برنامج الإخوان المسلمون مخاوف ومحاذير
محمود يوسف بكير
الاثنين 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2007
منذ أسابيع قليلة أعلنت حركة الإخوان المسلمون في مصر برنامج عمل يعكس رؤاهم لما ينبغي أن تكون عليه مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مصر من منظور إسلامي. والحقيقة أن البرنامج لم يترك شيئاً إلا وتعرض له في إطار من المبادئ العامة دون الدخول في التفاصيل وعلى سبيل المثال فإنه في مجال عرض السياسات الاقتصادية يقول البرنامج أن مرجعية النظام الاقتصادي ستكون إسلامية وتتمثل غايته في "عبادة الخالق بالمعنى الواسع بحيث يتم النشاط الاقتصادي من خلال السوق الإسلامية التي تعتمد على المنافسة العادلة وحرية اقتصادية مقيدة تحكم إنتاج "الطيبات" من خلال قوى العرض والطلب وميكانيكية الأثمان" ولم أدرى ما الفارق بين هذه السوق الإسلامية الافتراضية وبين مبادئ اقتصاد السوق الغربي الذي يقوم أيضاً على المنافسة الكاملة وقوى العرض والطلب والثمن‘ ومما يدل على أن البرنامج جاء كإطار عام يثير الكثير من الأسئلة الفنية الصعبة، أنه قد تم عرض كل من السياسيتين المالية والنقدية في أقل من صفحتين وكنت أتمنى ـ كدارس للاقتصاد الغربي ـ أن يسهب برنامج الإخوان قليلاً في مسألة ماهية النظام الاقتصادي الإسلامي غير ما قيل عن أن غايته محاربة الاستغلال والاحتكار والغش ومراعاة احتياجات الفقراء، فالاقتصاد الغربي أيضاً يحارب الاستغلال والاحتكار والغش ويقدم الدعم والإعانات للفقراء والعاطلين. ولعلي أعرض مستقبلاً وبشكل أكثر تفصيلاً رؤى برنامج الإخوان لعملية التنمية الاقتصادية من منظور إسلامي خاصة ما ورد بخصوص وجوب اتفاق الأنشطة السياحية للسياح الأجانب مع مبادئ وأحكام الإسلام وكذلك ما ورد بخصوص أن اتفاقيات التجارة الحرة مع الغرب تكرس التبعية ولا تخدم اقتصادنا . وحقيقة فإننا نخشى أن يكون لهذه الرؤى آثار خطيرة على الاقتصاد المصري الذي يعتمد بشدة على السياحة كما أنه بحاجة ماسة للمزيد من الاستثمارات الأجنبية التي تأتى غالبيتها عن طريق اتفاقيات التجارة الحرة .
__________________
samozin
|