عملية تقويم الركبة

[سارة حسان]

عملية تقويم الركبة

عملية تقويم الركبة

عملية تقويم الركبة: ما هي؟ وكيف تساعد في تحسين جودة الحياة؟
تعدُّ عملية تقويم الركبة واحدة من العمليات الجراحية المتقدمة التي تساعد المرضى الذين يعانون من مشكلات في مفصل الركبة، مثل التهابات المفاصل أو الإصابات الحادة، على استعادة القدرة على الحركة وتحسين جودة حياتهم. إذا كنت تعاني من ألم مزمن أو مشاكل في الركبة، فقد تكون هذه العملية خياراً مثيراً للاهتمام لاستعادة نشاطك اليومي. في هذا المقال، سنتعرف بشكل دقيق على كل ما يخص عملية تقويم الركبة، من أسبابها إلى عملية الشفاء، وكذلك التأثيرات على المدى الطويل.

ما هي عملية تقويم الركبة؟
عملية تقويم الركبة هي إجراء جراحي يهدف إلى إصلاح أو استبدال أجزاء من مفصل الركبة التالفة. قد يتم اللجوء إليها في حالات الإصابة الشديدة، مثل الكسور الكبيرة أو التآكل المزمن بسبب الأمراض مثل التهاب المفاصل. تتم العملية عادةً عندما تفشل العلاجات غير الجراحية مثل الأدوية والعلاج الطبيعي في تخفيف الألم أو استعادة الوظيفة.

تعتمد جراحة تقويم الركبة على نوع الإصابة أو المرض الذي يعاني منه المريض. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استبدال كامل للركبة (جراحة استبدال الركبة الكلي)، بينما في حالات أخرى قد يكفي استبدال جزء من الركبة (استبدال الركبة الجزئي).

أسباب اللجوء إلى عملية تقويم الركبة
هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الأطباء إلى توصية المرضى بالخضوع إلى عملية تقويم الركبة، ومنها:

التهاب المفاصل: يعتبر التهاب المفاصل، وخاصة التهاب المفاصل العظمي، من أكثر الأسباب شيوعاً لاحتياج المرضى لهذه الجراحة. يتسبب هذا النوع من الالتهاب في تآكل غضروف المفصل مما يؤدي إلى ألم شديد وصعوبة في الحركة.
الإصابات الحادة: قد يؤدي التعرض لحوادث أو إصابات رياضية إلى تضرر في الركبة، مثل تمزق الأربطة أو كسور في العظام.
تشوهات الركبة: قد يعاني بعض الأشخاص من تشوهات خلقية أو ناجمة عن ظروف معينة تؤثر في محاذاة المفصل وتسبب الألم.
آلام مزمنة: في حال لم تفلح العلاجات غير الجراحية مثل الأدوية أو العلاج الطبيعي في تخفيف الألم بشكل مناسب، تصبح العملية الجراحية هي الحل المثالي.
كيف تتم عملية تقويم الركبة؟
تتم عملية تقويم الركبة عادةً تحت التخدير العام أو الموضعي، ويعتمد أسلوب الجراحة على نوع الإصلاح المطلوب. في حالة استبدال الركبة الكلي، يتم إزالة الأجزاء التالفة من مفصل الركبة واستبدالها بقطع صناعية مصنوعة من مواد متقدمة مثل الفولاذ أو السيراميك. بينما في حالة الجراحة الجزئية، يتم استبدال الجزء التالف فقط من المفصل، مما يؤدي إلى شفاء أسرع وعملية أقل تعقيداً.

يستخدم الجراح تقنيات متقدمة، مثل الجراحة بالمنظار، التي تتضمن إجراء شقوق صغيرة وفتح المسارات باستخدام كاميرا صغيرة مما يقلل من الألم ويعزز سرعة التعافي.

فترة التعافي بعد الجراحة
تستغرق فترة التعافي بعد عملية تقويم الركبة وقتاً يتفاوت من مريض لآخر، لكن بشكل عام، قد يتطلب الأمر فترة تمتد من 6 إلى 12 أسبوعاً قبل أن يتمكن المريض من استعادة نشاطاته اليومية بشكل كامل. خلال هذه الفترة، يُنصح المريض بالعلاج الطبيعي لمساعدة الركبة على استعادة قوتها ومرونتها.

يمكن أن يشعر المريض في البداية بالألم والتورم، لكن مع العلاج المناسب والمتابعة الطبية، يتحسن الوضع تدريجياً. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى فترة أطول من الوقت لتكييف جسمه مع المفصل الصناعي.

هل توجد مخاطر؟
تماماً مثل أي عملية جراحية أخرى، عملية تقويم الركبة قد تنطوي على بعض المخاطر، مثل الإصابة بالعدوى أو الجلطات الدموية أو مشاكل في المفصل الاصطناعي. مع ذلك، تكون هذه المخاطر نادرة جداً إذا تم اتباع إجراءات السلامة والمراقبة الصحية بعد الجراحة.

التأثيرات على المدى الطويل
من المتوقع أن تستمر الفوائد طويلة الأمد لعملية تقويم الركبة في تحسين الحركة وتقليل الألم. في معظم الحالات، يمكن للمريض العودة إلى نشاطاته اليومية بعد فترة التعافي. ولكن، من المهم أن يدرك المريض أن المفصل الصناعي قد يحتاج إلى استبدال بعد فترة معينة، حسب حالته الصحية.

الخلاصة
تُعد عملية تقويم الركبة حلاً فعالاً للعديد من المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة في الركبة أو الذين تعرضوا لإصابات شديدة في المفصل. مع التقدم الطبي المستمر، أصبحت هذه الجراحة أكثر أماناً وأكثر فاعلية في تحسين جودة الحياة. إذا كنت تفكر في الخضوع لهذه الجراحة، من الضروري التشاور مع أطباء مختصين لتقييم حالتك بشكل دقيق والتأكد من أن هذا الخيار هو الأنسب لك.