاع منذ أكثر من 1750 سنة. - وصلت مساحة الدير الأثري إلي نحو 5 أفدنة، ويحيط بها سور أثري أبعاده 100 200x متر تقريباً. وقد وصل الدير إلي هذا المسطح بعد توسيعه مرتين، مرة في عهد الإمبراطور جستينيان في القرن السادس، ومرة في عهد الأنبا خريستوذولس في القرن التاسع عشر. السور الأول لجستينيان مبني بالحجر ويضم أبراج مراقبة، ويصل ارتفاعه إلي 10 أمتار وسمكه إلي نحو مترين، ويعلوه ممر ضيق مكشوف. - تقع البوابة الأثرية في الجانب الشرقي من السور. وهي تضم ، بخلاف الباب: (1) حامل الأجراس وهو برج صغير يبرز أعلي السور، (2) الساقية وهي الشرفة المسقوفة التي تعلو السور والتي كان الرهبان يخفضون منها "المصعد" بواسطة البكرة ليصعد فيها الزوار أو لإدخال المؤن إلي الدير، (3) المطعمة وهي تقع علي يسار الساقية وكان يقوم الرهبان بواسطتها بتنزيل الطعام والشراب للمسافرين المعوزين وللبدو المحتاجين دون الحاجة إلي فتح باب الدير. - الحصن الأثري بناه الإمبراطور الروماني جستينيان في القرن السادس بالحجر، وهو مكون من 3 طوابق وتميل الحوائط الخارجية من أعلي للداخل، والطابق الأخير يضم كنيسة السيدة العذراء مريم. والفتحات تظهر كأنها ثقوباً صغيرة موزعة توزيعاً عشوائياً في الحوائط. وتم تشطيب وبياض الثلث السفلي فقط من الحصن، تاركين الحجارة ظاهرة في باقي المبني. وتظهر بوضوح في الجزء العلوي في الحصن المراين الخشبية التي تم تزرير الحوائط بها. ففي كل طابق يوجد صفين من المراين الخشبية الأفقية التي وضعت وسط المداميك الحجر لزيادة ترابط وتماسك الحجارة معاً. وباب الحصن يقع علي ارتفاع سبعة متر من منسوب الممرات المحيطة به. والقنطرة الخشبية المتحركة المؤدية إلي باب الحصن يزيد طولها عن 5 أمتار - وعلي يمين الحصن تقع منارة كنيسة الشهيد مرقوريوس، الشهير بأبي سيفين، وقد أنشأت في القرن الثامن عشر الميلادي. وهي مربعة القطاع، متوسطة الارتفاع، قليلة الفتحات، ومسقوفة بقبة صغيرة مدببة ترتكز علي رقبة مثمنة. - ويضم الدير ثلاث كنائس أثرية. أهمها هي كنيسة الأنبا بولا المعروفة بكنيسة المغارة نظراً لأنها مبنية حول المغارة التي عاش فيها الأنبا بولا يتعبد ما يقرب من تسعين سنة دون أن يري وجه إنسان إلي أن زاره الأنبا أنطونيوس قبل وفاته بأيام. والكنيسة بنيت في القرن الرابع الميلادي وهي منخفضة حوالي ثلاثة أمتار عن سطح الأرض وتضم ثلاثة هياكل، أحدهم مبني والاثنين الآخرين منحوتين في الجبل. وتوجد علي حوائط الكنيسة وسقفها رسومات جدرية وكتابات قبطية يرجع بعضها إلي قرن 14 ميلادي والبعض الآخر إلي قرن 18 ميلادي. - وفي سنة 1781 تم بناء كنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سفين أعلي كنيسة المغارة، ويربط بينهما سلم داخلي. - أما الكنيسة الثالثة فهي باسم رئيس الملائكة ميخائيل، بنيت في الثلث الأول من القرن 18 ميلادي، وهي مغطاة بثمانية قباب متشابهة وتكاد تتساوي في الحجم. - ويضم الدير مائدة أثرية ومعصرة زيتون وطاحونة غلال، بخلاف قلالي الرهبان. أديرة أخميم - يرجع تاريخ منطقة أخميم إلي القرن الرابع الميلادي حيث أنها كانت خاضعة للأنبا باخوميوس أب نظام الشركة في الرهبنة. أما المباني المقامة حالياً في معظم أديرة أخميم فيرجع تاريخ تشييدها إلي القرنين 17، 18 الميلادي، هذا وقد تم ترميم بعضها في العقدين الأخيرين. - وتقع أديرة أخميم القائمة السبعة بالقرب من بعضها البعض شرق نهر النيل علي جبال أخميم الشرقية ولكنها ليست بعيدة عن القري. فبعضها إلتفت حوله مساكن المزارعين وأصبح الدير وكأنها نواة القرية، مثل دير مارجرجس الحديدي. - ومن أهم خصائص هذه الأديرة أن حجمها صغير، وأنه ليس بها حصون، وبأن أسوارها مربعة الشكل، ولها باب واحد خارجي صغير يفتح علي فناء أمامي مكشوف تلتف حوله خدمات الدير. ويفصل بين الفناء الأمامي وباقي الدير سور ارتفاعه لا يتجاوز 3 أمتار فيه باب واحد صغير يوصل إلي فناء ثاني يقع في مواجهة الكنيسة. - وكنائس أديرة أخميم لها خصائصها المتميزة يمكن إيجازها في الآتي: · الكنائس الصغيرة مربعة الشكل، أما الكنائس الكبيرة فمستعرضة الشكل أي أن عمقها أصغر بكثير من عرضها. فيصل العرض أحياناً إلي أكثر من 40 متراً في حين أن طولها لا يزيد عن 20 متراً. · تضم الكنائس ثلاثة هياكل تنتهي بحنيات نصف دائرية بنفس عرض فراغ الهيكل. وهذه الهياكل أما متوازية أو متعامدة، والأخيرة تعرف بال tri-conch. وتحيط بالهياكل غرفتان مستطيلتان، واحدة من الناحية الشمالية والأخري من الناحية الجنوبية. والهياكل الثلاثة مسقوفة بقباب علي مثلثات كروية أما الغرف الجانبية فقبوات نصف برميلية. وفي الحنية الشرقية بالهيكل الرئيسي توجد سبعة درجات تعرف بالثرونوس thronos وهي كرسي الأسقف. وقد وصل عدد الهياكل في بعض هذه الكنائس إلي تسعة هياكل دون زيادة في عمق الكنيسة. · ويقع خلف منطقة الهياكل من الناحية الشرقية ممر ضيق مسقوف يعرف بالضفير. · ويقع صحن الكنيسة أمام منطقة الهياكل من الناحية الغربية، وهو يتكون من خورسين الخورس الأول يفصله عن منطقة الهياكل حجاب أو حامل أيقونات مبني بالطوب الملون. فيوجد الطوب الأحمر الغامق والفاتح والأسود والأصفر وبينهم مونة بيضاء. وفي وسط الخورس الأول أمام الهيكل الرئيسي توجد أعلي قبة في الكنيسة كلها وهي غالباً تكون مرفوعة علي رقبة محمولة علي حنيات ركنية. أما باقي باكيات الكنيسة فهي مغطاة إما بقبوات أو بقباب من الطوب مرفوعة علي مثلثات كروية. · الحنيات الركنية والمثلثات الكروية حاملة القباب، والعقود ورقبة، القبة الرئيسية ، والأعمدة (سواء كانت مربعة أو دائرية القطاع) جميعها مبنية ومزخرفة بالطوب الملون والمونة البيضاء. · لا توجد أية فتحات خارجية في حوائط الكنيسة سوى الأبواب. أما الشبابيك فهي إما موجودة في رقبة القبة الرئيسية أو في جسم القباب، وهي شبابيك صغيرة في حجمها وقليلة في عددها. http://www.archi-scale.com/event02.htm |
![]() |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|